خلفية خطاب نصرالله وابعاده
منير بركات
23 يونيو 2017
بعد دخول العامل الاميركي بقوة الى المنطقة وتحقيق نفوذاً سريعاً وملفتاً منذ توجيه الضربة الصاروخية الى المطار السوري مرورا بغارة استخدم فيها البنتاغون صاروخا من ١١ طن في افغانستان لدهاليز “داعش” “وبعمق ٣٠ متر مما شكل رسالة الى الترسانة الايرانية بامكانية الحسم بالسلاح التقليدي في حال نشوب حرب بالاضافة الى زيارة ترامب الى المملكة العربية السعودية ومن نتائجها المباشرة قلب الطاولة على قطر والاخوان المسلمين بالرغم من النتائج المباشرة لمصلحة الاميركي بحيث اصبح الجميع في دول الخليج تحت سقف السياسة الاميركية بما فيها صفقات الاسلحة بين قطر وواشنطن وتشديد الضغط على الدوحة سيكون لمصلحة ترامب ونهجه وخطته بمزيد من تعميق الانقسام بين الاطراف المتنازعة .
وما التهديد الاسرائيلي بامكانية استخدام قوة نارية رهيبة بمواجهة حزب الله في حال وقوع اي حرب اسرائيلية – لبنانية وتعزيز القوات الاميركية في سوريا، ودعم الاكراد وتفويض الجيش اللبناني ودعمه في السلسلة الشرقية ومحاصرة دور حزب الله في هذه المنطقة وانعكاسها على تدخله في الحرب السورية ودوره اللاحق في لبنان، كل ذلك ادى الى محاولة ايران في اشتقاق باهت للإمكانية في خلق توازن جديد وتعزيز دورها كلاعب رئيسي في المنطقة والتقاسم في تسوية محصلة الصراع تحديدا في سوريا، لكي يكون شريكا مع حصرية النفوذ الاميركي الروسي.
لذلك ادخلت ايران عاملا جديدا في اطلاق صواريخ من ايران ولاول مرة الى مواقع “داعش” داخل سوريا كرسالة رد على الاميركي، ليأتي خطاب السيد نصرالله تصعيديا متماهيا مع التصعيد الايراني في التهديد بالعامل البشري الكمي وبمئات الآلاف من المقاتلين بمواجهة اي حرب قادمة مع اسرائيل ونكئ تل ابيب في عقدة الأقلية البشرية دون ادراك اهمية التكنولوجيا وتعويضه عن النقص في المقاتلين ومحاولة خلق التوازن مع القوة التدميرية الاسرائيلية وتهديد الواقع اللبناني الداخلي بما فيه العهد ودور الدولة وخطاب القسم والحياد والتجديد لوثيقة بعبدا مما ادى الى خلق توتير داخلي خاصة بتناول المملكة العربية السعودية وتأثيرها في لبنان، بالرغم من التفاهم حول الاستقرار وتقدير ظروف كل فريق ومراعاة الامتدادات الاقليمية على بنى القوى السياسية اللبنانية.
- رئيس الحركة اليسارية اللبنانية