“الأنباء” تنشر تفاصيل “الليلة المباركة” في قصر بعبدا!

حمل إفطار قصر بعبدا العديد من الإيجابيات، كسر الجليد بين مختلف الأفرقاء، وخاصة بين الرئيسين نبيه بري وميشال عون. استبق عون مبادرة برّي بالحضور إلى القصر وتلبية دعوة الإفطار بإيجابية مماثلة حين وقّع مرسوم فتح الدورة الإستثنائية، إبتداء من السابع من حزيران حتى العشرين منه، حاصراً إياها بإقرار قانون للإنتخاب.

قبيل الإفطار، عقدت خلوة ثلاثية بين الرؤساء الثلاثة، جرى خلالها التوافق على ضرورة إقرار القانون الجديد، حسمت النسبية على أساس خمس عشرة دائرة، فيما صرف النظر عن مسألة نقل المقاعد، وان يكون الصوت التفضيلي على أساس طائفي.

بعض التفاصيل التي بقيت عالقة، لا يبدو أنها ستؤخر إقرار القانون، بل هي تقنية بحتة، وتتعلق بالحاصل الإنتخابي، وبعتبة الفوز، والكسور، وهذه أحيلت إلى لجنة مصغّرة لأجل إنجازها في اليومين المقبلين وفق ما أكد الرئيس سعد الحريري.

على الرغم من كل الخلافات السياسية، إلا أن الجميع تعاطى بواقعية ومسؤولية مع الإستحقاق، وفق ما أكد أكثر من مسؤول، وهذا ما دفع البعض إلى تقديم التنازلات والوصول إلى القانون الجديد، إذ يؤكد سياسي بارز لـ”الأنباء” أنه بمجرد التوافق فهذا يعني أن القرار بالحفاظ على استقرار المؤسسات الدستورية كبير جداً، ولا يمكن لأحد أن يتجاوزه، وبالتالي فحين وجد القرار بوجوب إقرار القانون الجديد، تم ذلك، بتوافق بين الجميع، وهذا يعني أن الإنتخابات ستحصل، ولن يكون هناك تمديد، سوى التمديد التقني، فيما يبقى تحديد موعد إجراء الإنتخابات تفصيلاً لأن القرار الكبير اتخذ، لتبقى المسألة على عاتق وزارة الداخلية، وهنا يتحدث الوزير نهاد المشنوق أن فترة ثلاثة أشهر غير كافية لإجراء الإنتخابات وفق القانون الجديد.

حصلت التسوية في الربع الساعة الأخيرة، هكذا هو لبنان، بلد التسويات التي تبرم بعد تصعيد في المواقف، ولم يخرج أحد خاسراً، فمن أراد التمديد سيحصل عليه ولو بصيغة تقنية، ومن أراد النسبية حصل عليها، ومن أراد إقرار قانون جديد حصّله أيضاً، وهذا ما عكس إرتياحاً لدى الجميع، إذ اكد الرئيس عون أن التوافق هو ميزة لبنان بمعزل عن الإختلافات السياسية، والنجاح يصب في مصلحة الجميع، والفشل يتضرر منه الجميع، فيما أكد الرئيس نبيه بري أن التوافق أنجز، ان الامور كلها ايجابية، وحصل تفاهم على قانون انتخاب يقوم على النسبية بـ15 دائرة، كما جرى الاتفاق على الخطوط العريضة. وأضاف: “اقترحت تشكيل لجنة وزارية مصغرة لدراسة الاقتراحات التقنية فقط”.

فيما أكد الرئيس سعد الحريري انه تم الاتفاق على كادر القانون الانتخابي، وان هناك لجنة ستتولى التفاصيل والامور النهائية. واضاف: “اتفقنا على النسبية في 15 دائرة، أما الاتفاق على التفاصيل فسينجز قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي”.

وبعد الإفطار، عقدت خلوة بين عون وجنبلاط، جرى خلالها البحث بآخر التطورات الإيجابية التي حصلت، وبحسب ما تؤكد مصادر “الأنباء” فإن اللقاء كان إيجابياً ومبنياً على الصراحة المطلقة، حيث جرى التوافق على الحفاظ على الإستقرار والتنوع ومصالحة الجبل، وأكد جنبلاط بعد اللقاء: “أن اللقاءات مع الرئيس عون دائماً صريحة والاجواء إيجابية ونحن قادمون على قانون إنتخابات جديد لا للتمديد والحمدلله ولا للستين، وهذه الليلة ليلة مباركة”.

ربيع سرجون – “الأنباء”