من المختارة إلى موسكو!
د. وليد خطار
27 يونيو 2017
زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى موسكو حملت تفسيرات عدة في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها.
جاءت هذه الزيارة بعد فترة من الجمود شابت العلاقة مع موسكو. كان إختلاف الموقف من الموضوع السوري أساس هذا البرود في علاقة المختارة بأقدم الحلفاء.
إن التعاون الثقافي خلال الحقبة السوفياتية أدى لفتح الأبواب لعشرات الآلاف من طلاب الحزب لتلقي العلوم العالية في رحاب البلاد السوفياتية.
إن السوفيات كانوا الحليف الثقافي والمادي والمعنوي والعسكري للحزب ومع ذلك كان الموقف هو نفسه رغم هذه العلاقة المميزة مما أعطى الفرادة لموقف الحزب وظهر ذلك بالملاحظات التي وردت في خطاب المعلم الشهيد في الذكرى الخمسين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني.
إن المتابع لمجريات السياسة اللبنانية يرى بوضوح أن وليد جنبلاط يكاد يكون الوحيد من يحترف السياسة في لبنان.
لماذا وكيف ترسخ هذا الانطباع على مدى الأربعين سنة المنصرمة من عمره السياسي.
لنبدأ من مقابلته الصحفية في موسكو عندما شدد على ما يُؤْمِن به من مسلمات بالنسبة لقضية الشعب السوري ونظامه، وهذا يتعارض في المبدأ مع الموقف الروسي.
وأشار إلى أن “الروس يعولون أهمية كبرى على المناطق الآمنة التي أرسوها في سوريا وهذه بداية، وإذا توصلوا إلى إرساء الحل السياسي في سورية يكون هذا الأنسب ولكن هناك تسابق اليوم بين الأحداث العسكرية ومحاربة الإرهاب وبين نهاية الأزمة، سنرى، ولكن بالنسبة لي الحل السياسي مهم، الحل السياسي المبني على إمكانية الوصول إلى سلطة إنتقالية في سوريا وسوريا موحدة تعددية ديمقراطية”.
إن علاقة إحترام متبادل بين وليد جنبلاط وحزب الله مع إختلاف واضح بالنسبة للموضوع السوري، كذلك علاقته مع المعارضة السورية وبعض الأنظمة العربية والمقاومة الفلسطينية تتكفل دوماً بالموقف الصادق الأمين على مصلحة الناس كل الناس من المختارة إلى كوبا يبقى هذا الصوت المعبر عن روحية وطنية عالمية زرعها المعلم الشهيد عبر فكره الإنساني فكان نضاله لتأمين حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة.
وها هو وليد جنبلاط يركز من موسكو على حق الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة وقبلها شجب العقوبات ضد كوبا ودعا إلى حل سلمي للخلاف القطري مع دول الخليج.
أيد ماكرون في معركته الإنتخابية في فرنسا، محذراً من مجيء لوبن، مؤيداً حركة حماس مع الاختلاف الكبير معها ذلك لأن من أتى بها هو صندوق الاقتراع فهو دائماً يرضخ لصوت الناس وخياراتها.
وماذا أيضاً في خضم هذه الأحداث المؤلمة يبقى سلاح الموقف هو سلاحنا الوحيد في خضم لعبة الأمم التي نعيش في خضمها ويبقى هذا السلاح فعالاً قوياً بيد من يستعمله المؤمن أبداً.
إن الحياة إنتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.
(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي.
(الأنبـاء)