في زمن التصحّر الفكري … “التقدمي” يشهر الكتاب‎

عارف مغامس – “الأنباء”

تفتتح منظمة الشباب التقدمي في مكتب البقاع الجنوبي معرض الكتاب الدوري السابع عشر برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، في الخامس من أيار الجاري، في وقت يخفت فيه حضور الكتاب ليعلو لغو ما يقال ويكتب على بعض وسائل التواصل الإجتماعي، دون حسيب أو رقيب، على أهمية ما تحققه هذه الوسائل على أكثر من صعيد إعلامي وتواصلي وعلى مستوى تحريك الرأي العام وتحويله إلى فاعلية مشاركة وعالمة في كثير من القضايا.

معرض التقدمي المستمر منذ أكثر من عشرين عاماً، أضحى  محطة ثقافية واجتماعية تحرك الواقع الثقافي إن لجهة تفعيل دور الكتاب وإعادة الاعتبار لهذه القيمة التي تفقد الكثير من خصوصيتها الجاذبة والمؤثرة، وتحريك المياه الراكدة على مستوى ما ينشر من كتب ودراسات وأبحاث في أكثر من  مجال  إبداعي وعلمي وتاريخي، أو لجهة  التأثير المباشر بجيل الشباب المتطلع  إلى الجدية الثقافية والعودة إلى المنابع التي لا يمكن لأي تطور أن يحد من حضورها في المنزل.

يطل معرض الكتاب هذا العام بالتزامن مع قسم يمين لكوادر شبابية اختاروا الانتساب إلى الحزب التقدمي الاشتراكي للانخراط في صفوفه ولقناعتهم وبملء اختيارهم بمبادئ الحزب ورؤيته التقدمية الاشتراكية حيث سيرددون قسم اليمين الحزبي الذي سيتلوه في الإحتفال ممثل النائب جنبلاط عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور الذي وقف العام الفائت أمام أكثر من ألفي مواطن وخاطب المنتسبين الجدد آنذاك فقال: “اننا نرفع لواء الانتماء والانتساب الى حزب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتحرر والقضية الفلسطينية، حزب كمال ووليد جنبلاط. ويكفينا شرفا اننا في كل عام نقف لنستقبل رفيقات ورفاقا جدد، يدخلون باب هذا الحزب، لا لنفع ولا للرغبة في الاستفادة او التقرب من حزب حاكم او حزب كانوا يسمونه في بعض الدول العربية الحزب القائد، بل لكي ينتسبوا الى حزب ما عاش الا المخاض الصعب، وما قدم الا التضحيات والشهداء. الحزب الذي يوم ولد قالوا عنه انه ولد في حفلة شاي برجوازية لبعض النخبة اللبنانية من علية القوم، فما لبث هذا الحزب ان خاض اولى الثورات في العام 1952 الثورة البيضاء، ثم خاض ثورة  العام 1958، وخاض معترك النضال الى جانب الشعب الفلسطيني في الستينيات من القرن الماضي وخاض معركة الاصلاح الديمقراطي في السبعينيات، وقدم كمال جنبلاط مؤسسه وصاحب فكرته شهيدا لاجل الحرية والديمقراطية والعدالة ولاجل التغيير، ليس في لبنان فحسب، بل في الوطن العربي، ثم خاض معركة الحفاظ على عروبة لبنان في الثمانينات، وخاض معركة المصالحة مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير حينما ثبت مصالحة الجبل، ثم خاض معركة السيادة والاستقلال في العام 2005، بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري”.

(الصورة من المعرض السابق)

واضاف: “نريد ان نؤكد هويتنا كحزب يقوم على الاقناع وعلى الاقتناع وفي هذا المعرض نحن نحتفي ونحتفل بالفكرة وندعو كل الناس الى العودة الى الفكرة بدل العودة الى الغريزة”.

ما يميز معرض التقدمي بحسب أحد رواده في السنوات السابقة الناشط علي حسين الحاج من بلدة كامد اللوز ليس فقط غناه بتعدد  دور النشر وتنوع محتواه، بل يضاف  إلى ذلك  تعدد  الأنشطة الثقافية والأكاديمية في يومياته من استضافة أدباء وشعراء ومختصين  في مجالات التعليم الأكاديمي والجامعي، وتوقيع الكتب، وهو إذ يشكل حركة حوار ونقاش مفتوح، فلأنه مبني على قيم أسسها المفكر الشهيد كمال جنبلاط لان الإهتمام بالثقافة والعلم رسالة شديدة الحضور في معرص الكتاب من خلال التركيز على تعميم  ثقافة الكتاب واقتنائه لكسر حدة التصحر الذي يفرضه  الواقع السياسي والاجتماعي المأزوم، ولأن رسالة الكلمة اقوى وأمضى فالكتاب قيمة أخلاقية وثقافية نصبو إلى محاكاته  ومحاورته، ومن يعمم هذه القيم يعمم رسالة الانفتاح والتلاقي  والسمو لان رجلا مفكرا بحجم كمال جنبلاط كان يدرك قيمة هذه الرسالة، وقامة كبرى بحجم الشهيد رفيق الحريري الذي سلح  عشرات آلاف الشباب بالعلم والكتاب كان يستشرف أن الكتاب هو الابقى والانقى”.

وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي لفت إلى أن المعرض يقام دوريا بتوجيه عام  من راعيه النائب وليد  جنبلاط، المعني الأول بثقافة الكتاب، وضرورة تعميم هذه المناخات في أوساط الشباب لا سيما الشباب التقدمي، ورهانه على دور الشباب المثقف في شق طريق المستقبل  بزاد لا ينضب عبر تحويل طاقاتهم من فاعلية تابعة إلى فاعلية موجهة ومؤثرة على خارطة التغيير والتقدم، معتبرا أن “قرانا تزخر بتلك الطاقات الشابة المسلحة بالعلم وهنا ومن خلال معرضنا الدائم نوجه الدعوة إلى كل شباب الوطن والى شباب راشيا والبقاع الغربي لزيارة معارض الكتب والمطالعة الدائمة عبر القراءة، مشيدا بنخوة وشجاعة شباب المنظمة وحرصهم على استمرار هذا النشاط السنوي المميز.

وفي هذا السياق، يشير أمين سر مكتب المنظمة في البقاع الجنوبي المهندس يوسف أبو شهلا  إلى أن معرض الكتاب في صرح  كمال جنبلاط يكتسب قيما حضارية وثقافية كونه مساحة للتلاقي بين مكونات المنطقة، وفسحة للعودة إلى الجذور، معتبرا أن مكتب البقاع الجنوبي في المنظمة يعمل منذ أسابيع كخلية نحل لانجاح  هذا النشاط السنوي الذي يضيف كل عام مدماكا جديدا في مسيرة معرض الكتاب السنوي، وواجبنا أن نواكب العلم والتقدم، ونفسح  في المجال أمام أهل الثقافة للتزود بما يناسب حاجاتهم المعرفية داعيا الشباب التقدمي إلى المطالعة والانخراط في التحصيل العلمي.

أما وكيل مفوض التربية في البقاع الجنوبي عماد خير المواكب والمتابع مع دور النشر والجامعات والثانويات والمدارس الرسمية والخاصة ليؤكد على استثنائية المعرض السابع عشر أن لجهة التنوع في الكتب وغناها والاهتمام  بالإصدارات الحديثة أو لجهة التركيز على الكتب التي تغذي آفاق الشباب لا سيما في الجامعات والثانوية وفي حلقات التدريس في التعليم الأساسي، مشيرا إلى أن المعرض سيشهد توقيع كتب وإصدارات ولقاءات، وأوضح أن ثمة حسومات للتلامذة بهدف التشجيع على قراءة الكتب والعودة إليها، منوها باستجابة دور النشر واهتمامها  الدائم بمعرض الشباب التقدمي.

وإذ لفت إلى أن الهم الثقافي بات أساسيا في رزنامة مكتب التربية، أكد خير على ضرورة تشجيع معرض الكتاب من أجل استمراره  وتطوره لأنه يصب في الهدف الأسمى الذي نسعى إلى ارسائه  كمفهوم  يليق باجيال التقدمية الصحيحة والتي يصبو إليها راعي معرصنا السنوي النائب جنبلاط، ولنكون حقا شبيبة المعلم الشهيد  كمال جنبلاط.