هل هناك من يربط مصير قانون الانتخاب بزيارة ترامب إلى المنطقة؟

مع استمرار المراوحة في المداولات الجارية بالنسبة الى قانون الإنتخابات، من دون تسجيل أي خرق يمكن أن يفضي الى إتفاق ما في الأيام القليلة المقبلة، بإستثناء ما جرى الإتفاق عليه حول تأجيل رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة التمديد من موعدها المقرر في الخامس عشر من الجاري الى 29، تبدي بعض القوى السياسية عدم حماسها بإعطاء أجوبة نهائية على الأفكار والإقتراحات المتداولة بخصوص موافقتها على ما يجري تداوله من مشاريع إنتخابية الى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة، ولقاء القمة المرتقبة في السعودية بينه وبين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

والهدف من ذلك معرفة نوايا الإدارة الأميركية الجديدة فيما يخص لبنان، بعد تلويح هذه الإدارة بفرض عقوبات مالية جديدة قد تطاول هذه المرة عدداً من الشخصيات ورجال الأعمال الذين ينتمون الى أحزاب حليفة لحزب الله، في التيار الوطني الحر وحركة أمل وأحزاب أخرى بحسب ما جرى التلميح إليه قبل أيام.

وفي هذا السياق، رأت مصادر مطلعة عبر “الأنباء” أنه قد يكون من الخطأ ربط مصير الإتفاق على قانون الإنتخابات الذي هو شأن محلي صرف، بمعرفة نتائج زيارة ترامب الى المنطقة، فهذه الزيارة تندرج تحت عنوانين هما: حماية أمن إسرائيل، واستمرار تخويف العرب من إيران.

ففيما يتعلق بإسرائيل، يبدو من الواضح أن الرئيس الأميركي يريد إبقاء القديم على قدمه، فهو لا يحمل أفكاراً جديدة لمشروع الدولتين بإستثناء تكرار مواقف اسلافه من الرؤساء الأميركيين الذين سبقوه الى البيت الأبيض التي لم تخرج عن إطار التمنيات والقول بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرض اسرائيل لأي اعتداء من حزب الله او من إيران. وإن اسرائيل تعرف ذلك جيداً ولو كان ترمب يحمل أفكاراً للحل لكان على الأقل طلب من اسرائيل الإصغاء الى مطالب الاسرى الفلسطنيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.

أما “هدية” ترامب للعرب في بداية عهده، فهي استمرار العقوبات الغربية ضد إيران بدل التفكير بمعالجة قضايا المنطقة وإطفاء الفتيل المتفجر في سورية والعراق واليمن وتصوير بعض السنّة كمصدر للإرهاب مقابل بعض الشيعة الذين يتصدون له على قاعدة خدمة مشروع تقاسم المغانم والمصالح بين إدارة ترامب وإدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سواء في سورية أو في العراق او في أي مكان ملتهب في هذه المنطقة.

المصادر السياسية دعت بعض القادة السياسيين الذين يشعرون بفائض من القوة الى مراجعة حساباتهم جيداً وعدم الذهاب بعيداً، لا في التمسك بشروطهم التعجيزية الى ما شاء الله، ولا بالرهان على المتغيرات الدولية التي لن  تكون لمصلحتهم  في نهاية المطاف، لأن ما ينفع اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة هو المحافظة على وحدتهم الداخلية ومتى فقدوا هذه الوحدة فعليهم وعلى لبنان السلام.

صبحي الدبيسي – الانباء