هل نحن في شريعة الغاب؟

نيفين بو نصر الدين

أنباء الشباب

ليست الحضارة بالرفاه، انما بتوقف الفساد والانحراف والقتل…

القتل بات خبراً عادياً لا يفاجئ أيّ مواطن لدرجة أنّ قتل الانسان يُرتكب بلحظة غضب لتصبح الروح في هذا الزمن أرخص ما يملكه الانسان.

بلدٌ أصبحت أبوابه مشرعة كشريعة الغاب، بلدٌ أصبحت الروح فيه رخيصة، بلدٌ أصبح فيه الممنوع محلل ومسموح ومرغوب، أصبح فيه الفساد منتشراً دون حسيب ولا رقيب، بلدٌ أصبحت مصائبه تطال كل شاب وشابة فيه. لا آمان، لا حفاظ على حياة، لا قيمة للنفس والروح.

تغير مبدأ “عاطي الحياة هو من يحق له أخدها فقط”، أصبحت الحياة تؤخد من أولاد الشوارع، من هواة المشاكل، ممن لا دين لهم، ممن لا يخافون ربهم ولا حكمه.

لا يوجد بلد في العالم في منأى عن الجريمة وإن تفاوتت بين دولة وأخرى، فالجريمة التي خُلقت مع البشر تكاد تكون كالخبز اليومي في حياتنا، إذ لا يمر يوم إلا ونسمع عن جريمة هنا أو هناك في لبنان.

IMG-20170613-WA0074

يوميّا، تطالعنا الشاشات اللبنانية، والمواقع الإلكترونية، بأخبار جرائم  يندى لها الجبين لدرجة باتت معها البرامج الاجتماعية المحليّة تتكل على هذه الاحداث لتستمر وتشتهر، والتي تُظهر مسألتين: أولاها ان الوسائل الاعلامية الحديثة سرّعت في نشر عمليات الاجرام، وثانيها ان الجرائم تدّل على حجم التفلت الاجتماعي في الفترة الأخيرة.

أحداث متتالية، عناوين صحف  يوميه يتصدرها خبر “مقتل شاب بربيع العمر، مقتل شابة بزهرة عمرها، قُتل الشاب برصاص طائش، قتلت لعدم خضوعها لطلبات أولاد الشوارع والسوء، قتل بعد تلاسن في الكلام، قتل بسبب خلاف على أرض او ملك او عقار… ناهيك عن الفتل بسبب الطلاق والخيانة ووسائل التكنولوجيا وغيرها..”

أمٌ تبكي ولدها، أب يصرخ على ابنه/ ابنته أقارب حرقتهم لا توصف بالكلام بل بالدموع والحسرة على خسارة من احبوا.

شاب يشرب الكحول لدرجة عدم التمييز بين الواقع والخيال يتجول على الطرقات بسرعة جنونيه يقتل أبرياء. شبابٌ هدفهم أفتعال المشاكل للتسلية وتضيع للوقت وبالتعدى على حقوق الاخرين لافتعال المشاكل فيقتل أحدهم نتيجة تفلت السلاح بأيدي أشخاص لم يدركوا  أن السلاح هو للدفاع عن الوطن والعرض والارض هو للدفاع عن النفس ضد العدو الذي يحاول سلب أرضنا وتشريدنا.

تتنقّل أبشع جرائم القتل والتنكيل بين المناطق اللبنانية. فأصبحت ظاهرة قائمة بذاتها. والغدر سيّد الموقف. نساء ورجال يلقون حتفهم على أيدي أقرب المقرّبين إليهم. فتُهرَق دماؤهم ببرودة، واحداً تلو الآخر، فيما ترزح الطبقة السياسية تحت عجز تام.

وأخيرًا.. لعل ما يحدث في المحيط اللبناني من أحداث تكتسب في معظمها منحى العنف والصخب لتكون أسباب تطور الجريمة في لبنان، فنحن لا ندعي حتماً أننا نملك تفسيراً لكل جوانب هذه الظاهرة وهذا شأن علماء الاجتماع والخبراء، لكن ذلك لا يمنع من رفع الصوت أمام سائر المعنيين بدءًا بحكومة تنازع البقاء عاجزة مروراً بوزارة الداخلية والهيئات الإجتماعية في المجتمع المدني لاطلاق الحملات الضرورية من أجل معالجة عاجلة لهذه الظاهرة المتفشية بخطورة شديدة.

(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم نيفين بو نصر الدين

لبنان يا قطعة سما!

وداعاً يا معلمي!