تساؤلات مشروعة حول وجهة قطر المستقبلية بعد الحظر الخليجي!

في حدث سياسي خطير لم يشهد الخليج العربي مثيلا له منذ غزو صدام حسين للكويت سنة 1990، إستفاق العالم صباح الاثنين في 5 حزيران على عدد من الاخبار العاجلة ونجم الحدث دولة قطر، بعدما أقدمت معظم الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، باستثناء سلطنة عُمان والكويت، بالاضافة الى مصر وليبيا، على قطع العلاقات الديبلوماسية معها وتوقيف الرحلات الجوية منها وإليها، والطلب من الدبلوماسيين والمواطنين القطريين مغادرة أراضيها.

لم يكن من المتوقع أن تصل الازمة السعودية – القطرية إلى هذا الحد على إثر المواقف القطرية التي عقبت القمة الاسلامية – الاميركية في السعودية، والتباين في وجهات النظر حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها في المنطقة.

أما وقد تفاقمت الازمة إلى هذا المستوى من التصعيد، فإن قراءة جديدة لا بد من القيام بها على أكثر من مستوى وأهمها مستقبل العلاقة الخليجية – الايرانية، إلى جانب قضيتين أساسيتين هما سوق النفط والغاز وملف الارهاب ومدى تأثير التطورات الاخيرة على هذه الملفات تحديداً.

إذاً قطر باتت خارج الحضن الخليجي، وليس من السهل التوقع بأن تكون طريق عودتها إليه سهلة أيضاً، الامر الذي يطرح تساؤلات عدة حول وجهة قطر ما بعد التصعيد الخليجي تجاهها، وهل تكون إيران هي أولى القبلات أمام الدوحة؟

العلاقات على خط طهران – الدوحة قائمة ولا تحتاج إلى جهد كبير لتعزيزها وتفعيلها، وفي أول موقف إيراني نُقل عن مسؤول إيراني قوله أن “قرار دول عربية قطع العلاقات مع قطر ليس حلا لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط”، وبالتالي فإن الدوحة لن تكون وحيدة وستكون إيران وجهتها الاولى بحكم الظرف والجغرافيا، فهل تكون قد تسرّعت الدول الخليجية في تصعيدها وشرّعت الباب أمام موطئ قدم جديد لايران وفي عقر دارها هذه المرة؟

(الأنباء)