هكذا تعلمنا في مدرسة كمال جنبلاط

يامن كرامة

أنباء الشباب

السياسة في معناها الحقيقي هي تربية الجماهير وإرشادها الى الطريق الأفضل.

السياسي الحقيقي، أي رجل الدولة، يجب أن تكون له دائمًا عين على المبادئ يستلهم منها مواقفه وتصرّفاته، وعين أخرى على الواقع المحيط بتطبيقها، فالسياسة يفترض فيها أن تكون أشرف الآداب إطلاقًا، كما قال المعلم كمال جنبلاط.

لا يعني ان اختلفنا في السياسة وتخاصمنا اننا تخاصمنا في الدين او العقيدة.

لا يعني اذا تواجهنا في السياسة، اننا تواجهنا في الدين او الاخلاق وبات ديني محراب ودينك ند وساحة معركة.

لا يعني ان تخاصمت انا وصديقي او اخي في السياسة او الممارسة انني وضعت اجمل ما في الحياة “الصداقة” على المحك. فتبقى صديقي واخي مهما اختلفنا.

لا يعني ان عارضنا اننا اعلنا الحرب او ان اقترحنا اننا بدأنا برسم خطوط المواجهة.

لا يعني ان كان لكل منا رؤية في بناء الدولة، اننا نتملك او نستأثر بالدولة، انا او لا احد وعلى الجميع ان يرضخ ويسلم.

لا يعني ان ترشح اي مواطن ينتمي لاي حزب او جهة او حتى ضمن الحزب او المؤسسة او النقابة الواحدة، انه اعلن العداء مسبقا مع الخصم، فالمركز مسؤولية خدمة للمؤسسة او النقابة او الحزب او الدولة، فتشاركنا بالمنفعة والهدف العام.

مهما كانت المصطلحات ومهما اختلفت التوجهات كلنا سنبقى، لا الغاء في السياسة.

الحرية هي كرامتي مبدئي واصالتي بيتي وداري، والسياسة هي شرف قيادة الرجال في اعراس البطولة ومراقي النضال وبلاد القضية من اجل غد اميز ارقى وافضل على كتف التقدمية، والديمقراطية الاجتماعية الانسانية هي لا دكتاتورية ولا فوضى وتبقى هدف كل نضال خدمة للانسان الانسان، كلام لمعلمي تردده كل يوم ذاتنا على مذبح الحياة.

في زمن اغتصاب القضية التزمنا القضية والثورة لاجل الانسان، في زمن الطائفية والحقد التزمنا الانسانية وخدمة الانسان، في زمن القمع والانحدار التزمنا الحرية والتقدمية.

نحن ابناء مدرسة تعلمنا فيها الحرية حرية الفكر والسياسة حرية لا يحدها زمان او مكان او واقع او طائفة او دين او عرق او عائلة، حرية تعني نحن تعني فكرنا، عروبة تعني جذورنا، الاشتراكية نهجنا. وعلى هذا الدرب سيتكلل نصرنا بالغار وتبقى الراية: مواطن حر وشعب سعيد.

هذا ما تربينا عليه منذ انبعاث فكر المعلم وبداية الممارسة السياسية هذا ما تعودنا عليه بنهج رئيس الحزب وليد جنبلاط، فالمبادئ تبقى مبادئ والرجال تصفها الاخلاق، اخلاق الرجال الاوفياء الاحرار.

(أنباء الشباب، الأنباء)