المؤتمر الطبي للشرق الأوسط للعام 2017 إنطلق في AUB

إنطلق المؤتمر الطبي للشرق الأوسط للعام الحالي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) مستضيفاً المؤتمر العالمي الأول حول طب الصراعات مع التركيز على إدارة الإصابات الناجمة عن الصراعات المسلحة بما يشمل المظاهر المرضية والنفسية والتمريضية إضافة إلى المظاهرالمتعلقة بأمراض الكلى والمظاهر الجراحية والسرطانية والاجتماعية لإصابات الحرب.

وقد انطلق المؤتمر بحفل افتتاح حضره نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة العامة غسان حاصباني، نائب الرئيس التنفيذي للطب والاستراتيجية العالمية وعميد رتبة رجا خوري لكلية الطب في الجامعة الدكتور محمد الصايغ، رئيس المؤتمر الدكتور عماد قدورة، الرئيس المشارك للمؤتمر الدكتور غسان أبو ستة، أعضاء الجسم الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت وأساتذة وموظفين.

يستند المؤتمر هذه السنة إلى المعرفة والممارسة القائمتين على البراهين ويهدف إلى توفير منصة لتبادل التجارب والخبرات بين الممارسين الصحيين الإقليميين والدوليين (من القطاعات المدنية والأكاديمية والعسكرية). ويُعقد المؤتمر بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات أخرى مثل “منظمة أطباء بلا حدود”، بالإضافة إلى الوكالات الحكومية الإقليمية. ويُشكّل المؤتمر أيضا إطاراً لإقامة شراكات بين مختلف أصحاب العلاقة في توفير الحلول التي تساعد على تخفيف عواقب الصراعات.

وفي كلمته الترحيبية في حفل افتتاح المؤتمر، شدّد الدكتور أبو ستة على الدور المحوري للمؤتمر العالمي الأول حول طب الصراعات. وقال: “إن الحرب والصراعات التي طال أمدها في الشرق الأوسط أدت إلى تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية في العديد من البلدان المحيطة بلبنان. والمؤتمر اليوم يوفر الفرصة لتجاوز الأزمة لتجهيز أفضل المهنيين الصحيين للاستجابة لتحديات الممارسة الطبية في صميم الصراعات”.

أما الدكتور قدورة فأضاف: “إن الصراعات العالمية والإقليمية تصيب البشرية جمعاء. ويجب ألا تتمتع المؤسسات الطبية برفاهية الابتعاد عنها، بل يجب أن تمكّن طلابها في المستقبل من التصدّي لعواقبها الصحية، مثلما تفعل الجامعة الأميركية في بيروت”.

وقد رحب الدكتور محمد الصايغ بالحضور وتحدث عن أهمية المؤتمر في خدمة الهدف المتمثل في دعم توفير الخدمات الصحية بموازاة دراسة العواقب الصحية للصراعات في المناطق المضطربة. وقال: “هدفنا كمركز طبي رائد يرمي إلى ما هو أبعد من توفير الرعاية الصحية في المنطقة إلى تزويدها بأسباب التقدم والإهتمام. إن دعم صحة المرضى المحليين والإقليميين المحتاجين من خلال ضمان حصولهم على الرعاية هو جوهر رؤية المركز الطبي للعام 2020. والخطوة التالية هي أن نضافر كل الجهود الرامية إلى تطوير وصقل استراتيجيات التنفيذ، بشفافية وبعزم وبشمولية”.

وقال الوزير حاصباني: “في عالم تحكمه الكثير من النزاعات تبقى المعادلة الأوحد هي: هناك أشخاص يسعون إلى خلق الصراعات وإنهاء حياة الآخرين وهناك أناس يعرضون حياتهم للكثير من المخاطر في سبيل إنقاذ الآخرين. لسنوات طويلة عملت مؤسساتنا ومستشفياتنا في ظل ظروف صعبة واضمحلال الكثير من الموارد الضرورية وبالرغم من ذلك استطاعت أن تثبت قدرتها على الإستمرار. ولعل أبرزهذه المؤسسات هي الجامعة الأمريكية في بيروت ومركزها الطبي. فقد استطاعت هذه المؤسسة أن تواجه كل الصراعات والتحديات لتكون أيقونة حية تشهد على كيفية الإستمرار كبلد وكيفية الإستمرار كفرد من خلال التكاتف والعمل الجماعي ورعاية البعض للبعض الآخر”.

هذا ويشمل المؤتمر معرضاً وبرنامجاً غنيّاً ويستمر أربعة أيام ويتميّز بدورات وورش عمل مختلفة حول التطورات الحديثة في طب الصراعات جنبا إلى جنب مع عرض خبرات المكوّنات العسكرية والمدنية في تطبيق هذه المعارف في بيئات مختلفة، من المستشفى الميداني إلى المستشفى التعليمي. ويتناول المؤتمر مواضيع أخرى مثل الجراحة الترميمية وتحديات إعادة البناء وتأهيل مصاب الحرب والأمراض المعدية والجرثومية التي يتزايد تهديدها في زمن الحرب مع البكتيريا المقاومة للمضادات. كذلك يتناول المؤتمر صحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسيل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بالأطفال ذوي الإعاقة أثناء الصراع. كما يتناول المؤتمر طب الطوارئ، وإصابات الحرب، وأخيراً الإشارات السريرية لحصول العذيب.

وباعتباره رائداً في مجال البحوث والتطوير ومحفّزاً لها، فإن المساعي والجهود التاريخية التي يبذلها المركز الطبي في الجامعة في مجال التعليم الأكاديمي والرعاية العلاجية والبحوث لا تزال في المصاف الأول، مما يجعله مركزا مرجعيا في المنطقة ككل