في “الأنباء”: غسان سلامة شخصية أعمق من زواريب السياسة اللبنانية!

تولى منصباً رسمياً في لبنان مرة واحدة ولم يعيد الكرّة من جديد، فالشخصيات التي تشبه غسان سلامة غالباً ما لا يكون لها من مكان في لبنان.

كثيرة هي الاسماء التي تخطت زواريب السياسة اللبنانية، يتفوقون في الخارج قادة للرأي العام وشخصيات فاعلة في أروقة السياسة العالمية والمحافل الدولية فيما يستحيل فوزهم في لبنان بمركز مختار أو رئيس بلدية.

فهذه التركيبة الطائفية التي تتحكم بالبلد ترتكب أكبر الجرائم بحق الطاقات اللبنانية ليس فقط في السياسة إنما في كل المجالات وعلى كل الصعد.

فغسان سلامة، مواليد 1951، الذي تولى وزارة الثقافة في ظل حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من العام 2000 إلى 2003، إنصرف في السنوات الماضية إلى العمل الاكاديمي كأستاذ للعلوم السياسية في جامعة السوربون، ويذكر أنه كان ضمن وفد الأمم المتحدة المبعوث إلى العراق بعد الاحتلال الأمريكي 2003 وكاد أن يلقى مصرعه في حادثة تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد.

سلامة مقيم في باريس وكل من يزور العاصمة الفرنسية يدرك هذه القيمة الكبيرة التي يخسرها لبنان ولا يستفيد من خبرتها وكفاءتها العالية.

أما هو فخبير أيضاً بالسياسيين اللبنانيين ويعرفهم جيداً، ويعرف هواياتهم التي يقصدون العاصمة الفرنسية للقيام بها، وفي إحدى مقابلاته التلفزيونية قال مرة: “النائب وليد جنلاط هو السياسي اللبناني الوحيد الذي يسألني حين يأتي إلى باريس عن الكتاب الذي صدر حديثا”.

ولغسان سلامة العديد من المؤلفات بالفرنسية والعربية منها: “المجتمع والدولة في المشرق العربي، السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1945 دراسة في العلاقات الدولية، نحو عقد عربي جديد – بحث في الشرعية الدستورية، التسوية: “الشروط المضمون، الأثار”، من الارتباك إلى الفعل التحولات العالمية وآثارها العربية وأمريكا والعالم إغراء القوة ومداها.

وجديد غسان سلامة إختياره من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رسمياً مبعوثاً جديداً للأمم المتحدة إلى ليبيا منهياً بذلك عملية بحث مثيرة للخلاف على مدى أربعة اشهر بعد رفض الولايات المتحدة لمرشحه الأول رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض.

وقال دبلوماسيون إنه من المرجح عدم ظهور اعتراضات على سلامة وإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعطي الضوء الأخضر للموافقة على التعيين.

ومع تولي سلامة هذه المسؤولية قد يكون قادراً يوماً ما على كشف السر اللبناني الكبير المتمثل باختفاء السيد موسى الصدر في ليبيا في عهد معمّر القذافي.

وفي الختام، لا بد من التذكير بأن سلامة قد سحب ترشحه في كانون الاول الماضي لمنصب الأمين العام لليونيسكو، بعدما لم تتبنى الدولة اللبنانية آنذاك ترشيحه.

(خاص الأنباء)