عن “قمر يودّع شهره”: أسلوب روائي يضجّ إنساني!

“غامت الدنيا في عينيّ، أظلم عقلي، جفّ حلقي، عُقِل لساني ولاذت كلماتي بالصمت. تابعت طريقي عدواً نحو الادارة كي أنقل وصيّة الحارس للمدير. وقبل أن أدخل غرفة الادارة، حضرتني كلمات لزوربا الإغريقي بطل رواية نيكوس كازانتزاكي تختصر وصية جده له تقول: “يا بني، إن الاله الرحيم، لا تستطيع طبقات السماء السبع ولا طبقاء الارض السبع أن تسعه، لكن قلب الانسان يسعه. إذا، إحذر يا بني من أن تجرح ذات يوم قلب إنسان”.

لكن المدير أصرّ على رفضه وقرر أن يجرح قلب إنسان، بل إثنين: واحد ينظر نحو المستقبل بعيون الامل، وآخر يتلحف التراب كي يطمر حلماً عاش وشقي من أجله. أما أنا فغادرت المدرسة وكلِّي أمل ألا أجرح قلب فريد إو اي إنسان”.

بأسلوب روائي يضج إنسانية، كتبت عائدة خداج أبي فراج كتابها “قمر يودّع شهره” الروائي، والذي يحتوي على عدد من القصص القصيرة التي أتقنت إختيار أبطالها مهدية ختامها ومسكها إلى روح زوجها الراحل عفيف أبو فراج، الغائب الحاضر دوماً، وفيها تقول: “السنونوات دائما تعود، لقد عاد الغائب، بل إنه لم يرحل يوماً، لم يغادر المكان، فهو ما يزال بيننا، مثواه في قلوب الاحياء وفي طيّات الكتب وبين السطور والكلمات. لكن الدمعة كانت أكبر من العين، فحجبت عني سبر غور الفراق”.

الكتاب في طبعته الاولى إصدار الدار التقدمية وقد جاء في 151 صفحة، وهو ليس العمل الادبي الوحيد لخداج فسبقه “الشرخ” وهو مجموعة قصصية أيضاً صدرت عن الدار التقدمية في العام 2013.

وكانت ترجمت الكاتبة عن الانكليزية كتاب زوجها الراحل د. عفيف فراج “القمع السياسي وتجلياته في نماذج من الرواية العربية الحديثة” في العام 2013.

وجمعت وحققت وأصدرت دراسات وأبحاث د.عفيف فراج بعد رحيله في ستة كتب هي:

-إشكالية النهضة بين الليبرالية الاغترابية والاسلامية الاجتهادية، دار الاداب، 2006.

-الجذور الشرقية للثقافة اليونانية، دار الآداب 2007.

-ثنائية شرق غرب، دار الاداب 2008.

-في السياسة والادب السياسي، دار الآداب 2008.

-المرأة بين الفكر والإبداع، دار الاداب 2009.

-دراسات في الفلسفة، الفكر، الدين، السياسة، الثقافة والادب. كتاب السفير، دار الفارابي 2014.

(الأنبـاء)