أوغاسابيان: ظروف المرأة الصعبة تقودها للجريمة ومن واجب المجتمع دعمها

قام وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان بزيارة تفقدية إلى سجن بربر الخازن للنساء في فردان حيث التقى بالسجينات واطلع على أوضاعهن واستمع إلى مطالبهن، يرافقه وفد من جمعية زونتا- بيروت التي تعنى بشؤون السجينات.

وقد كان في استقبال الوزير أوغاسابيان قائد سرية بيروت الاقليمية الاولى في وحدة شرطة بيروت المقدم سعد كيروز ومديرة السجن ملك مراد قبل أن يبدأ الوزير أوغاسابيان جولة على السجن إستهلها بتفقد غرفة المناظرة التي افتتحت حديثًا بهدف استقبال السجينات لأطفالهن، ثم زار السجينات في غرفهن وتحدث معهن مبديًا اهتمامه بالاطلاع على الظروف التي قادت النساء إلى ارتكاب أفعال إنتهت بهن إلى تنفيذ عقوبة في السجن. كما عاين الظروف التي تتم فيها رعاية السجينات داخل السجن.

بعد ذلك، انتقل وزير الدولة لشؤون المرأة إلى باحة النزهة حيث تجمعت السجينات وعددهن حوالى سبعين في لقاء جامع قالت فيه إحدى السجينات إنهن يلقين في سجن بربر الخازن الحد الأدنى من العيش اللائق حيث يتم التعاطي معهن باحترام يحافظ على كرامتهن الإنسانية. وقالت إن ما تحتاج إليه السجينات هو زيادة الأنشطة والتدريب المهني في السجن كي لا تكون سنوات العقوبة ضياعًا كاملا للوقت.

كلمة أوغاسابيان

ثم تحدث وزير الدولة لشؤون المرأة فأكد ثقته بأن المرأة التي تؤهلها طبيعتها للمحبة والعطاء والتضحية ولأن تكون أمًا تبذل كل ما تستطيع عليه لصون عائلتها، لا يمكن أن تنجرف إلى الجريمة إلا إذا عانت من ظروف مأسوية بلغت حدا لا إنسانيًا لا يُطاق دفعتها دفعًا لارتكاب أعمال مشينة لا تتفق مع طبيعتها.

ولفت إلى أهمية تضامن المجتمع بأطيافه كافة لتحسين ظروف حياة النساء وتطويرها إيجابا بحيث لا تغرق المرأة في أتون العنف وتسقط في عالم الظلمة. وتوجه إلى السجينات قائلا: أنا آت لزيارتكن للتأكيد على أننا في وزارة الدولة لشؤون المرأة مهتمون بتحسين أوضاعكن بدءًا من وجودكن في مجتمع قد يكون ظلمكم قبل أن تصبحن ظالمات فيه وصولا إلى هذه الزنزانات التي نهتم في أن تعتمد معايير إنسانية وحياتية متقدمة تأخذ في الاعتبار خصوصية المرأة خصوصًا إذا ما كانت حاملا أم إذا كانت أمًا وليس لأولادها من معيل غيرها. أضاف أنه من المهم العمل على إفادة السجينات من فترة تنفيذهن للعقوبة عبر دورات تدريبية وحلقات حوار يتحدثن فيه عما حملهن إلى ارتكاب ما ارتكبنه من أفعال يرفضها القانون.

وأكد وزير الدولة لشؤون المرأة أن الوزارة ستسعى إلى تعزيز حملات التوعية للنساء في المناطق من خلال دورات تأهيل وذلك حرصًا على نشر مفاهيم اللجوء إلى القانون لتحصيل الحقوق بدلا من اللجوء إلى ردات الفعل، وتشجيع المرأة على العمل على تحقيق استقلالها المادي والمعنوي ما يعزز كينونتها ويحول دون أن تشعر بالحاجة لأي طرف قد يسمح لنفسه باستغلالها أو الحط من قدرها وقيمتها، ما قد يدفعها بالتالي إلى ارتكاب أفعال منافية للقانون؛ أضاف أن الهدف من حملات التوعية تنبيه النساء إلى مخاطر الإتجار بالبشر والمخدرات والإرهاب والجرائم التي تمس العائلة والآداب العامة كالزنى وسفاح القربى.

وشكر وزير الدولة لشؤون المرأة المقدم كيروز ومديرة السجن ملك مراد على ما يتم بذله في السجن من جهد لكي تشعر السجينات بقيمتهن الإنسانية في ظل فترة العقوبة التي يقضيهن، متمنيا تحقيق المزيد من الإنجازات الإيجابية. وتمنى أن تتحصّن كل السجون في لبنان بدورات إعادة تأهيل تعد المرأة لعيش حياة مختلفة عما كانت عليه حياتها قبل دخولها السجن.

كما شكر الإعلام الذي يبدي اهتمامًا بالقضايا الإنسانية رغم طغيان الهم السياسي في لبنان، داعيًا إلى إعطاء قضية السجون الحيز الكافي من الإهتمام، خصوصا أن الموضوع إنساني بالدرجة الأولى.

وختم أوغاسابيان مؤكدا للسجينات إستمرار متابعة أوضاعهن الإنسانية والحياتية والقانونية لتحقيق ما هو الأفضل لهن وللمجتمع اللبناني، قائلا: إذا كانت المرأة بخير، فإن الوطن كله بألف خير، ومن واجبنا ومن واجب المجتمع دعم المرأة وتوفير ظروف حمايتها من الإستغلال والجريمة.