لبنان يا قطعة سما..! / بقلم سامر ابو المنى

هل لفت إنتباهك وانت تقود سيارتك على طرقات لبنان مشاهد “الموزاييك” المنفّر للعين؟ تنطلق بسيارتك وتبدأ مشاهد الفوضى وتشويه المنظر العام تتراءى امام ناظريك، من شبكات العنكبوت الكهربائية (الإشتراك)، المعلقة على الأعمدة والشرفات، والمتدلية فوق الطريق، الى غابات اللافتات المعدنية المزروعة على الجنبات، هذه تشير الى منزل فلان وتلك الى “كاراج تصليح”، وأخرى الى متجر أو مشروع سكني أو مصنع، وفوق الطريق عشرات اللافتات، منها ما يحمل شعاراً سياسيا أو عبارة لجمعية أو نادٍ رياضي، أو تحية لمميّز في قريته نال حزاماً اسودَ، أو شهادة مدرسيّة، أو إعلاناً لسهرة في أحد المطاعم للنجم الفلاني والراقصة الفلانية.

88

تكمل طريقك التي لا تشبه الطرق فيقع نظرك على أكوام النفايات، أو أكوام الاتربة ومخلفات اعمال الترميم والمشاريع رماها المتعهد قبل ان يتقاضى مستحقاته مع “حبّة مسك”.

تتابع سيرك، هنا أحد الأعمدة لوته مركبة اصطدمت به قبل أعوام، وهنا رصيف نبت فيه العشب والشوك، وهنالك جدار دعم انهار قبل سنوات وما زال شاهدا على الإهمال، هذا فضلاً عن السيارات المحطمة المركونة على جانب الطريق، أو الدواليب التالفة، أما الجدران، فهي لوحات من اعلانات ورقية، أو كتابات تخبرك عن ثقافة اللاثقافة.

لبنان زبالة

فوضى وتشويه في بلد “السياحة”، والوزارات المعنية والبلديات في سياحة، لا من يرى ولا من يعنيه الأمر، ونغني مع وديع الصافي ” لبنان يا قطعة سما”.

(الأنباء)