عيد تأسيس الحزب: عيد الحرية والنضال والعدالة الإجتماعية/ بقلم جهاد خضير

“ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت. ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء. وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك”،  هذا خطاب كتبه اوجست سبايز  لأبنه جيم، وكانت تلقي هذا الخطاب زوجته في وقت كان زوجها يُعدم لقيامه بالاضراب والثورة من اجل العمال في شيكاغو، وذلك في الاول من أيار سنة 1886.

وفي العام 1890 اعترفت الاممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثا سنويا، ثم بدأت جميع المنظمات والنقابات العمالية بالدعوة لعدم العمل في هذا اليوم، وأتت مباركة الكنيسة الكاثوليكية لهذا اليوم، واعتبرت القديس (يوسف بارا ) او (يوسف النجار) شفيعا للعمال… بإختصار  هذه كانت رحلة العمال في العالم قبل عيد العمال.

لم يكن صدفة، ان يكون تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي في مثل هذا اليوم النضالي الكبير، فهذا الحزب العابر للطوائف، حزب المناضلين، حزب العمال والفلاحين، كان ثمرة نضال معلم الفلاحين ومعلم المعلمين، وليس غريبا ان يكون شعار هذا الحزب، معولا للفلاحين وريشةً يناقش، وليس غريبا ان نحيا عمالا مناضلين مفكرين، ونموت شهداء أوفياء  في ساحات نضالنا الواسعة، فهذا تاريخنا وهذا حاضرنا وهذه طريقنا وقد قالها المعلم… ايها الرفاق، ايها الاصدقاء: “ان الذين اصابتهم لعنة هذه الارض منذ ثلاثة آلاف سنة حتى اليوم، هم الذين سيبدلون انظمة هذه الارض وروحيتها…. فسيستبدلون اللعنة بالرحمة والمجافاه بالاخوة والحنان… ان العمال ليسوا بحاجة الى احد. ان هؤلاء البؤساء والمشردين، هؤلاء الذين ليس على صدرهم قميص، هم الذين سيحررون العالم”.

عليكم تقع المسؤولية الكبرى وانتم السباقون، فيجب ان نؤمن ان هذه المعركة هي معركة المشردين والبؤساء والفلاحين و العمال، معركة العدالة، معركة الاخوة… ويجب ان نعمل لازالة وصمة العار، وصمة اللعنة عن وجه الأرض، كما يعمل الجبابرة وكما يعمل الابطال. والا فسيقول لكم احد هؤلاء الكادحين، اخوتنا في الإنسانية وفي الوجود، في الغد: “اننا لسنا بحاجة اليكم… لستم منا “.

 

ان الطريق ليست سهلة. هي طريق الألم والتضحية وتجرد الذات. نعم، ان الطريق ليست سهلة، لكن الغاية سامية رفيعة، والنفوس قاد خاوت الالم والتضحية، فقد اقسمنا على النضال في كافة اشكاله، فنحن كنا هنا وسنبقى ركن هذا الوطن، وسند الثائرين، ودليل الشرفاء في هذا الوطن… فتاريخنا يشهد  وشهداونا احياء عبّدوا لنا درب الحرية، ونحن على الدرب سائرون، لنعبر معهم واليهم، نحو الحق …

 

عشت ايها الرفيق الأول وليد جنبلاط، عشتم رفاقي، عاش عمال الكون، وعاش الحزب التقدمي الإشتراكي، وعاش لبنان العروبة، لبنان الحرية، لبنان الشراكة الوطنية…

(الانباء)