“قمعستان” للكاتبة هذباء علي الغويلي

صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب بعنوان “قمعستان” للكاتبة هذباء علي الغويلي.

“قمعستان” أو “بلاد القمع” عنوان استثنائي وربما هو رد فعل على المصادرة المتلاحقة لحرية الرأي بين المثقف والسلطة أو المثقف والمؤسسة الرسمية مثلما هو إعادة لصورة المثقف الملتزم الذي يحضر في نص الأدبية هذباء علي الغويلي ليترجم بوضوح مبدأ “الحوارية” الفكرية الذي يرومه الإنسان العربي اليوم بدلاً من بقائه لحظة مؤجلة؛ ولكي نقرأ فيه أيضاً تحدياً لنمطية الكتابة التقليدية، الكتابة التي تجعل ذاكرة الذات/الكتابة مفصلاً نقدياً في تاريخ أي شعب ولذلكرته في الحياة التي يحياها في كل زمان ومكان.

البطل في حكاية “قمعستان” كاتب وشاعر اقترف ذنباً عظيماً وخيانة عظمى يقال عنها “حبّ الوطن”، تفتقت بصيرته، وخرج العصفور من قفصه الذهبي، وأطلق دواته بكلماته فدوّت تغريداتُه في كلّ الآفاق، وصار يُمارس “فضيحة” حب الوطن في كل مكان؛ في المنتديات والسهرات وعلى الطرقات المزحومة بدفاتر التفتيش… فكان مصيره أن استضافه السلطان “أدم الله عزّه” في سجنه، وأوصى جنوده وجلاديه بأن ينسّوه حلم الحرية.

يقدم العمل أكثر من مقاربة نقدية لتوصيف العلاقة بين المثقف والسلطة، وبين المثقف الصدامي والمثقف المُجاري المداهن المتورط في الصمت عن مصائب الأمة والذي ما يزال يحصد الجوائز اليوم. كما يلزم هذا العمل المثقف بدورٍ بنائيّ ونقديّ وعضويّ كما يرى غرامشي فالمثقف طرف مسؤول وليس طرفاً محايداً في الواقع، الشيء الذي يجعل من السؤال مشروعاً: أليس هناك هامش يمكن اللعب فيه؟

وبعد، “قمعستان” عمل قصصي صادق وجريء، يُدخل القارئ في منطقة الأدب الحقيقي، تميز بلغة شعرية، مزخرفة، أنيقة، و(بلاغة أنثوية) تميزت بها هذباء علي الغويلي إبداعياً، سوف يشكل نقلة نوعية في (لغة) الأدب النسائي التونسي.

يضم الكتاب ستة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: “قمعستان”، “الزنزانة ٧”، “جريمة فكر”، “حزب الحمير”، “صاحب المقال”، “سياسة ثعلب”، “العم بلقاسم”، (…) وعناوين أُخرى، ويقع في ١٥٢ صفحة.