زين الدين وقع مجموعته “دروب” برعاية ابو فاعور

راشيا- عارف مغامس

وقع الشاعر والمفتش التربوي سلمان زين الدين مجموعته الشعرية “دروب”، التي نالت جائزة سعيد فياض للإبداع الشعري خلال ندوة حاضر فيها الباحث الدكتور علي زيتون والدكتورة هالة أبو حمدان والشاعر عمر شبلي  بدعوة من ثانوية راشيا الرسمية، أقيمت في قاعة الثانوية  برعاية عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور ممثلا بوكيل داخلية التقدمي رباح القاضي وحشد من الادباء والمثقفين والمربين والمهتمين بالشأن الادبي والثقافي.

قدم اللقاء زيد الحلبي فقال:” علينا أن نبحث عن الكلمة  لنعيد إلى العقل دروب الوعي ونبتدع الحروف في ترانيم القصيدة قصصا من ذاكرة الوجود،فالقصيدة فعل ولادة من رحم العدم، وحيثما ولدت كانت الحياة، فلقاؤنا لتكريم شاعر تعلقت قوافيه  روح الأصالة التابعة من وجدان القضية الانسانية ودروب التربية وهموم القرية.

الناقد الدكتور علي زيتون قال :”من يتصفّح مجموعة سلمان زين الدين الشعريّة الموسومة بعنوان «دروب»، تستوقفه مجموعة من الأسئلة تتعلّق بكلٍّ من عنوان الديوان ، والإهداء ، والزمان ، والفن ، والذات . وإذا تدرّجت القضايا الثلاث الأخيرة من الزمان إلى الذات ، من حيث حجمُ الحضور الكمّي في الديوان، فان تدرّجاً عكسياً يجري داخل ذلك التدرّج. تبسط الذات سلطتها فيه على الفنّ، وتشدّه إلى عالمها، ويخترق الفنُّ الزمان ليبثّ فيه نسغ تلك الذات.

وتابع زيتون” أقام الشاعر ثنائيّة قوامها (الذات / الآخرون)، ثم أودع فيها ضديّة قائمة على تميّز الذات تميّزاً نوعيّاً. فأن يكون له دربه المختلف عن دروب الآخرين ، يعني أنه يقيم معادلة طرفها الأوّل الذات ، وطرفها الثاني جميع الآخرين ، وفي ذلك إشارة قويّة إلى تعالي الذات. والشاعر حين يصف خطى الآخرين بأنها (عجلى) دون خطاهُ ، إنما يؤكّد تمايزه . فأنْ تكون خطى الآخرين على عجلة من أمرها يعني أنها خطى مرتبكة . وهذا ما لم تعرفه خطى الشاعر التي أومأ إليها التركيب على أنّها خطى واثقة

من جهتها قالت الدكتورة هالة أبو حمدان ، تكشف قصيدة زين الدين  جوانب من ذاته وتخرجها من كهوفها الخفية مشحونة بكثير من الحلم والخيال. يكمن فيها سر البوح وسر العاطفة والحب. يحمل شعره بصمته الخاصة التي يكتب من خلالها فصولاً من حكايته ونظرته إلى الحياة والكون.

“وتابعت “كل يقلّد شيخه/عبر الزمان /وليس لي شيخ سواي.”

“للآخرين دروبُهم/وخطاهم العجلى على تلك الدروب،/ ولي أنا.   هذه اللغة التي يطوعها ترتقي به إلى حيث طبقة الشعراء، فيكون الشعر علامة زائدة متقدمة، تجعله يحلق في فضاء شاهق، ويشارك الأنجام بعض دخيلته، ويغوص في الأعماق ليقطف درّها المكنون، على حدّ قوله. وتحمل قصيدته نبض إحساسه المرهف، وتفعّل هذا النبض حتى حدوده القصوى، وتتحول إلى فعل عشق بين الشاعر والورقة، تراوده عن نفسها حتى ترهق أعصابه، “ويذيب النفس في خَطب رضاها/ ويجوب الأرض بحثاً عن كنوز/ ولُقىً يلقي بها بين يديها”.

أما الشاعر الدكتور عمر شبلي فقال:”لم يتعب الشاعر سلمان زين الدين في رحلته مع الكلمة، لأن الكلمة كانت في البدء وستبقى، والبقاء في حياة الكلمة هو امتداد لصلة الكلمة بالله والإنسان في آن، ويصبح هذا الحضور الإبداعي حيّاً مادامت الروح التي أبدعته متوترة، ومملوءة بالأسئلة القلقة، والأجوبة المغلقة، وبين النقيضين وصراعهما يصبح للكلمة حق البقاء الملازم لوجود الإنسان، يقول “أوكتافيو باث” كاشفاً الغطاء عن علاقة الفن بوجودنا الإنساني: “لا يمكن فصل الفن والشعر عن مصيرنا الأرضي: لقد وُجِد الفن حالما أصبح الإنسان إنساناً، وسيستمرُّ إلى أن يختفي الإنسان”، وبهذا ترتبط رحلتنا الوجودية بوجود الشعر والفنون كافة زاداً لرحلتنا الأرضية القلقة.

كلمة النائب أبو فاعور القاها ممثله رباح القاضي فقال :” لهم دروبهم  ولنا دروبنا، دروبهم قوانين تعود بنا إلى العصر المذهبي والطائفي، الذي دفعنا ثمنه جميعااما دربنا فقوانين عصرية،تطلع إلى المستقبل وتسمح لجيل الشباب أن ينظر بأمل وفرح، دروبهم دروب حقد وبغيضة ومحاولة رجوع إلى  مشاريع عفا  عليها الزمن ليس في لبنان فقط بل في العالم. دروبنا هي درب كمال جنبلاط التي سلكت دروب الوحدة الوطنية ولا معنى لهذا الوطن دون مشاركة الجميع. كيف لنا أن نقبل بقوانين أقل ما يقال انها تدفن الطموحات والآمال بوطن جديد،  بعد ما عانينا ودفعنا آلاف الشهداء من دم الشهيد كمال جنبلاط إلى دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما بينهما وما بعدهما دماء كل الشهداء من مناضلين  ومثقفين  ومفكرين ومتنورين،  وأثنى القاضي على نتاج المؤلف ومسيرته  الفكرية والنضالية  والتربوية وهو ابن مدرسة كمال جنبلاط.

من جهته أشار الشاعر سلمان زين الدين إلى أن اللقاء بالنخب  الثقافية والتربوية ممتع وجميل معربا عن شكره العميق  لصاحب الرعاية النائب ابو فاعور الانسان والمثقف الذي يغني المناسبة ويشكل قيمة مضافة للثقافة وهو الذي كسر نمطية المسؤول في آدائه الوزاري وان ضاقت به بعض الحكومات استطاع ان يشغل مكانه في قلوب جميع اللبنانيبن، وان يعيد الى السياسية بعدها الاخلاقي وأثنى على قراءات اﻷساتذة المنتدين النقدية القيمة التي غاصت في عمق المجموعة ، وشكر ثانوية راشيا الرسمية ويديرها ربيع خضر على استضافته ثم قرأ بعض القصائد  ووقع المجموعة للحضور.