“AUB” احتفلت بتخريج 1668 طالباً

 

انهت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) المرحلة الثانية من تخريج طلابها لهذه السنة الاكاديمية، فأطلقت 1668 طالباً في الحياة المستقبلية.

 

الإحتفال المهيب الذي أقيم على “الملعب الأخضر” في حرم الجامعة حضره أعضاء مجلس الأمناء ونواب الرئيس والعمداء والمدراء. كما حضر أهل الطلاب وعائلاتهم وبعض أهل الإعلام ومهتمين.

 

بعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الإحتفالية استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ليتكلم بعد ذلك رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري.

كلمة خوري:

 

وتحدث رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، وقال: يقول آلدوس هاكسلي: “التجربة ليست ما يحصل لكم، بل ما تفعلونه بما يحصل لكم”. رحلتكم في الجامعة الأميركية في بيروت كانت مفعمة بالتجارب الغنية والقوية. لقد دخلتم هذه الجامعة قادمين من مختلف أطياف البلاد، والمنطقة، والعالم. تركتم حضن والديكم لتنزلوا في هذا الحصن العظيم، حصن النضال والمعرفة والتنوير، وهو مكان ملتزم بالشمول والتنوع، وملتزم بشكل لا لبس فيه بالتفوق. قطعتم شوطاً طويلا لتكونوا هنا هذه الليلة، وكيّفتم وشكّلتم شخصيّتكم من خلال تجارب التفاعل مع زملائكم، والانخراط مع أساتذتكم، والخدمة في مختلف النوادي والجمعيات والمنشورات. لقد نموتم من خلال المعرفة التي اكتسبتموها من موادكم الدراسية الأساسية والاختيارية.

 

تابع: نأمل أن تكونوا قد وجدتم وحققتم ذلك الذي يثير شغفكم في سنواتكم في هذه الجامعة.  أرجو أن تكونوا قد اغتنمتم هذه الفرصة للبدء باستكشاف كل ما سوف تكونون عليه يوماً ما. نحن نكافح من أجل العثور على المعنى، لكن هذا الكفاح عينه هو الذي يجعلنا بشراً. إنه جزء لا يتجزأ من هذا المعنى.

 

بعد كل شيء، نحن مخلوقات منقوصة، ونضالاتنا للوصول إلى معنى تبدأ في المراحل الأولى من حياتنا. إنه جزء من طبيعتنا البشرية، ويجب أن نعتنقها، من خلال الاعتراف بوجودها، من خلال فهمها ومحاولة التغلب عليها باستمرار. في كتابه الأكثر مبيعا، “الطريق إلى الشخصية”، قال دايفد بروكس: “شخصيكتم تُبنى في سياق المواجهات الداخلية الخاصة بكم. الشخصية هي مجموعة التصرفات، والرغبات، والعادات التي تُحفر ببطء خلال النضال ضد ضعفكم. تُصبحون أكثر انضباطاً، ومراعاة، ومحبة من خلال أعمال صغيرة من ضبط النفس، والمشاركة، والخدمة، والصداقة، والتمتّع المُعاد تعريفه”.

 

أضاف: سوف تكونَ متردداً بطبيعة الحال قبل اتخاذ أي خطوة ستُخرجك من منطقتك المريحة. إن أهم القرارات عادة تسبقها لحظات التأمل الذاتي. في هذه اللحظات، إسمح لنفسك أن تزن الخيارات الخاصة بك، واستبقي أولاً تلك الخيارات التي ستفيدك وتفيد المجتمع الأوسع، بالتساوي.

 

وقال: طلابنا المتخرجون هذه الليلة لديهم عزمٌ لا حدود له لسبر العالم وتحقيق ما يصبون إليه. نصيحتي هي تجنّب التنافس المُفرط مع الآخرين. لا تسمحوا لأنفسكم أن تقولبكم الحاجة إلى التمايز الخارجي والإقرار بكم.  كلكم موهوبون، والإنجازات الشخصية لا يمكن أن تجلب لكم الرضى أو السلام الداخلي لأمدٍ طويل، بل تجلب لكم لحظة فخر تعترض مساركم، وربما تجلب لكم السعادة الوهمية. ومع ذلك، فإن خدمة الآخرين يمكن أن تجعلكم كاملين، وسوف تمكّنكم من العيش بسلام ووفرة داخليين.

 

لذلك، في كل مرة يواجهك شكٌّ حقيقي، أدرِك أن القدرة على إحداث تغيير هادف تنبثق من هذه اللحظات المحددة بالضبط، وأنه في إمكانك اتخاذ قرار قد يغيّر إلى الأبد مسار حياتك وحياة الآخرين. ولكن هذا القرار قد يضعك في موقف حيث خدمتك سوف تفيد من هم حولك كثيراً. وفي عملية اتخاذ قرارك، فكّر في صِيغ ايمانويل كانط الثلاثة المختلفة لكن المتساوية لقانون الأخلاقيات الشامل: إعمل فقط وفقاً لهذه الحكمة حين يمكنك في الوقت ذاته أن ترغب بأن تكون قانوناً عالمياً؛ وتصرّف بطريقة تجعلك تعامل الإنسانية، سواء في شخصك أو أي شخص آخر، لا كمجرد وسيلة لتحقيق غاية، مطلقاً، ولكن في الوقت نفسه كغاية؛ ومن ثم فإن المبدأ العملي الثالث يأتي كشرط نهائي لانسجامهما مع سبب عملي: إعتبر إرادة كل كائن عقلاني كشرعة عالمية.

 

طوال حياتي، تعلمت أن المرء يمكن أن يخدم إخوانه البشر من خلال طرق غير متوقعة. أنتم تتخرجون من جامعة قال عنها مؤسسها العظيم الدكتور دانيال بلس كلمات لا يزال صداها يتردد حتى يومنا هذا، وهي أن مؤسسي الجامعة لم يكترثوا بأن يبدوا عظماء بل أرادوا وضع الأسس التي يمكن بناء العظمة عليها.

 

إن لبّ الخدمة هو تسليم المقدّرات من أجل فعل الخير لمن هم في أمس الحاجة إليه. وبوجود لبنان في وضع غير مستقر، ومع عالم عربي مزقته الحروب، وبحصول أكبر أزمة إنسانية قيد خطوات من دارنا، فإنكم، يا خرّيجونا، من يُنظر إليهم على أنهم منارات الأمل ِبغدٍ أفضل. أنتم محدثو التغيير، ومبلسمو الجراح، وموفّرو الأمل، ومقدّمو الرعاية للمجتمعات المحلية. وكل هذا لا يمكن أن يتحقّق إلا من خلال الشك الحقيقي والتأمل، بتواضع وتضحية، ومن خلال العمل، والمعرفة.

 

تابع: اليوم نفتقد صديقنا العزيز، الخرّيج، عضو مجلس الأمناء، رجل الإحسان مارون سمعان الذي فقدناه كلنا في الشهر الماضي. نحتفل بحياته الزاخرة عبر توزيع أول شهادات من كلية الهندسة والعمارة وقد باتت تحمل اسمه وتدعى “كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة”. أطلب منكم جميعاً أن تنضموا إليّ في الوقوف دقيقة صمت في ذكراه.

 

ختم: والآن اخرجوا إلى العالم الأوسع، ولا تدعوا الشك يردعكم. هناك الكثير من المعارف المثيرة التي تنتظر أن تقطفوها بالشكيمة والصمود. أنظروا إلى زملاء صفكم حولكم، ثم انطلقوا في العالم مع تصميم وتواضع.

 

خريجو العام 2017، تهانيّ لكم. إعرفوا أن لكم في الجامعة الأميركية في بيروت دوماً منزل. ستجدون العزاء في الحرم الجامعي الجميل على البحر الأبيض المتوسّط كلما حجب رؤيتكم الشك والضيق والتناقض والألم. عودوا إلى حرمكم الجامعي كلما احتجتم إلى تجديد الشعور بالهدف. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يسودني الأمل أنكم ستعيدون نحت وتشكيل لبنان، والعالم العربي وما بعده، لتخدموا شعوبنا الجريحة على أفضل وجه، ليكونوا مثلكم، “لتكون لهم حياة وتكون حياةً أفضل”.

 

خريجو الجامعة الأميركية في بيروت للعام 2017، تهانيّ. انطلقوا وغيّروا العالم إلى الأفضل. الموجودون هنا جميعاً، والأهم، أنتم، على ثقة الآن أنكم قادرون على ذلك.

 

كلمة الخريجين:

 

ثم كانت كلمة الخريجين، القاها كل من الطالبة ريم سنجابه والطالب حسين خشفة من كلية الآداب والعلوم.

 

خشفة:

 

في كلمته، قال الطالب حسين خشفة: أتذكر أول مرة دخلت فيها الجامعة عبر البوابة الرئيسية، حيث انتابني شعور جديد من نوعه. هل هذا هو المكان الذي حصل فيه قادة عالم اليوم على التعليم؟ هل كنت أجلس على كرسي في قاعة نايسلي حيث جلس عالم عظيم أو مبتكر ذات مرة؟ هل كانت جدران الدائرة التي سأتشارك بها في السنوات الثلاث المقبلة، هي المكان الذي أدى إلى تصوّر أفكار وإنجازات لا تضاهى؟

 

تابع: زملائي الخريجين فيما ينطلق كل منا في رحلة غَدِهِ، يجب أن لا نستسلم للتفاؤل الساذج وغير العقلاني، الذي يقول أن غداً يومٌ أفضل. أسألكم: هل هذا عصر ما بعد التنوير؟ ما بعد الحداثة؟ عصر الثورة العلمية؟  الجواب هو: نحن لا نعرف. لأول مرة في فترة طويلة جداً نحن، كبشر، لا يمكننا أن نحدّد في أي عصر نحن. وربما هذا هو أفضل. هذا ليس عصر الامبريالية الجذرية، كما أنه ليس وقت تقييد الفكر، لأنه لا توجد أهمية لتعريف أنفسنا. وعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة الذهبية، وأن نستفيد من الإمكانات غير المحدودة التي نمتلكها، وأن نترك جمود المجتمعات القديمة. وهذا أمر ضروري لملء الفراغات التي لم يواجهها أي جيل في أي وقت مضى، وسوف نضمن معا أن غداً سيكون يوماً أفضل.

 

وقال: أصدقائي وعائلتي، نحن لم نختار الجامعة الأميركية في بيروت خوفا من البطالة، ولا طمعاً بجاه، ولكن لأنها أثبتت عن جدارة بأنها الأفضل. الجامعة الأميركية في بيروت، بأعوامها الواحد والخمسين بعد المئة قد أظهرت لنا والعالم المعنى الحقيقي للتميز: في العلوم والفن والهندسة والأعمال والبحوث وأكثر من ذلك بكثير. وما يزيد من تميّز الجامعة الأميركية في بيروت حياتها الطلابية والتجربة التي توفّرها. ومع وجود عدد لا يحصى من المجالات المتاحة مثل الأندية والجمعيات والحكومة الطلابية والعمل التطوعي، أثبتت الجامعة الأميركية في بيروت أنها مركز لبناء وقولبة شخصية القادة المستقبليين.

 

أضاف: لقد كانت الجامعة الأميركية في بيروت ملاذاً آمناً لطلابها، وبيتاً ثانياً، ولهذا سنكون ممتنين إلى الأبد. شكراً لكم، أيها الرئيس خوري على جهودكم الدؤوبة لجعل الجامعة الأميركية في بيروت آمنة ومأمونة، ولتزويدنا بالفكر الراجح وفرص الحوار المفتوح. وشكرا لك أيها العميد نظام الدين لكونك محفّز الإرشاد الذي نحتاجه جميعاً هنا في الجامعة الأميركية في بيروت. لقد كنتما القدوة وأنا متأكد أن الجامعة الأميركية في بيروت ستكون دائما كبيرة بين يديكم.

 

ختم: أعزائي خريجي العام 2017 لقد خلقنا من الذكريات معاً ما انحفر في عقلي إلى الأبد، وأتمنى أن نخلق معاً المزيد من هذه الذكريات في السنين التي تعبر.

شكراً لكم جميعاً. شكراً لخريجي العام 2017 وشكراً للجامعة الأميركية في بيروت. وداعاً، خريجي العام 2017.

 

سنجابه:

 

وقالت الطالبة ريم سنجابه: قبل ثلاثة أشهر، كنت في مكتب الدكتور طلال نظام الدين (عميد شؤون الطلاب) وبعد محادثة استمرت ساعة، سألني: ريم، ما هو طموحك؟ أخذني السؤال على حين غرّة. ما هو طموحي؟ أنا لم أستيقظ يوماً لأقول مثلاً أريد أن أتخرّج كطالبة شرف، مع شهادتين، لأسافر في العالم لتمثيل جامعتي، وألعب مع فريق الرغبي، وأفوز بجوائز. وأنا بالتأكيد لم أقل مثلاً أنني أريد أن أكون متفوّقة متخرجي العام 2017 (ولو أن الأمر لا يحزنني بشكل خاص). تساءلت كيف حدث ذلك كله؟ هل تابعت هذه الأهداف بوعي؟ أم كانت نتاجاً جانبياً للطريقة التي قدت بها حياتي؟ عندما أعود بالفكر إلى كل فصل دراسي أمضيته في الجامعة الأميركية في بيروت، أرى نفسي أمدّ ذراعيّ بالكامل، وجسدي منسجم بالكامل، مركّزة، عازمة، مخترقة بحراً هائجاً من التوتّر وضغط دنوّ المواعيد النهائية، والامتحانات، والالتزامات، والتوقعات، والمشاكل مع العائلة والأصدقاء والأقران والرفاق وزملاء الصف والأساتذة والقضايا الصحية وأسرّة المستشفيات. القائمة فعلاً لا تنتهي.

 

أضافت: كل دقيقة من الحياة هي فرصة لتحقيق كل إمكاناتي كإنسان. هذه رؤيتي وسمحت لي في نهاية المطاف أن أكتشف هدفي. مستندة إلى هذا الاعتبار، قررت أن أكون على حد سواء بطلة ومؤلفة قصتي.  قررت عدم السماح للحياة بأن تحدُث لي كيفما اتفق.

 

تابعت: صدقوني كانت هناك لحظات من الشك. مررت بالعديد من هذه اللحظات. كل قرار اتخذته كان غير مأمون العواقب لأنه تحدى القاعدة أو الطريق المضمون المفترض للنجاح (أو هكذا يفكرون! ). وكنت أتذكر دائماً أن لدي هدف واحد أحد فقط، وهو أن أحقق أصدق وأرفع تعبير عني كإنسان. اليوم، كطالبة علوم سياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، أستطيع أن أقول إنني لم أترك الناس يحدّدون من أكون بسبب اختصاصي. فعلت أكثر من ذلك. جعلتهم يتساءلون: كيف يمكن لطالبة علوم سياسية أن تكون الطالبة المتفوقة للتخرج؟

 

ختمت: فكّروا، إحلموا، ثابروا، أنجزوا، يا خريجي العام 2017. كونوا مفكرين نقديين. كونوا الجيل الذي يحقق التغيير من خلال كونه هذا التغيير. عيشوا، فهذه ليست سوى البداية!

 

منى الهراوي:

 

وقالت السيدة منى الهراوي في كلمتها الرئيسية: أنا فخورة جداً لوقوفي بينكم اليوم في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، وهي جامعة مرموقة وعزيزة على قلبي بشكل خاص. لسنوات عديدة حلمت بمتابعة دراستي الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، لكن هذا لم يحدث لسوء الحظ.

 

تابعت: هذا الحفل هو لكم والثالث من حزيران 2017 سيبقى يوماً لا ينسى في حياتكم. إن جيلكم، الذي طبعته ثورة التكنولوجيا والاتصالات، مختلف حقاً عن جيلي. وهو بالتأكيد أكثر تحدياً. ولهذا يسرني أن أطلعكم اليوم على قصتي مع الجامعة الأميركية في بيروت وتجربتي في المجالات الاجتماعية والإنسانية، علماً أن الجامعة الأميركية في بيروت تركز على القيم الأخلاقية والتفاني والثقافة والعافية …

 

أضافت: أود أن أتناول أهمية الفرصة التي أُعطيت لكم. أرجوكم لا تستهينوا بها وتعتبروها فرصة مجانية. كونوا ممتنّين لأهلكم الذين مكّنوكم من الانضمام إلى هذه الجامعة العريقة. أنا اضطررت للعمل لأحصّل تعليمي. وكما تتصورون لم يكن الأمر سهلاً. المسيرة كانت مليئة بالنكسات. إلا أن التزامي كان نابعاً من القلب. وساعدني تفاؤلي الفطري وعزمي القوي وروحي القتالية في الوصول إلى الأهداف التي حدّدتها لنفسي.

 

وقالت: نحن نعوِّل عليكم، رجالا ونساء على حد سواء، لقيادة المسار من خلال العمل جنباً إلى جنب مع مواطنيكم … وأنا أعلم أن الطريق لن يكون سهلا، ولكن استمروا في المحاولة. وكما قال ونستون تشرشل: “لن نستسلم أبداً، أبداً، أبداً”.

 

أعزائي المتخرجون، اسمحوا لي أن أشارككم بتواضع تجربتي التي تتجاوز رعاية الطفل وتطال الميادين الاجتماعية والثقافية سعياً إلى تحسين وضع المرأة اللبنانية وحماية التراث الوطني اللبناني. وفي الواقع أنه خلال التحضيرات للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين في العام 1995، شددت على تحسين وضع النساء اللبنانيات فيما يتعلق بالمساواة في الجندر. وبعد توصيات إعلان بكين، أنشأت الحكومة اللبنانية الهيئة الوطنية للمرأة التي ترأّستها بصفتي اللبنانية الأولى. لقد وُضعت استراتيجية وطنية للمرأة اللبنانية بالتعاون مع منظمة “لجنة قضايا المرأة” الغير حكومية. وقد طبّقت إستناداً إلى بنك المعلومات الذي نُشر في العام 1997. لقد سجّلت تحسينات في أكثر من مجال وبرزت إنجازات رئيسية نحو رفع التمييز عن المرأة.

 

أضافت: عزيزاتي الأستاذات والمتخرّجات في هذا الحفل، إن أعدادكنّ تعكس التمكين الذي حققناه على مدى العقود القليلة الماضية، حيث يمكننا ملاحظة ما يلي: زيادة نسبة النساء في المستويات التعليمية المختلفة، نموٌ كبير في مشاركة المرأة في مهن التعليم والإدارة التعليمية، تزايد عدد النساء الحاصلات على التعليم العالي والداخلات في المهن الحرة. ومع ذلك، ما زلنا نجد نساءً قليلات في المناصب الأساسية. ووجودهم رمزي في صنع القرار الاقتصادي والسياسي.

لقد شعرت دائما بأن تراث لبنان أثمن من أن يُتجاهل. ومن الضروري حمايته واستعادته وتعزيزه. ولهذا الغرض، أنشأنا المؤسسة اللبنانية للتراث في العام 1996 لتلتزم بحماية تراثنا الوطني.

 

وتابعت قائلة: كما قد ترون، لا زال أمامنا الكثير الذي يجب القيام به. لقد بدأت للتو رحلة يبدو أن لا نهاية لها إذا أردنا تحقيق أحلامنا. فلنحلم هذا المساء بلبنان تسود فيه الكرامة الإنسانية والنزاهة واحترام التنوع وتهيمن فيه حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحوار. والولاء فيه لوطننا هو أولوية على جميع الاعتبارات الأخرى.

 

نشأتي لم تكن سهلة. ثابرتُ لأجعل نفسي مساهِمة في المجتمع. أحاول المساعدة قدر الإمكان. بعد سنوات عديدة من العمل، ندرك أن اللحظات التي عشناها فعلاً كانت اللحظات التي فعلنا فيها الأشياء بروح من الحب. إن تشجيعكم وتحفيزكم واجبٌ أشعر به من أعماق قلبي. الحياة تحدّي وعليكم دائما أن تسعوا لتكونوا أفضل ما يمكن أن تكونوه، وأن تهدفوا إلى تحقيق أعلى الأهداف التي وضعتموها لأنفسكم. تخرّجكم اليوم هو واحد من إنجازات عديدة قادمة ويمهّد الطريق لمسار جديد في حياتكم. إبقوا متفائلين بتحقيق أهدافكم وإيّاكم أن تفقدوا الأمل. تذكّروا أن الأحلام الكبيرة ليست ممنوعة على أحد. العديد من أحلامكم ستجد طريقها إلى التنفيذ. جِدوا الوظيفة التي تحبّون. إذا لم تجدوها، إخلقوها. علمكُم هو مثل اعتزازكم ولا أحد يُمكن أن ينزعه منكم. إنه طريقكم إلى الحرية. آمنوا بنفسكم واعتبروا آخطاءكم تجارب تعليمية. ستنجحون إذا آمنتم بنفسكم واعتبرتم الفشل بداية لا نهاية. قد لا تفتح الأبواب بسهولة بعد التخرّج. لكن الثقة بالنفس والأصالة والشفافية والنزاهة هي الطريق إلى النجاح. تيقّنوا من أن تخرّجكم من جامعة عريقة مثل الجامعة الأميركية في بيروت لا يعني فقط الحصول على شهادة بل يجعل منكم أفراداً أكثر ثقافةَ وتقبّلاً للتنوّع، يؤمنون بحرية القول ويعشقون الديموقراطية. لديكم كل المهارات لتواجهوا الحياة مع احترام الآخرين ومعاملتهم بالتساوي واستعمال معارفكم لتحسين البشرية. استبقوا في فؤادكم زاوية لمن سيجتاجون مساعدتكم. هذا سيمنحكم الكثير من الرِضى والسعادة. إبقوا أوفياء لجامعتكم ومعلميكم وأهاليكم وحافظوا على روابطكم مع أصدقائكم الجدد في الحرم الجامعي. هذه سلسلة بشرية لا يسهل صنعها أو العثور عليها.

 

وختمت: أنتم حاضر لبنان ومستقبه. وهناك حاجة إليكم… احترموا جذوركم ووطنكم وماضيكم وعائلتكم ولكن اعرفوا أن الجذور المتحرّكة، جذور القلب والروح – أقصد الحب والصداقة والوشائج التي ننسجها في الحياة، هي الأقيَم. إن العالم الذي نعيش فيه اليوم قاسي وصعب جداً: فالحروب والنزاعات المسلحة والعنف والإرهاب تهدّد الإنسان والأرض والحجر.

 

ولا يسعني إلا أن أتخيّل المعجزات التي ستحدث عندما يتحقق الاستقرار في بلدنا وفي منطقتنا وفي جميع أنحاء العالم. في العام 1992، بعد عام واحد على سقوط كولدج هول، أنهى الرئيس الياس الهراوي خطابه في حفل إعادة وضع حجر الأساس لإعادة بناء المبنى المدمّر قائلا: “كل حجر هو أساس لحجر آخر، مثل مهمة لبنان حيث كل ضوء لديه ظل يحضّر لضوء جديد”. واليوم في هذا الثالث من حزيران 2017، أودّ أن أنهى كلمتي بالقول أن كل واحد منكم، أيها المتخرجون، هو حجر الأساس والضوء.

 

الشهادات:

 

وسلم الدكتور خوري والعمداء بعد ذلك الخريجين شهادتهم وبلغ عددهم 1668 يتوزعون على الشكل التالي:

 

الزراعة 134

الآداب والعلوم 622

الهندسة والعمارة 525

العلوم الصحية 61

إدارة الأعمال 291

التمريض 35

 

وكرر الخريجون تلاوة خطاب القسم الخاص بإختصاصهم، وختم الإحتفال بنشيد الجامعة وأداء خاص مباشر ورمي القبعات في الفضاء إبتهاجاً.