الى روح المهندس روي حاموش: حين يضيع العمر برصاصة!

يوسف ابو شهلا

أنباء الشباب

هي أكثر من عشرين سنة قضيتها في صفوف الدراسة، تدرّجت مع رفاقي في المدرسة أيام الطفولة، نرسم الأحلام ونلونّها أحلى الألوان، كبرت اليوم تلو اليوم والعام تلو العام، وكبرت أحلامي معي، رحت أرتبها وأعتني بها، أهذبها وأصيغها بأحلى قوالب العمل.

قضيت طفولتي مع أهل أحبوني، مع أصدقاء ومقربين، وطويت صفحات ربيع العمر وكان طموحي لا يحده الغيم، كنت أعلم أصلاً بأني أعيش في وطن لا يرعى الأحلام، لكنه وطني، أعيش تحت كنف دولة هشة، لكنها دولتي، واجبي تجاه وطني وتجاه دولتي، دفعني للاستمرار فاخترت إختصاصي الجامعي لأكون من خلاله عنصرًا فاعلاً في هذا الوطن، فكان يقيني بأن المسؤولية على عاتقي كبيرة.

سيتذكر رفاقي وزملائي كم سهرنا من ليال وقضينا من أيام نحضر للامتحانات وننجز المشاريع الجامعية بفرح وتعب, بهمة وعزيمة وبحب وتفان.

هو مستقبلي ولن أرضى إلا أن يكون كما خططت له، قريبًا سأنسى التعب، قريبًا سيفرح أهلي بيوم تخرجي منطلقًا منه الى الحياة العملية وعالمها الرحب.

قريبًا سأحمل بكل فخر شهادتي الجامعية وأرمي قبعة التخرج عاليًا حتى تطال الغيم.

لكن لحظة… ما هذا؟

“رصاصة”! من أين أتت؟

ولماذا اختارت رأسي المليء بالأحلام لكي تستقر به؟

هل ضاع كل شيء؟ هل هي النهاية؟

أنظر الآن من السماء حزينًا. عذراً يا رب، لن أطلب الرحمة لقاتلي لن أطلب الغفران، ولن أسامح، لن أسامح، لن أسامح …

(*) مهداة الى روح المهندس روي حاموش

(أنباء الشباب، جريدة الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم يوسف ابو شهلا

عذراً يا سيدي!