“الزومبا” رياضة النساء المفضّلة .. فما هو سرّها؟

تكاد لا تخلو بلدة في لبنان من نادي أو قاعة أو صالة لتدريب رياضة “الزومبا”، وهي رياضة مستوحاة من الرقص اللاتيني ظهرت في التسعينيات على يد راقص كولومبي يدعى ألبيرتو بيريز، عمل على جمع ملايين التمارين الرياضية في حركات راقصة ممتعة على أنغام موسيقى لاتينيه جميلة، فغدت الزومبا معه مزيجاً من أنواع مختلفة من الرقصات اللاتينية مثل (السامبا، السالسا، الريجاتون، الكومبيا، الميرينجي، بالإضافة إلى الرقص الشرقي والهيب هوب).

انتشرت “الزومبا” في العالم وفي لبنان بشكل لافت في السنوات الأخيرة، جاذبةً نحوها النساء على وجه خاص، علماً أنها تصلح للرجال والنساء على حدّ سواء، كما أنها تصلح لمختلف الأعمار ولا تقتصر على أوزان محدّدة أو تتطلّب مهارات جسدية إستثنائية. فما هو سرّها؟ ولماذا تفضّلها النساء على سائر الرياضات التقليدية؟

Zomba2
مدرّبة “الزومبا” وأستاذة اللياقة البدنية رنا هاني ابي المنى أوضحت لـ “الأنباء” أهمية الزومبا، فأشارت إلى أن “الميزة الأهم فيها هي أنها تؤمّن قدرة عالية على حرق الدهون والسعرات الحرارية بمعدّل 600 إلى 1000 وحدة حرارية في الحصّة الواحدة، وذلك بسبب اعتمادها على سرعة الحركة واللياقة البدنية العالية التي تتوفّر في الجسم بعد فترة قصيرة من ممارستها”، ولفتت إلى أن “أنواع الزومبا كثيرة ومتنوّعة للكبار والصغار، وغالباً ما تبدأ تمارين الزومبا بموسيقى عادية لتتدرّج نحو أنواع من الموسيقى الصاخبة”، منوّهة إلى أن “المميّز في الزومبا أيضاً هي فعاليتها في معالجة كافة أنواع التوتّر والقلق وتساهم بتصفية الذهن، وذلك لأنها تساهم برفع معدّل هرمون الأندروفين في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة”.
وأضافت ابو المنى ان “الزومبا أثبتت بالتجربة أنها سبب مهم في رفع معدّل ثقة المرأة بنفسها بنتيجة مفعولها الهام في شد عضلات الجسم والبطن والأرداف وفي تقوية عضلات الحوض لدى النساء وتخفيف أوجاع الظهر، كما انها ترفع معدل اللياقة البدنية وتساعد على تنقية البشرة ومنحها نضارة إستثنائية كنتيجة لتسريع الدورة الدموية الذي يتم بفضلها”، وأكّدت أن “للزومبا فوائد صحية عديدة كونها تحدّ من ارتفاع ضغط الدم عن طريق توسيع الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى خفض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية، كما أنها أثبتت فاعليتها في معالجة أوجاع الظهر بشكل خاص لدى النساء، ناهيك عن دورها الفعال في معالجة الإكتئاب”.

zomba3
تساعد “الزومبا” كذلك في تكوين صداقات جديدة وارتكازها على الموسيقى العالية يساهم في معالجة التوتر والإكتئاب. فالمرح والمتعة من القواعد الأساسية فيها، وإن تطلّب الأمر إطلاق الصراخ والزغاريد والغناء بصوت عالٍ أثناء الحصّة، التي تتراوح مدّتها بين 45 دقيقة وساعة، مرّتين في الأسبوع. لكنّها في الوقت نفسه “تساعد على التركيز لأنها تتطلّب تركيزاً من كافة الحواس لحفظ الخطى والحركات وتنفيذها”، كما أكّدت ابو المنى معتبرةً أن “إتقانها يعدّ بمثابة إنجاز تفرح به السيّدة وتستمع به فيما بعد على أنغام الموسيقى الجميلة، تاركة خلفها ضغوطات الحياة اليومية وانشغالاتها، وهذه المتعة بحدّ ذاتها حاجة لدى شريحة كبيرة من النساء في مجتمعنا، ما يبرّر سعة انتشار رياضة الزومبا بهذا الشكل اللافت مؤخراً”.
هذه هي “الزومبا”. رياضة راقصة، جميلة ومفيدة. والأهم أنها تأسر اللواتي تمارسنها في شباك متعتها، فتخرجن معها من روتين التمارين الرياضية المملّة التي قد تتهرّب منها كل امرأة بحجّة عدم توفّر الوقت، لتصبح الرياضة مصدراً للصحّة الجسدية والنفسية، ومتعة بحد ذاتها قد تغيّر حياتكِ.. فجرّبيها!
(*) غنوة غازي – “الأنباء”