كيف تنظر إسرائيل للتهديدات الأمنية المحيطة بها؟

أجرى يوحاي عوفر الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع “أن آر جي” سلسلة لقاءات مع عدد من قيادات الاستخبارات العسكرية للتعرف عن قرب عن كيفية تعاطي إسرائيل مع التحديات الأمنية القائمة في الدول المجاورة.

وتحدثت قيادات في الاستخبارات العسكرية عن استعداد تل أبيب لإمكانية اندلاع قتال مع لبنان، والقلق من تصاعد قدرات تنظيم الدولة الإسلاميةبشبه جزيرة سيناء، وتطوير حركة المقاومة الإسلامية(حماس) لقوتها في غزة.

وقال ضابط الاستخبارات موشيه شنايد إن إسرائيل تلاحظ دخول أطراف عديدة لساحات الصراع في المناطق المجاورة لها، وهو ما جعل المشهد الإقليمي أكثر تعقيدا، وإذا كانت الاستخبارات الإسرائيلية تتابع في الماضي الأنشطة العسكرية فقط، فإنها اليوم باتت ملزمة بملاحقة القطاعات المدنية، وجمع المعلومات الأمنية اللازمة عنها.

الجبهة اللبنانية
وأما الضابط الذي رمز لاسمه بـ “ج” وهو المسؤول عن الجبهة اللبنانية، فقال إن الهدوء الذي تنعم به إسرائيل مع بلاد شجرة الأرز منذ الحرب الثانية عام 2006 أمر مفاجئ، لكنه قابل للانفجار في أي لحظة.

وأضاف: رغم أن اللبنانيين منشغلون بأنفسهم في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وتبعات تورطهم في الحرب السورية، ومحاولات تنظيمات الجهاد العالمي دخول الساحة اللبنانية، فإن المشكلة الأساسية بلبنان أنه يضم العديد من الأطراف التي لها مصالح متعارضة.

ويقول الضابط “ب” -وهو المسؤول عن الحدود مع مصر والأردن- إن تركيز تنظيم الدولة نشاطه في سورياوالعراق يؤثر على سير عمل فروعه العاملة في المنطقة، ومنها شبه جزيرة سيناء، ولذلك هناك تخوف من تنامي قدرات التنظيم، وعودته لتنفيذ عمليات أكثر خطورة.

وقال ايضا: هناك مصلحة مشتركة بين مصر وإسرائيل في مواجهة تنظيم الدولة، ويوجد تنسيق أمني وثيق ومباشر بين القادة العسكريين والأمنيين المصريين والإسرائيليين على الأرض للدفاع عن الحدود المشتركة.

ويضيف الضابط: من أجل مواجهة هذا الخطر، باتت لدى إسرائيل سيطرة أمنية أكبر على سيناء، ومعلومات استخبارية عنها أكثر من السابق.

غزة والضفة
وأما الضابط “ش” المسؤول عن منطقة غزة، فقال إن هذه البقعة الجغرافية معقدة جدا، وتحمل في طياتها جملة تهديدات على إسرائيل، مضيفا “نعلم أن حركة حماس تعمل طيلة الوقت على بناء قوتها العسكرية الهجومية والدفاعية، وتستخلص الدروس من الماضي، وتتعلم من أخطائها، وإن أردت منح الحركة علامة تقديرية في ذلك يمكنني القول إنها تتقدم بصورة متسارعة وممتازة”.

ويستطرد الضابط “أ” المسؤول عن الضفة الغربية بأن (فترة) العام ونصف العام الماضيين شهدت تنفيذ 350 عملية وهجوما ضد أهداف إسرائيلية، ولذلك فإن الاستخبارات الإسرائيلية تقوم بعمل دؤوب لإخطار الجنود وأفراد الشرطة بالبلاغات الأمنية الخاصة بهجمات فلسطينية جديدة.

وأضاف “لدينا قناعة نعمل انطلاقا منها، وتتمثل بأن المس بحياة الفلسطينيين اليومية والمعيشية كفيل بضم المزيد منهم إلى موجة العمليات المعادية، ويؤدي في النهاية لتدهور الوضع الأمني، وفي الوقت ذاته يتطلب منا الوضع الحساس في الضفة الحصول على أي معلومة أمنية مهما كانت صغيرة”.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية