تيمور جنبلاط يختم جرح الجبل… وهذا ما وعد به!

لا يبدو تيمور جنبلاط مقتنعاً بالحياة السياسية اللبنانية، لا بل يخبئ ثورة على الواقع الذي وصل إليه البلد والاداء السياسي الحالي فيه، مبشراً بقامة سياسية شابة تدرك ان الوضع ليس مثالياً وأنه لا بد من التغيير من اجل الشباب والمستقبل.

قد يكون هذا الانطباع عن السياسي الشاب بدا واضحاً في جولته الشوفية، يوم الاحد، والكلمات التي أدلى به أمام الاهالي، واعداً بأنه سيكون صريحاً على خلاف بعض “الحفلات” السياسية.

ليست الجولة المناطقية الاولى التي يقوم بها تيمور جنبلاط، إلا أن هذه اللفتة الاخيرة منه بدت مختلفة في التوقيت وفي المضمون والاهداف.

ففي السادس عشر من آذار 1977 سقطت قامة وطنية كبيرة بنيران الغدر، إلا أن ليلة إستشهاد كمال جنبلاط كانت قاسية وحزينة أيضاً على سقوط الكثير من الابرياء في قرى الجبل في ردة فعل غوغائية دفع ثمنها سكان آمنين من الطائفة المسيحية، وربما هذا ما أراده في تلك اللحظة من قتل كمال جنبلاط.

مرت السنوات الاربعون ولم يغب وجه هؤلاء عن بال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، فتكاد لا تمر مناسبة في ذكرى إستشهاد والده ولا يذكرهم، ومن أجلهم ومن أجل كل من سقط فوق تراب الجبل كانت الخطوة الاجرأ في العام 2001 حين عقدت الراية في المختارة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

وفي هذا السياق، جاءت جولة تيمور جنبلاط الاخيرة في مستهل مشواره السياسي وكأنه يقول: “الجبل خط أحمر”، ففي الزمن الطائفي وإن كان مقنعاً بشعارات وطنية زائفة تحمل هذه الجولة قيماً وطنية سامية من خلال التأكيد على العيش المشترك، المتراس الاخير للدفاع عن وحدة هذا البلد.

فالاكليل الذي وضعه تيمور جنبلاط على أضرحة الشهداء في بطمة ومعاصر الشوف ومزرعة الشوف والباروك لا بد أن يتفتح زهرة على دم الابرياء وأملاً بمستقبل واعد بعيداً عن نار الفتن والحروب، فهو يدرك انه لا يستطيع أن يعوّض الخسارة لكنه مقتنع أن زمن البغض والحرب انتهى في الجبل وأن عهده لن يكون إلا تكريساً للسلم الاهلي فيه ومنه لكل لبنان من خلال التركيز على قضايا الشباب التي تنال الحيز الاكبر من مشروع السياسي الشاب الناقم على الاوضاع التي وصل إليها لبنان والمنطقة.

“الأنباء”