ابو فاعور رعى توقيع كتاب “جراح غائرة في أمة حائرة” لمحسن يوسف

راشيا- عارف مغامس  

رعى عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور حفل توقيع كتاب “جراح غائرة في أمة حائرة” للشاعر محسن يوسف أقيم في قاعة مجمع ليالي وادي التيم في راشيا، حضره النائبان أنطوان سعد وأمين وهبي، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي الشاعر الدكتور عمر شبلي ممثلا رئيس حزب الطليعة في لبنان عبد المجيد الرافعي مستشار العلامة الراحل محمد حسين فضل الله الحاج هاني عبدالله، الدكتور عبدو شحيتلي، الدكتور سعد كموني، الشاعر جميل فرحات،هادي مغامس ممثلا رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح ابو منصور وحشد من الادباء والكتاب ومدراء الجامعات والثانويات والمدارس ورؤساء البلديات والمخاتير واهالي بلدة قليا في البقاع الغربي.

تحدث في الإحتفال مدير ثانوية كوكبا الشاعر رفيق أبو غوش فقال:” الكتاب قافلة من الخواطر والأحاديث والقصائد الملونة، تمر في حنايا هذا المشهد المروع من الانكسارات، يروي قلمه ككل الناهضين، يعيش دائرة الجراحات النازفة عله يرى في تضاعيفها لون الشقائق، وأضاف كنت أحب لو اسميت كتابك “جراح غائرة في أمة خائرة” في العراق جوع على ما يقول السياب، وفي سوريا واليمن بؤس وجوع وفي لبنان ذل وانكسار.

كلمة الرافعي القاها ممثله الشاعر عمر شبلي فقال:”محسن ليس أشعريا، ولا يخلع عقيدته لأنها عمره الحقيقي، كيفما دخلت فيه رأيت العروبة تحتله، وهو سعيد بهذا الاحتلال، لانه يفسر معنى أن يكون، أو لا يكون. في محسن بساطة الثوري وصلابة ابن البقاع الجنوبي، جغرافية قليا الصامدة باستمرار، التي ترى فيها بغداد ودمشق والقاهرة، واكثر ما ترى فيها فلسطين، وأضاف: “قلائل هم الذين يشبهون مبادئهم في هذا الزمن الصعب، وقلتهم تجعل مسؤولياتهم اعلى وتضحياتهم اكثر غزارة ويوسف من هذا النوع من الرجال. فلم تستطع وحوش المذهبية ان تلقى مكانا لها في صدره النقي.

الدكتورعبدو شحيتلي قال:” جمع محسن خواطره التي تمازج فيها دفق الوجدان مع العقل المنفتح على مدى العشرين عاما ليشاركنا معاني الصدق في الموقف والحرارة في الانفعال،كتابته فعل تعبيري يتجاوز اساليب البلاغة، والبيان عنده لا يعتمد كثيرا على الكناية والتورية، فصدق الموقف والجرأة في اعلانه يقتضيان المباشرة في التعبير عن الحب لغمام جبل الشيخ والارض والغلال والناس والمقاومة والامل بولادة جديدة، فقصائده مرآته.

ثم كانت مداخلة للمستشار الاعلامي والسياسي للعلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله هاني عبدالله، فقال: “يغدو محسن المختلف معك في الشكل صديقا لك في العمق والجوهر، يسكن في فضاءات الهموم العامة، يعطيك آخر الكلام من أول السطر، يسافر بجناح مكسورة في امة مهيضة الجناح، هي محاولة تجربة، نفحات، نفثات من صدر مفجوع، ولكنها اشارات حاسمة، فمن سار على الدرب وصل.

أما محسن يوسف فقال:” أحمل فيما أحمل جراحا متراكمة منذ الولادة ، اثخنت جسم وقلب الامة منذ النكسة ولا زالت تتخبط فيها وبداخلي، واحمل مع جرحي الغائر حقيبة السفر الدائم في وطن لا موطن فيه لابنائه، حقيبة مهاجر من ذاته الى ذاته، ولا تحتوي الا بضع وريقات مليئة بكلمات مبعثرة ، تراها ملطخة بدماء الجراح الساخنة في امة عاجزة عن تضميدها في زمن لا استرجاع الماضي يخرجها من دوامة الالم ولا استحضار العصر الذي نحيا ينبؤنا بعلاج ناجع، لست متشائما والامل معقود على جبين الحياة، ثم شكر يوسف النائب ابو فاعور على رعايته ووجه التحية للرافعي وللمحاضرين والحضور، ووقع كتابه لقرائه.

أبو فاعور

النائب أبو فاعور قال: “أحيي كلمة محسن يوسف وفكرته التي تصبح مسؤولية أكبر عندما تكتب، لان القلم يدون والورق يحفظ، كثر يفضلون الكلام في الهواء لا الكلام على الورق خوفا من الإدانة ومن التاريخ ومن الريح، ربما جرت الرياح بما لا يشتهي الورق، وبما لا تشتهي الكلمة”، وتابع “احي كلمة محسن يوسف وشجاعته في زمن بات الواحد منا يحتاج إلى شجاعة فائقة لكي يجاهر بعروبته، وهذا عناد ما بعده عناد،أنه لا زال ينتمي الى زمن القناعات، لا الى زمن المصالح، يقنع نفسه بالانتماء الى زمن الأفكار،لا إلى زمن الغرائز”.

وتساءل أبو فاعور :” ما معنى أن تكون عربيا؟ أو أن تكون بعثيا أو قوميا بمعناها الواسع اليوم؟ معناها أن ترذل خارج الزمن، وأن ينظر إليك كل هذا المجتمع العربي نظرة استخفاف واستهزاء ونظرة تخبث، انك لا زلت تعيش في زمن ما عاد موجودا، في زمن بتنا فيه شيعا وقبائل وطوائف ومذاهب حتى في نفس المذهب أو الطائفة  لا بد وان نجد سببا للخصام وللفتنة”.

وأضاف: “احيي شجاعتك وعنادك، ولو كان لهذا الشعب العربي أن يمتلك هذا العناد لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من زمن سيء ومن مزمن أسود. كنا عربا وكنا مأزومين، لكن كان لنا ما يجمعنا، كانت فلسطين توحدنا”.

وتابع: “اليوم أسأل نفسي أين نحن وأين هم العرب وأين العروبة؟ العروبة ضاعت بين الديكتاتوريات وبين الأفكار الشمولية، ظلم من بعض الانظمة واستغلال للعروبة، فالديكتاتوريات العربية أتلفت فكرة العروبة عندما استغلتها لقمع شعوبها، ولكن الى أين قادنا هذا الامر؟ هل قادنا إلى ما هو أفضل وأرحم؟ كنا نقول يا عرب فلسطين تحتاجكم، اليوم أقول يا عرب أنتم تحتاجون فلسطين، ابناء العرب كانوا يأتون ويعبرون البقاع، وهذا السهل من كل دنيا العرب، يعبرون وادي التيم وحدود فلسطين إلى فلسطين، ليقاتلوا، وهنا في بلدة الصويري لا يزال رجلا يمنيا جاء ليقاتل مع الثورة الفلسطينية فاستوطن وبقي في هذه البلاد. أين نحن اليوم؟ وفلسطين فلسطينان لا نستطيع ان نوحد حماس وفتح، هل يمكن أن يعيش شعب نكبة كالنكبة التي نعيشها اليوم؟ يمكن ان نخسر حروبا ونقع في نكسات ونكبات، ولكن كان يمكن أن نبقى عربا. نستطيع ان نطلق ما نشاء من تعابير واتهامات افمبريالية والإستعمار، نظرية المؤامرة، جاء الغرب وقسمنا، جاء الاستعمار بشرق أوسط جديد، لكن العلة والداء والدواء فينا نحن”.

وإذ اعتبر أن  نظرية العروبة قامت على روابط الدم والعرق والتاريخ، ولم تقم على اسس الحقوق والواجبات والاصلاح السياسي، فوصلنا الى ما وصلنا اليه تساءل أبو فاعور: الآن إلى أين؟ لا أحد يعرف، ولا أدعي أني أعرف. لكننا ننحدر من عمق الى عمق، من منزلة دنيا الى منزلة دنيا. وأضاف “الإقتتال هو سيد الموقف شيعة وسنة أكثريات وأقليات”. وقال: “ربما تبقى اخ محسن و-هذا الذي دفعني الى أن أكون اليوم بين هذا الحضور المتنوع أن ارغب لاكون في هذا اللقاء ليس العلاقة الشخصية- لكن يجب أن يبقى بيننا من يغامر ويعاند. الشعب العربي تخطفه اليوم وسائل التواصل الاجتماعي، وفكرة سهولة الحياة. فهل هناك مشروع عربي جديد ومثقفون عرب جدد يطلقون فكرة العروبة؟ “لا”. نحن في صحراء ما بعدها صحراء، ولكن لا بد من أن يأتي جيل يعيد تأكيد الاساسيات،آملا “أن يبقى هذا الصوت الصارخ في برية هذا الفراغ العربي” علّ في يوم من الأيام يأتي جيل يعيد استنباط ما يجمع بين العرب”.

وبعد قراءات لـ”غوى عدنان حمادي” وقع يوسف كتابه للحضور، واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

(الأنباء)