“الجامعة الأميركية” تكرم مارون سمعان وتمنحه ميداليتها

أحيت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) ذكرى الراحل مارون طانيوس سمعان ومنحته ميدالية الجامعة خلال حفل أقيم في قاعة “الأسمبلي هول” في حرم الجامعة.

 

حضر الحفل السيدة تانيا سمعان والآنسة نور سمعان وأفراد عائلة سمعان، والنائب عاطف مجدلاني ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيسيّ الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة بالإضافة إلى عدد كبير من أهل السياسة والإعلام ومهتمين. ومن الجامعة حضر رئيس مجلس أمنائها الدكتور فيليب خوري وأعضاء مجلس الأمناء ورئيسها الدكتور فضلو خوري ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي بالإضافة إلى نواب الرئيس والعمداء وأساتذة الجامعة والعاملين فيها.

 

بداية تحدث رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) الدكتور فيليب خوري الذي قال: “انتقال مارون من كونه صبي ذو موارد متواضعة إلى رجل قادر على إحداث تغيير في عالم الأعمال هو أمر مثير للإعجاب، وملهم لكثير من الطلاب الذين يدخلون هذه الجامعة. نجاحه في العمل وعمله الخيري، يستحقان احترامنا العميق. إن اهتمامه الدائم بلبنان يجب أن يكون دعوة واضحة لنا أن نتبع خطاه، وأن نؤكد أننا لا نستطيع أن نترك وراءنا دولةً هشة تتطلب اهتمامنا في هذه الأوقات من الاضطراب الشديد وعدم اليقين “.

 

ثم كان عرض لفيديو موجز عن حياة مارون سمعان، ليتحدث بعد ذلك صديق الراحل وعضو مجلس أمناء الجامعة نبيل حبايب عن المبادئ التي عاش سمعان على أساسها وعن معرفته العميقة به قائلاً: “كلما وأينما ذكر اسم مارون، أشاد الناس به. كانت سمعته متألقة، ومصداقيته صلبة ونزاهته سليمة”. وأضاف أن سمعان “لم يبحث عن الشهرة ولم يسعى الى المكانة الاجتماعية بل كان يبحث عن الامل والازدهار…”.

 

أما عضو مجلس الأمناء والرئيس التنفيذي لشركة بتروفاك أيمن أصفري، الذي لم يكن شريك الراحل فقط بل صديقه المقرب أيضاً، فأرسل كلمته عبر فيديو مسجل، قال فيه “فيما يتعلق برحلتنا في بتروفاك، أود أن أسلط الضوء على شغف مارون لتطوير المواهب الشابة. في الواقع كان هو وراء فكرة إعداد أكاديمية بتروفاك التي توفر التدريب خلال العمل للمهندسين الشباب، لكي ينموا في المجال.” وأضاف بأنه ما أثر به خلال زياراته لمارون خلال فترة مرضه هو أنه “لم يفقد أبدا شغفه للأفكار الجديدة وحماسه للحياة. ” وختم رسالته قائلاً: “سوف أفتقد مشورته الحكيمة… ولكن أكثر من ذلك كله، سوف أفتقد صديقا مقرباً جدا ترك فراغ في حياتي، وكان له أيضا تأثير كبير على رحلة حياتي. كان شرف عظيم أن أكون صديق مقرب لمارون على مدى السنوات ال 37 الماضية، وسوف أفتقد له غاليا.”

 

أما رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري فتحدث ايضاً عن مارون سمعان كرجل عائلة، فقال: “أنشأ هو وزوجته وشريكة حياته تانيا ثلاث شابات ذوات إرادة قوية وموهبة – نور، تالا ومايا – وملأهن بإيمانه العميق بغد أفضل لجميع اللبنانيين وللعالم العربي ككل.” ليضيف بأنه: “كان جزء من هذا الاعتقاد متأصلا في التصميم على الدفع نحو غد أكثر شمولا وتعددية لجميع المجتمعات اللبنانية والعربية. مارون آمن بعمق بالمثل العليا للخدمة العامة، وفي القدرة التحويلية للتعليم “.

 

وتحدث خوري عن الأثر الذي تركه فيه سمعان وعن تواضعه وكرمه، وقال: ” كنا نعتقد على حد سواء أن الجامعة الأميركية في بيروت يجب أن تكون وسيلة رئيسية لدفع التغيير التحويلي في المجتمع اللبناني والعربي، وأنه من خلال الجامعة الأميركية في بيروت يمكننا أن نحقق هذا التغيير الكبير.”

 

وختم: “للأسف، لن نعرف أبدا ما كان هذا الرجل العظيم يمكن أن يحقق، بالاضافة لما انجزه، لو قدر له البقاء على قيد الحياة”.

 

وفور انتهاء كلمته دعا الرئيس خوري رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور فيليب خوري وزوجة الراحل تانيا وكريمته نور وقدم لهما ميدالية الجامعة وهي أرفع وسام تمنحه الجامعة.

 

الكلمة الأخيرة كانت لابنة الراحل، نور سمعان، التي تحدثت باسم العائلة عن مؤسسة سمعان، وعن تركيزها على التعليم والرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية، على وجه الخصوص، لدعم الأسر والطلاب الذين يحتاجون إلى نحت مستقبل ناجح، وقالت: “اليوم، لا نطلب شيئا أكثر من دعمكم للحفاظ على هذا الإرث، المجسد في المؤسسة التي أنشأها”.

 

ثم تحدثت عن والدها الحكيم والملهم فقالت: “في أحلك أيام مرضه، لم يشكو أو يستسلم. قاتل بشجاعة الفرسان، مع علمه التام بخطورة وضعه. وكان يقول: “يكفي لي أني قد عشت 60 سنة كاملة حققت خلالها إنجازات شخصية وعامة”.

 

وختمت: ” لأبي أقول: اطمئن أن أولئك المتخرجين من كلية الهندسة والعمارة التي تحمل اسمك، فضلا عن المؤسسات الأخرى، سوف يمضون قدما على مسار النجاح الذي رسمته…”