“التقدمي”- صليما يزيح الستار عن النصب التذكاري لـ “كمال جنبلاط”

صليما- “الأنباء”

تكللت إحتفالات قرى وبلدات المتن الأعلى بذكرى التأسيس للحزب التقدمي الإشتراكي بإزاحة الستار عن نصب تذكاري جديد للمعلم الشهيد كمال جنبلاط على مدخل بلدة صليما الشاهدة على تاريخ طويل لنضال هذا الحزب والحاضنة لمعاني العيش المشترك بتنوع مكوناتها الطائفية والسياسية. وذلك بلقاءٍ جامع أقيم بحضور وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان أيمن شقير، رئيس الأركان السابق في الجيش اللبناني اللواء شوقي المصري، رئيس اتحاد بلديات المتن الاستاذ مروان صالحة، مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي هادي ابو الحسن، مفوض الشؤون النسائية منال سعيد، وكيل داخلية المتن عصام المصري، رئيس مجلس الشرف في الحزب نشأت هلال، عضور مجلس القيادة لما حريز، أعضاء من المجلس المذهبي للموحدين الدروز، كوادر حزبية وممثلي أحزاب، عضو المجلس السياسي السابق سعد المصري، الشيوعي زياد جمال المصري، والمؤسسات الرديفة للحزب، رئيسي رابطتي آلِ المصري وال سعيد رياض المصري وصلاح سعيد ووقف العائلتين فخري المصري وبشير سعيد، رؤساء أندية، مدراء، وفاعليات اجتماعية وحشد من الأهالي.

سعيد
بعد استقبال الكشاف والنسائي التقدمي في البلدة، عُزِفَ النشيدين الوطني والحزبي، ثم رحبت بالحضور عضو وكالة الداخلية ميرفت سعيد، مؤكدة على ارتباط “الحزب وانحيازه إلى قضايا العمال والفلاحين “الذين سيغيرون وجه العالم. هؤلاء الذين ليس على صدورهم قميص على حد تعبير المعلم الشهيد كمال جنبلاط”، مشيرةً إلى ان الحزب منذ انطلاقته الأولى حتى اليوم دأب على حمل هموم الناس وقضاياهم السياسية والاجتماعية.


وتابعت: “المعلم الشهيد كان يخوض معارك الفكر بثقة العرف وشجاعة المؤمن وهو الذي كرس حياته العملية والحزبية لرفع السياسة إلى مستوى العقلانية الفكرية” وقالت: ها هو حزبه وفكره مستمران منارة على دروب الجهاد والنضال السياسي والفكري والإنساني، وكان ولا يزال يفرض نفسه ضرورة لبنانية وعربية في آن واحد. ولا زلنا بحاجة لأن نستلهم فكره ورؤاه لاستشراف مسيرة التطور الحضاري البعيد عن الطائفية والمذهبية التي تحول دون تحقيق دولة العدالة وتكريس مجتمع تسود فيه المساواة والمواطنة الحقة.
وختمت: “صليما الوفية لمبادئ الحزب تستعيد اليوم كمال جنبلاط وتؤكد التزامها لما تعهد به في جريدة الأنباء في 30 -5-1959 حيث قال: “يهمنا أن نعلن تمسكنا الذي لا يتبدل بكيان واستقلال لبنان، ودعوتنا لجميع الفئات اللبنانية إلى نبذ العنف ووقف الدعوات إلى العصبيات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة، ولنترفع جميعنا فوق مستوى المعركة الصغيرة لكي يتحقق ما نصبو إليه من حقيقي وقوة وعدالة”.


المصري
والقى مدير فرع التقدمي في البلدة أيمن المصري كلمته مؤكداً على الوفاء وتجديد العهد والإلتزام بنضالات الحزب السياسية والإجتماعية والإنسانية التى أطلق شرارتِها المعلم الشهيد كمال جنبلاط، حين إختار مع رفاقه تأسيس الحزب بعيد العمال العالمي في العام 1949 .
وأكد على أن “الأول من أيار كان ولا يزال أساساً للنضال في معركة الحرية والتقدم وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية بتاريخها العابق بنفس الأحرار ومعموديات دماء الشهداء الأبرار، وأن الاحتفال بتأسيس هذا الحزب العريق يؤكد أن المسيرة راسخة ومستمرة ومحافظة على مبادئها وقيمتها الإنسانية والأخلاقية تحت قيادة الرئيس وليد جنبلاط الوطنية والتقدمية الإشتراكية الواعية”، وقال: “هذه القيادة قد أثبتت شجاعتها وحكمتها وجدارتها على الصمود وتجاوز التحديات في سبيل حماية وحرية وإستقلال لبنان وسلمه الأهلي وعيشه المشترك في احلك الظروف وأصعب المراحل، وخاصةً في هذه الأجواء الموبؤة بشتى العصبيات الدينية والطائفية والمذهبية في هذا الوطن”.


تابع: “من هنا نجد أنه من الضرورات الملحّة أن نعود للحزب التقدمي الإشتراكي وإلى جذوره التقدمية إلتى ارسى دعائمها المعلم الشهيد كمال جنبلاط عبر تاريخه النضالي والعروبي والوطني وتراثه الفكري والإنساني. حيث كانت نقطة الارتكاز لنضال الحزب فى مختلف المجالات على صعيد الوطن، من حيث تغيّر النهج في ادارة البلاد ومحاربة الفساد والهدر وتحسين الادارات والمؤسسات، وذلك من اجل خدمة المواطنين، كما كان له الدور الاساسي في تطوير شتى المجالات لا سيما التربوية والاقتصادية والزراعية والصناعية والبيئية”.


أضاف: “وزراؤنا ونوابنا ساهموا ويساهمون فى تصويب عجلة الدولة لتتلآءم مع مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية من أجل مواطن حر وشعب سعيد. فهذا الحزب بقيادة الرئيس وليد جنبلاط يشكل صمام الأمان لحماية لبنان من الذهاب مجددا نحوَ الفوضى والفتنة، وهذا بشهادة كبار الدبلوماسين في لبنان والعالم . ولا يزال يشكل الدور الأساسي في منع التدهور وإنفجار الأوضاع في لبنان” .
وإذ لفت إلى أنه فيما يتعلق بقانون الإنتخابات “فالحزب مستعد لمناقشة كل القوانين، التي تقوم على قاعدة وطنية لا طائفية، بكل إنفتاح بما يحفظ حقوق الجميع والتمثيل السليم ويحفظ التنوع، ويؤكد على الشراكة في لبنان ويرقض اي مشروع إنتخابي يؤدي إلى إثارة المذهبية أو إثارة الطائفية”، خاطب الشركاء في البلدة على تنوعهم الطائفي والسياسي مؤكداً على سياسة اليد الممدودة لكافة الأطياف والأحزاب حرصاً على المصلحة العامة والعيش المشترك والحفاظ على مصالح كافة أبناء البلدة بعيداً عن كل ما يسيء لأي طرف من مكوناتها، مؤكداً على أن المدخل الوحيد لإنهاء الإختلاف في وجهات النظر هو الحوار المتّسم بالعقلانية والموضوعية والصراحة والوضوح. وشدد على أنه “انطلاقا من مبدأ الانفتاح ندعو جميع الأفرقاء للجلوس على طاولة مستديرة نناقش بها الإشكالات القائمة، وخاصة الشأن البلدي ألذي هو الإشكالية الأساسية”، وشكر “كل من سعى وساهم فى تقريب وجهات النظر آملاً ان تحقق المساعي الحثيثة الخير لهذه البلدة التي تستحق الكثير من أهلها”. قال: “القرية تتطلب منا ان نضحي بمصالحنا الخاصة والشخصية والحسابات الضيقة من اجل مصلحة جميع ابنائها”.


وبعد أن توجه بالشكر الى كل من ساهم بانجاح المناسبة، خصّ بالذكر الشكر السيد نديم سعيد الذي قدم الارض التى شيد عليها النصب التذكاري للمعلم الشهيد، ودعا الفعاليات لازاحة الستار عن النصب الذي تم تشييده “تكريما ووفاء لذكرى تاسيس الحزب ولروح مؤسسه وتضحيات الشهداء ولمسيرة النضال المستمرة من الحزبيين القدامى إلى الرفاق الجدد ودائماً على خطى وتعاليم المعلم، وبقيادة “الوليد” الحكيمة.”
ثم اختتم اللقاء بحفل كوكتيل.

(الأنباء)