إستذكار شهداء 16 آذار 1977: الدروس، المعاني والدلالات!

وليد صفير

إدفنوا أمواتكم وأنهضوا، إدفنوا أمواتكم وانهضوا، كان عنواناً كبيراً موجّهاً إلى أهل دار المختارة، إلى ذوي الشهيد كمال جنبلاط وأيضاً إلى ذوي شهداء 16 آذار 1977 كما إلى ذوي جميع شهداء الجبل ولبنان، والمقصود هو النهوض والاستمرار في تحصين الوطن لأن لبنان، كما قال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، يستحقّ المحاولة…..

بدافع إنساني اجتماعي وبوجدانية مطلقة، وبعيداً عن الدوافع السياسية الإنتخابية، أرادت المختارة هذه المبادرة التي بدأت، مع ما سينتج عنها من من لواحق مستقبلية،  من خلال التشاور مع الكنيسة  (المطران العمار والمطران حداد) وجرت المتابعــة لهذه المبادرة بواسطـــة المكلفين (المونسنيور مارون كيوان والارشمندريت قزحيا  نعمان)، اللذين لهما كل التقدير والإحترام، حيث فتحوا أبواب بيت الله والكنائس أمام الأستاذ تيمور جنبلاط  كما قاموا بدعوة رعاياهم من  الأهالي في القرى الأربع وذوي الشهداء  بمساعدة البلديات والمخاتير والفعاليات ولجان الأوقاف فيها.

IMG-20170618-WA0009

ولا بد من توجيه الشكر لهم جميعاً والتقدير الأكبر، كما لا بد من شكر النواب المرافقين والأمنيين والرفاق في وكالة داخلية الشوف والمعتمدين والفروع ومدرائها في هذه القرى وجميع المواكبين إعلامياً وكل من شارك في إنجاح هذه المبادرة، التي تنطوي على ترسيخ العيش الواحد  والانصهار في الجبل، لأن هذه المبادرة تُعتبر من أحد المهام الضرورية  اليومية كما قال الأستاذ تيمور جنبلاط،  حيث صرح بأننا بحاجة الى جهود ومتابعات يومية من أجل ترسيخ العيش الواحد  ودعا الى ذلك، وهنا لا بد  من إبداء احترامي وتقديري له لما شعرت من سلام داخلي في قلبه وصدق كبير وشفافية صارخة فيه،  وكيف لا  وهو ابن دار المختارة، وكما جدّه  الشهيد ووالده كان وما زال همهم هموم  الناس والسعي الى مساعدتهم، تمايزت  دار المختارة بالاستماع المباشر والاحتكاك المباشر واللقاء المباشر مع كل من قصدها  ويقصدها.

ليست صدفةً ان نجدَ في المختارة الإنسان الذي يكرس كل جهده فقط لخدمة الناس  ومساعدتهم وحمل الهموم عنهم، وليس سهلاً أو طبيعياً ما يحصل، حيث يختار أهل الدار التضحية على حساب تفاصيل  حياتهم الشخصية، فلا ولا يمكن وصف  ذلك إلا (بنعمة من الله عليهم) لقدرتهم بالتضحية اللامتناهية من أجل الإنسان، ولا يمكننا جميعاً إلا أن نقف الى جانبهم في مسيرتهم الإنسانية وما يستتبعها من مسيرة اجتماعية وسياسية. وما أصاب المختارة ليس قدراً فقط،  بل قرار  صعب تّتخذه  الدار  كل يوم ولا تكل.

IMG-20170618-WA0024

أمّا خلال الجولة، فكم كانت لافتة صراحة ووجدانية تيمور جنبلاط وخطابه الودي والصريح الذي لاقاه خطاب وجداني مماثل من القيّمين على الكنيسة ومن ذوي أهل الشهداء والأهالي فكانوا هو وهم كأنهم يدفنون أمواتهم وينهضون سوياً … إضافة الى الإرادة الواضحة والصريحة والتصميم على إستمرار التواصل والنهوض معاً لتكريس  العيش الواحد والانصهار في الجبل والنهوض بلبنان.

كما أنّ ملاقاة تيمور جنبلاط من قبل “القوات اللبنانية” في الباروك رسالة واضحة تصبّ في هذه الخانة وتؤكد القناعة بالعيش الواحد والانصهار في الجبل والقناعة بما تبادر به المختارة بهذا الخصوص، كما أيدت ذلك أحزاب الجبل. والحزب التقدمي الإشتراكي  بتوجيه من  رئيسه وليد جنبلاط يواصل الخطوات التي تُثبت وتوطّد العيش الواحد وتؤدّي الى المشاركة الفعالة والصحيحة وتهدف الى  الانصهار في الجبل وتدعو الى التعاون مع الجميع دون إستثناء لتحقيق المشاركة الصحيحة والفعلية في مطلق المجالات وعلى جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والإنمائية أو غيرها بل للتوصل الى خطاب واحد موحّد في هذا الشأن.

كما إتّجهت إرادة تيمور جنبلاط الى استكمال التواصل مع ذوي الشهداء والبحث عن صيغة التقارب وتفعيله إنطلاقاً من ان المصيبة واحدة والجرح واحد وما حصل سيجمعنا ولن يفرّقنا وإنطلاقاً من كلامه بأنّ الظرف قاهر وخطر يقتضي الاتحاد ومساعدة بعضنا البعض للخروج من أي أزمة ورفض أية فتنة، سيتابع التواصل وتتابع المراحل التي بدأت منذ المصالحة الكبرى حتى تحقيق الهدف.

 (*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي

(الأنبـاء)