عون: للتضامن والوحدة بين الطوائف لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى التضامن والوحدة بين مختلف الطوائف في المشرق العربي لمواجهة التحديات التي تعصف بدوله ومجتمعاته، والتي لا تفرّق بين ابناء هذه المجتمعات وطوائفهم.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، البطريرك الجديد لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك البطريرك مار يوسف الاول العبسي، على رأس وفد من مطارنة الطائفة والرؤساء العامين فيها من مختلف انحاء العالم، لشكره على تهنئته بانتخابه بطريركاً.
والقى البطريرك العبسي كلمة قال فيها:
” فخامة الرئيس،
في أعقاب السينودس المقدَّس الانتخابيّ الذي التأم من التاسع عشر إلى الحادي والعشرين من شهر حزيران 2017، يسرّنا، نحن أحبارَ كنيسةِ الروم الملكيّين الكاثوليك، أن نأتي لزيارتكم مع الآباء الرؤساء العامّين لنعبِّر لفخامتكم عن شكرنا للتهنئة التي خصَّصتمونا بها وعن إحساسنا بالمسؤوليّات التي تضطلعون بها وعن تقديرنا للمبادئ التي تستندون إليها في عملكم، لا سيّما مبادئ العدالة والمساواة والحريّة والسلام والمواطنة.
فخامة الرئيس،
كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك كنيسةٌ جامعة وتنتمي إلى الكنيسة الجامعة، وقد أتينا إليكم من أنحاء العالم، من لبنان وسوريا والأردنّ وفلسطين ومصر وأستراليا والأميركتين. كلُّ بلدٍ لنا فيه رعاةٌ ومؤمنون نكون كلُّنا معًا فيه، وتكون كنيستنا كلُّها حاضرة وفاعلة فيه.
نحن لنا في لبنان سبع أبرشيّات ورهبانيات وأديرة تمتدُّ على مساحته كلِّها، يرعاها سبعة مطارنة، يعملون بغيرة ونشاط وتفانٍ، إلاّ أنّهم ليسوا وحدهم، فرُعاتنا كلّهم وأبرشيّاتنا كلّها، في العالم أجمع، إلى جنبهم يشجِّعونهم ويساعدونهم ما استطاعوا، على أن يكون حضورهم وعملهم في لبنان على خير ما يرام، من أجل أبنائهم ومن أجل الشعب اللبنانيّ بأسره.
هكذا نفهم ونمارس الشراكة الكنسيّة والمحبَّة الأخويّة وهكذا نفهم ونمارس المواطنة أيضًا، المواطنة المحليَّة والمواطنة العالميَّة، وعلى هذا النحو يكون حضورنا وعملنا في أيّ بلدٍ كنّا فيه، وهنا في لبنان بنوعٍ خاصٍّ، أوسع وأقوى وأفعل.
لذلك، يا فخامة الرئيس، في مستطاعكم أن تعتمدوا على إخوتنا الأحبار والآباء العامّين والرئيسات العامّات أيضًا الذين في لبنان لتحقيق ما تصبون إليه من مبادئ إنسانيّة ومواطنيّة، وما تستجلبه هذه من التزامٍ وعملٍ وطنيّين على مختلف الأصعدة. وإنّهم هم من ناحيتهم يرغبون في أن يسهموا، بل يسهمون، في كلِّ عملٍ من شأنه أن يقودَ إلى استقرار لبنان وازدهاره وسعادة أبنائه.
فخامة الرئيس،
إنّ هذين المفهوم والواقع اللذين لكنيستنا، يجعلاننا نرى ذاوتِنا والكنائسَ الأخرى القائمة في لبنان، تحتَ مظلّةٍ واحدة، هي مظلّة المسيحيّة المشرقيّة المتنوِّعةِ والغنيَّةِ الوجوهِ والطاقات والمصادر، ويجعلاننا نرى أيضًا ذاوتنا والكنائس الأخرى معًا في حوارٍ وتفاهمٍ وتشارك مع الإخوة المسلمين في مجالاتٍ عديدة من أجل خدمة لبنان وخدمة كلِّ بلدٍ نحن فيه.

فخامة الرئيس،
نشكركم على استقبالكم ونطلب إلى الله تعالى أن يبارك شخصكم وعهدكم، بشفاعة أمِّنا مريم العذراء سيِّدة لبنان.”
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبأ، معرباً عن سعادته باستقبال البطريرك العبسي والوفد، وقال: “نحن كمسيحيين في لبنان والمشرق، نعيش وحدتنا الكنسية بين الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية وبقية الطوائف، كما اننا نعيش الازمة نفسها.”
واضاف رئيس الجمهورية: ” هذا ما يدفعنا الى تعزيز وحدتنا، فهي التي ستساعدنا لتحديد الخسائر في هذه المرحلة الصعبة ولنتضامن للمحافظة على القدرة على الاستمرار للوقوف في وجه التحديات الراهنة. اليوم، نعيش مرحلة ما بعد العاصفة، ويجب علينا ان نتجدد ونتضامن لمواجهة آفات كبيرة تضرب مجتمعاتنا، ومنها على سبيل المثال المخدرات التي قلت في كلمتي بالامس لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة هذه الآفة، ان ضحايا المخدرات يفوقون عدداً ضحايا الحروب استناداً الى الاحصاءات والارقام. وفي هذا السياق، يمكن للكنيسة ان تستمر بالدور الذي تقوم فيه لنشر التوعية لدى العائلات وفي المدارس لتحصين الشباب من الانحدار الاجتماعي الذي يتنامى.”
ودعا الرئيس عون الى معالجة الاوضاع الاجتماعية وخطر تفكك العائلات الذي يبرز من حين الى آخر في مجتمعنا، لا سيما وان العائلة هي الخلية الاساسية لبناء المجتمع.
وتمنى الرئيس عون للبطريرك العبسي التوفيق في مسؤولياته الروحية والوطنية الجديدة.