هل أحرجت مواقف باسيل من قمة الرياض الحريري؟

لم تحجب العاصفة الناجمة عن رائحة الصفقات في “أوجيرو” التي كشف عنها وزير الإتصالات جمال الجراح موجهاً أصابع الإتهام الى سلفه الوزير السابق بطرس حرب والمدير السابق للمؤسسة عبد المنعم يوسف بإخفاء الحقيقة وهدر ملايين الدولارات عن خزينة الدولة لتذهب الى الجيوب المنتفعين والمستفيدين من الإنترنت غير الشرعي، عن إستمرارالتداول في المواقف التي أعقبت البيان الختامي الذي صدرت عن القمة العربية الإسلامية التي عقدت في السعودية بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما جاء على لسان وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان مشاركاً فيها الى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري، بأنه لم يكن على علم بما تضمنه هذا البيان الذي وزع بعد إنتهاء القمة ومغادرة الوفود قاعة الإجتماع.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر نيابية في المستقبل لـ “الأنباء” أن الوزير باسيل أراد من هذا الموقف أن يوحي لـ “حزب الله” بانه غير موافق على البيان الختامي للقمة الذي يحمل إدانة لإيران. وتوقفت المصادرعند الأسباب التي حالت دون أن يعّبر الوزير باسيل عن هذه الملاحظات أثناء مشاركته في أعمال هذه القمة بصفته وزيراً للخارجية. ولماذا فضل الكلام بعد عودته الى بيروت؟ على الرغم من أنه سمع الكثير من الإنتقادات الموجهة بغالبيتها لإيران، لا سيما وأن الجميع يعلم بأن القمة عقدت في الأساس تحت هذا العنوان؟

مصادر تيار “المستقبل”، وفي ردها على اللغط الذي رافق الدعوة لهذه القمة، قللت من أهمية المواقف التي تحاول دق إسفين بين العهد والرئيس الحريري، ولم تجد في إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون المؤيد لموقف باسيل أدنى  إحراج لرئيس الحكومة الذي هو على تنسيق تام مع رئيس الجمهورية.

وقالت:” ليس صحيحاً بأن الدعوة وجهت إلى الحريري للمشاركة بالقمة بإعتباره زعيماً سنياً، ولم توجه إلى الرئيس عون لأنه زعيم  مسيحي”. وإعبترت هذا الكلام بأنه مجاف للحقيقة وبعيد عن المنطق، خاصة أن هذا اللقاء كان بحضور رئيس أكبر دولة مسيحية في العالم. وذكرت مصادر “المستقبل” بأن “الرئيس عون دشن عهده بزيارة المملكة العربية السعودية وكانت ناجحة جداً”.

وفي هذا السياق، إعتبر النائب السابق انطوان أندراوس في حديث لـ “الأنباء” أن “ما يجري هو محاولة لف ودوران”. ورأى بأن “الخطورة تكمن بتبني رئيس الجمهورية ميشال عون لتصريحات وزير الخارجية”، مستبعدا أن “يؤدي ذلك الى أزمة بين الرئيسين عون والحريري”.

وفي موضوع الإنتخابات النيابية، إستبعد أندراوس “إمكانية الإتفاق على قانون جديد للإنتخابات بما تبقى من وقت”. وتوقع أن “تجري الإنتخابات بموجب قانون الستين، خاصة وأن رئيس الجمهورية جدد رفضه للتمديد وللفراغ، كما ان التيار الوطني الحر لن يقبل بالنسبية الكاملة، وهذا يعني أن قانون الستين هو الأوفر حظاً”.

صبحي الدبيسي – “الأنباء”