الاول من أيار 1947: شعلة نضال أضاءها كمال جنبلاط

علاء لؤي حسن

أنباء الشباب

لم يكن تأسيس الحزب الاشتراكي منذ 68 عاماً مجرد حدث عابر، فقد جاءت الأحداث بما حملته من وقفات وتضحيات، بل وبذلٍ للدماء لتثبت بأن هذا الحزب كان علامة فارقةً في تاريخ لبنان.

لقد اختار المعلم الشهيد كمال جنبلاط عيد العمال تاريخاً لتأسيس الحزب وفي تلك الرمزية تأكيد على التزامه بالطبقة العاملة على كافة تشكيلاتها وتنوعاتها والتي تجاوز فيها المُحددات التقليدية لتشمل بحسب تعريفة “الفلاحون والصناع وأرباب الحرف”.
لقد أثبت التاريخ التزام الحزب ومؤسسه بقضايا الطبقة العاملة وشكل حضوره في المؤسسات الدستورية كسرا لنمطية اقتصرت على الطبقات البرجوازية، وبوجهها خاض الحزب نضالاً طويلاً وعريضاً من اجل تثبيت وصيانة حقوق الطبقة العاملة وفي مقدمتهم العمال والفلاحين وصغار المزارعين.
كما تجلى الوجه الأخر للنضال في كسر احتكار هذه الطبقات للسلطة لصالح قوى شبابية رأى فيها كمال جنبلاط الأمل الحقيقي لتجاوز الحالة الطائفية. لقد جاء في كتابه “حقيقة الثورة اللبنانية” ما يدعونا للتأمل حيث ما اشتكى منه قبل اكثر من نصف قرن ما زال ماثلاً يقض مضاجع حاضرنا ومستقبلنا، يقول كمال جنبلاط “إن الكفاءة اذا وُجدت في حكام لبنان مع النزاهة والأمانة الوطنية وقيام نظام للخدمةِ المدنية مستقل عن الاهواء كفيل بحل مشكلة الطائفية” .
في ذكرى تأسيس الحزب، لا بد من التأكيد على الدور الوطني والعروبي وعلى دعم الطبقة العاملة في وجه مستغليهم من شبكة الفساد المتحكمة في اقتصاد البلد ومقدراته. ولا بد هنا ان نؤكد عزمنا على مواصلة النضال السياسي والاجتماعي والانساني في دولة أكلها الفساد والاهمال، كي نبقى كما ارادنا كمال جنبلاط الشعلة المضيئة.
لقد شكل حزب كمال جنبلاط نموذجاً صادقاً للعلمانية، بالفكر والممارسة وبتنوع تركيبته العابرة للطوائف، ما يعتبر ظاهرة نادرة في وسط هذه الغابة الطائفية اللبنانية التي تسعى لتطويقه الآن بـ “البروباغندا” من جهة ملصقة به وصف “حزب الدروز”، ومن جهة أخرى باستثارة الغرائز الطائفية مقترنةً بقوانين انتخاب متخلفة أو غبية كي لا نقول مشبوهة في وقت تجتاح المنطقة العربية نيران الإرهاب بما تنطوي عليه من مخطات تقسيمية تحيكها دوائر الغرب المتصهين!.
وهذا يدعونا اكثر لليقظة، ولبناء وعي شباب يكون ضمير لبنان ومنارته، مستعيدين قول كمال جنبلاط قبل اكثر من نصف قرن “على إخواننا الإنعزاليين في لبنان والجامدين من الفريقين ان يدركوا بأن خلاصَ لبنان هو في مجاراةِ تيَّار التطور نحو مدنيةِ الأنظمة ومدنية الدولة…. إنَّ الوقوف في وجه عجلة التطور سيسحقنا ويقضي على لبنان الحر، الدمقراطي، الموحد.”
(أنباء الشباب، الانباء)