حفل عشاء جامع للجنة الإجتماعية في “المذهبي الدرزي” بحضور تيمور جنبلاط

فينيسيا- “الانباء”

أقامت اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، حفل عشائها الخيري السنوي في فندق فينيسيا بيروت، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب هاني قبيسي، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير التربية مروان حمادة، الاستاذ تيمور جنبلاط وعقيلته ديانا، ممثل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس لجنة الاغتراب في المجلس المذهبي الشيخ كميل سري الدين، وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبو عاصي، وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان أيمن شقير، ممثل الوزير طلال ارسلان اكرم مشرفية، النائبان، انطوان سعد، وفؤاد السعد، وممثل للنائب نعمة طعمة، وعدد من النواب السابقين، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، وحشد من الفعاليات والمدراء العامين والهيئات النقابية والروحية.

عرض وثائقي عن اللجنة الاجتماعية من إعداد الإعلام خلدون زين الدين استهلالا، فالنشيد الوطني اللبناني، وتقديم من الزميل ياسر غازي، وتحدثت رئيسة اللجنة الاجتماعية المحامية غادة جنبلاط، فقالت: “عام بعد عام يتجدد اللقاء، ويعود “الأمل” مُترافقاً مع دعواتٍ بأن يُطيلَ الاقامةَ عندنا. لكنّ مجتمعا يزخر بمثل قاماتكم لا بد من ان يركُن الى حاضره ولا يخشى مستقبله”.

IMG-20170714-WA0061

وتابعت: “ليس من السهل ان يحيا المرء في مثل هذه الظروف، في هذا الوقت بالذات. جراحنا، فاضت عن العام المنصرم، ورقعة التحديات اتسعت. يوميا نُحاط باخبار الجريمة. يوميا نصاب بمدخولنا الشهري، ونبقى يوميا على أهبة الخسارة، كاننا احياء بالصدفة، قادمون من حروب متواصلة، ماضون الى حروب متوقعة. ازماتنا هنا تتعمق. واقعنا الاقتصادي متعثر، الاداري شاغر ومنهك بالفساد، المالي نازف بالمديونية. البطالة مستفحلة والعدالة الاجتماعية شبه مفقودة”.

وأضافت جنبلاط: “إن مفصلية العبور في قلب الصعاب، تَستدعي شبكَ الايدي اليوم لكسب الغد. وخيرُ بدايةٍ نداءٌ يجمعنا، نُطلقه الى شركائنا في الوطن، فنبني معا على الثوابت المشتركة-الجامعة وما اكثرها، وما أقْدَسَها؛ تُوطّد استقرارنا… وتعزز صمودنا. ثوابتنا صحة، ولقمة عيش، تعليم وامن وبيئة. ثوابتنا مهمات انسانية تستدعينا من دون ان تنادينا. فديمومةُ لبنان… المحافظةُ على إنسانه. فليكن نداؤنا واحدا، قلباً قلبا، وجعاً وجعا. ليس مسموحا العبث بامن المواطن. ليس مسموحا غياب التغطية الصحية الشاملة. ليس مسموحا فقدان الحماية الاجتماعية وضمان الشيخوخة. وعدم تامين سياسة تربوية هادفة في المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية. ليس مسموحا “التعايش” مع آفة المخدرات كرفيقة درب، وهي تصيبُنا بِمَقْتَل، تفتِك بِنَهْجٍ بشبابنا وأطفالنا فتتهدد اجيال ناشئة. واللائحة بعدُ تطول. “الأمل” يستدعي “العمل”، ولبنان الرسالة ينادينا… بعمل انساني صادق، بقيم تعزز الثقة ومباديء تحمينا”.

غادة جنبلاط

وقالت جنبلاط: “معَ عدمِ كفاية الدور الرعائي للدولة، شعارنا المُوجّه في اللجنة الاجتماعية: شمعة نضيئها خير من لعنة الظلام، وهدفنا الاسمى احتضان الانسان اللبناني عبر تامين مقومات صموده. وكما ظهر في الوثائقي القصير على الشاشة قبل قليل، حاولنا عبر برامجنا الصحية، التربوية، الاجتماعية والتوعوية بلسمة الجراح، والتشبّث بالصمود. وقد بلغ مجموع المساعدات التي قدمت في البرامج الثلاثة منذ العام 2013 حتى 2016 نحو 10,333 (عشرة الاف وثلاثماية وثلاثة وثلاثين) مساعدة”.

وقالت جنبلاط: “للآتي من الايام، يدا بيد نتقدّم مع جمعيات صديقة، في طليعتها تجمعٌ للجمعيات النسائية في الجبل، ومؤسسات رسمية وغير رسمية. وبرامجنا قيد التنفيذ:

• مركز صحي لمدينة عاليه ومحيطها الجغرافي. خدماته: علاجية، ارشادية، وقائية وتنسيقية. المهمة قيد الانجاز في مبنى عائد للاوقاف. لجنة الاوقاف ترمم المبنى راهنا، والرؤية المرتجاة مركز نموذجي يُحتذى ويعمم.

• انشاء هيئة لمعالجة المشاكل الاسرية، للحد من عوامل كثيرة تشابكت تأثيراتها فافقدت الاسرة قدرا من وحدتها ما انعكس على أدائها ودورها وتطلعاتها.

• محاضرات توعية للشباب لتوجيههم وحمايتهم مما قد يغزوهم مُهدِّدا.

• ولا نغفل النادي النهاري للمسنين. مع كبارنا سنتشارك ضوء الشمس، ونمسك بيد كل اسرة تعمل في منزلها مسن يحتاج الرعاية. نرعاه نهارا نفسيا وصحيا، نجمعه مع ابناء جيله ونواسيه قبل ان يعود مساء الى حضن عائلته”.

وختمت جنبلاط بالقول: “صواب ما قيل: “يدٌّ واحدة لا تصفّق.” وما كان ليُكتب لنا النجاح لو لم نتكاتف فيما بيننا ونوحّد رؤانا. فكلمة شكر من القلب لجميع الزملاء في اللجنة الإجتماعية. ومن زملائي ومني الف شكر لموظفي المصلحة الإجتماعية والإدارية ولكل مَن لم يدّخر جهداً لبلوغ ما نحن عليه اليوم. وشكر مفعم بالإمتنان لكم ايها الحضور الكريم. دعمكم لعملنا مقدّر وثقتكم بنا تزيدنا عزماً واندفاعاً للمضي قدماّ لبلوغ أهدافنا المرجوّة وترسيخ ما نرنو إليه جميعاً. كنتم ولازلتم سنداً أساسياً في معادلة الخدمة الإجتماعية والإنسانية، وثَبُتَ ممّا مضى، أنّ المعادلة هذه لا تستقيم الا إذا ارتفع بنيان الشراكة عالياً.

فيا ضيوفنا الأعزاء. يا أصدقاءنا الأوفياء، تضيق بنا كلمات الشكر ومساحات التعبير. نعاهدكم، إذ نعاهد أنفسنا، أن نواصل العمل، لا يثنينا عنه شاغل ما دام سكونُ الليل يُواعِد فجرَ الصباح”.

 شيخ العقل

والقى كلمة شيخ العقل رئيس لجنة الإغتراب في المجلس المذهبي الشيخ كميل سري الدين، فقال: “إسمحوا لي بدايةً أن أنقلَ إليكم تحيات سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، وقد شرّفني بتمثيله في هذا اللقاء الاجتماعي الخيري الذي يضمَّ وجوهاً كريمة من المجتمع اللبناني الواحد المتنوّع، وعلى الأخص أخوانَنا الموحدين الدروز الذين يقعُ عليهِم جزءٌ كبيرٌ من مسؤولية النهوض بمؤسسات الطائفة ورعاية المحتاجينَ من أبنائها. إنَّ عمل اللجنة الاجتماعية صاحبةِ الدعوة إلى هذا العشاء الخيري، والنابع من توجُّهِ المجلس المذهبي؛ رئاسةً ومجلسَ إدارة وهيئةً عامة، يصبُّ في خدمة أهلِنا وأبناء مجتمعنا الذين يُعانون من الفَقرِ والحاجة، ويتطلعون بأملٍ ورجاءٍ وثقة إلى مؤسسات الخير والعطاء، للوقوف إلى جانبهم ومدّ يد العون لهم، لتمكينهم من مواجهة الصِّعاب وتأمين أبسط الحقوق الإنسانية التي يجب أن تكونَ متوفرةً لهم في الطبابة والتعليم والعيش الكريم”.

IMG-20170714-WA0057
وتابع سري الدين: “لقد حاولت اللجنةُ الاجتماعية، بشعورها الإنسانيِّ النبيل، وما زالت تحاول، رئيسةً وأعضاء، ملامسةَ حاجة الناس وشحذَ الهمّة للوقوف إلى جانبهم بمحبةٍ وإخلاص، مُستعينةً بموازنةٍ متواضعة من المجلس المذهبي ومداخيلِ الأوقاف، وبدعمٍ كريمٍ من أهل الجود والكرم أمثالِكم، وحقُّها علينا وعليكم أن لا نبخلَ عليها، وأن نستثمرَ بعضَ ما نملكُ في عمل الخير والإحسان، وهو أفضلُ استثمار لمن أرادَ رضى الله سبحانه وتعالى وراحةَ الضمير. إن المسؤولية تزداد على المجتمع المدني وعلى المؤسسات الأهلية وعلى الخيِّرين، في ظلِّ تقاعسِ الدولة عن تغطية حاجات الناس، وهذا ليس مِنَّةً منّا عليهِم، فهو واجبٌ اصلاً على أهل البيت الواحد والمجتمع الواحد والوطن الواحد، لكي يَشدُّوا أزرَ بعضِهم بعضاً، مقيمينَ ومغتربين، إذ كيف يَصلُحُ المجتمعُ إذا تمتّعَ الغنيُّ بمالِ الفقير، أو إذا نام الإنسانُ مُتخَماً وجارُه جائع. إنها العدالةُ والشجاعةُ والمحبةُ والرحمةُ والإنسانيةُ تقتضي أن نزكِّيَ من أموالنا بقناعةٍ وسخاء، وأن نحدِّثَ بنعمةِ الله، بالفعل لا بالكلام وحسب، ترسيخاً للقاعدة التوحيديةِ في حفظ الإخوان، وتأكيداً لقولِه تعالى: “وأمّا اليتيمَ فلا تَقهَر، وأمّا السائلَ فلا تَنهَر، وأمّا بنعمةِ ربِّك فَحدِّثْ””.وقال سري الدين: “إننا نعيش معاً في ظلِّ دولة لبنانية يُفترَضُ أن تكونَ عادلةً وقادرة، وفي وطنٍ واحدٍ موحَّد، وقد كنّا في أساس تكوينِه منذ قرون، وما كنّا أبداً إلّا دعاةَ محبةٍ وعيشٍ مشترك وما كنّا إلّا قدوةً في احترام الحقِّ والدستور، وعلى هذا الأساس يجبُ أن نُعامَلَ تقديراً لموقعِنا وتاريخنا ودورِنا الوطني والقومي، وقد حرِصتْ القيادةُ السياسية على الالتزام بهذا الدور المحوري الجامع، ووضعتْ مصلحةَ الوطن وبناءَ الدولةِ فوق كلِّ اعتبار، فهل يُنصِفُ المسؤولونَ في إعطاء الموحّدينَ حقوقَهم أسوةً بغيرِهم، وهم قلبُ الوطن وأساسُ وجودِه؟ أم يكون التعاملُ على أساس أكثريةٍ وأقلية بعيداً عن منطق المساواة والعدالة الاجتماعية؟ وكم من الفرص تضيعُ على الشبابِ في غياب الحريةِ والمساواة، فيفقدون الأملَ بهذا الوطن؟ إننا نتطلَّعُ إلى هذا العهد الميمون لعلَّه يُحقِّقُ أملَ اللبنانيينَ، فيقطعُ دابرَ الفساد المتنقّلِ الذي يَنخرُ جس الْبَلَد ومؤسساته، ويحقِّقُ الإصلاحاتِ المنشودة، ويؤمِّنُ فرصَ العمل والمشاركة للشباب، وكم هي كثيرةٌ تلك الثغراتُ والمساوئُ في الإدارة وفي البيئةِ والطرقات والمرافقِ العامّة وفي فوضى انتشار السلاح والمخدرات؟ لقد آن الأوانُ لأن نُزيلَ العقباتِ المصطنَعة ونُوحِّدَ الجهودَ ونتطلَّعَ إلى المستقبل بوعيٍ ومسؤوليةٍ، من أجل الحفاظ على أبنائنا، وتحقيق طموح شبابِنا وشابّاتِنا، وزرع الأمل في قلوبهم وتأمين حقِّهم في وطنٍ أكثرَ أماناً وعدلاً”.
IMG-20170714-WA0058
وختم سري الدين: “إنّنا، إذ نتطلَّعُ إلى غدٍ مشرِقٍ واعد على صعيد الطائفة والوطن، مقِّدرينَ عملَ اللجنة الاجتماعية ولجانِ المجلس المذهبي كافةً، فإننا من موقعنا، في لجنة شؤون الاغتراب، ومن موقعي كرئيسٍ لهذه اللجنة، أشكرُ أخواني المغتربين والميسورين، السبَّاقينَ دائماً للبذل والعطاء، والذين يُدركونَ أنَّ قيمةَ المرءِ ما يُحسنُه لا ما يَجمعُه، وأدعوهم إلى المزيد من الدعم المادي والمعنوي من أجل رعايةِ المجتمع ونهضة المؤسساتِ، وكلُّنا أملٌ بأن يزدادَ العددُ ويتضاعفَ العطاء معَ ازديادِ التحديات وتضاعُفِ الأزمات. أثابكم الله وإلى اللقاء دائماً على دروب الخير والمحبة، عِشتُم أهلاً للخير والمعروفِ وعاش لبنان”.
(الانباء)