بعد السراي وبعبدا … هل تفطر عين التينة على قانون إنتخاب؟

فيما تتجه الأنظار إلى بعبدا غروب يوم الخميس، وما ستحمله الساعات القليلة المقبلة في الإفطار المرتقب الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري من مفاجآت قد تساعد على حل أزمة قانون الإنتخاب، التي أصبحت عالقة كما هو معروف بين بعبدا وعين التينة، بعد التباينات في وجهات النظر التي شهدتها الأيام الماضية على خلفية التلويح بعدم دعوة رئيس الجمهورية لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب قبل الإتفاق على قانون الإنتخابات من جهة بحسب ما لفتت مصادر التيار الوطني الحر، وإعتراض الرئيس بري على نقل بعض القاعد المسيحية من مناطق الجنوب وبيروت وبعلبك – الهرمل الى جبيل وكسروان والمتن من جهة ثانية.

وما بين هذين الأمرين من مواقف وملاحظات يجب التفاهم عليها لكي يأخذ القانون الجديد الموعود القائم على النسبية طريقه الى التنفيذ، بعد الإتفاق على طبيعة الدوائر الخمسة عشر المقترحة والطرق المتبعة في احساب الصوت التفضيلي.

وفي هذا السياق أشارت مصادر نيابية متابعة للحراك الذي يجري للخروج من هذه الأزمة، بأن ما يمكن توقعه من إفطار القصر الجمهوري لن يتعدى عملية  كسر الجليد  القائم بين بعبدا وعين التينة في اللقاء المرتقب قبيل الإفطار بين الرئيسين عون وبري بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، بهدف إزالة كل الإلتباسات التي رافقت هذه المرحلة، وإنهاء الجمود القائم منذ فترة طويلة بين الرئاستين الأولى والثانية، ولا لزوم للتذكير بأن زيارات الرئيس بري الى القصر الجمهوري تقتصر فقط على المناسبات الوطنية.

وهذا الأمر لم يكن قائماً في العهود السابقة التي درج فيها رئيس المجلس على زيارة القصر الجمهوري كل أسبوع وبشكل دوري في غالب الأحيان.

المصادر النيابية المتابعة، لفتت الى أهمية اللقاء وغسل القلوب بين الرئيسين عون وبري لكن هذا اللقاء وحده لا يكفي للتخلص من أزمة قانون الإنتخابات، والقول للبنانيين هذا قانونكم واذهبوا وصوتوا بموجبه لكي تتجدد الحياة السياسية في البلد.

فمن المؤكد أن لقاء بعبدا على أهميته سيزيل الإلتباس القائم ويمنع الفراغ الذي يتخوف منه بري كما يلجم التمديد للمجلس الذي يتوجس منه عون، لكنه لن يحل العقد الأخرى التي تتطلب تكثيف اللقاءات والمشاورات التي ستتمحور حول تحديد حجم الدوائر المتفق عليها، وإذا ما كانت ستقتصر على حدود القضاء أم تتعداه لتشمل التغيير الديموغرافي لبعض المناطق.

الرئيس بري الذي أعلن إعتراضه في المؤتمرالصحافي الذي عقده قبل أيام على نقل بعض المقاعد المسيحية لأنها تزيد التعصب المذهبي والطائفي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان الى التوحد والشراكة الحقيقية، تفادياً لما يجري من حوله من تغيير ديمغرافي وتبدل في شكل التكونات البشرية، وتشديده على إبقاء القديم على قدمه. بينما الفريق الآخر ما زال مصراً على موقفه بحجة المطالبة بالتمثيل الصحيح، قد يبقي الأزمة على حالها وتبقى بحاجة الى المزيد من الإتصالات والتشاور.

وهذا يعني ان إفطار بعبدا لن يحل المشكلة التي ستبقى بحاجة الى افطار ثالث على مستوى الرئاسات الثلاث في عين التينة ويكون عرابه الرئيس بري بالطبع حيث من الممكن ان يكون لحزب الله الدور المؤثر لإنجاحه وحلحلة ما تبقى من عقد تمهيداً للإتفاق بشكل نهائي على قانون إنتخابات يرضي بالحد الأدنى معظم القوى السياسية ويكون فيه مصلحة للبنان لخروج الجميع من هذه الأزمة في الوقت الحاضر بأقل الخسائر الممكنة.

صبحي الدبيسي – الأنباء