المهرجانات اللبنانية: أزمة تهدد وجودها… وأسعار بطاقاتها؟

سنا السبلاني

فجّرت رئيسة “مهرجانات بيت الدين الدولية” السيدة نورا جنبلاط مفاجأة عندما أعلنت أن المهرجانات اللبنانية مهدّدة بالتوقّف وأن دورة هذا الصيف قد تكون الأخيرة. فالمهرجانات، التي تعتمد في الأساس على دعم المصارف لها للصرف على الضيوف والتنظيم، باتت تعاني من ضائقة “خانقة” بسبب الضريبة المرتفعة (30 في المئة).
تواصلنا مع القيّمين على كلّ من “مهرجانات بعلبك الدولية”، “مهرجانات بيت الدين الدولية”، و”مهرجانات جبيل الدولية”، لمعرفة اذا ما كان لهذه الضائقة تأثير على أسعار البطاقات لمهرجانات صيف 2017، فكان الجواب بالإجماع أن “لا زيادة في الأسعار بسبب الوضع الإقتصادي والوضع العام في لبنان”.
جنبلاط أكدت في اتّصال مع “الجديد” أنه لا يمكن تحميل الناس مسؤولية زيادة الضرائب. فيما قالت رئيسة “مهرجانات بيبلوس الدولية” لطيفة اللقيس إنه يتم الأخذ في الإعتبار دائماً أن الجمهور الذي يحضر الى المهرجانات هو جمهور شبابي و”يجب أن نشجّع الشباب اللبنانيين والمغتربين والسيّاح على الحضور لذلك نحن نضع الأسعار بشكل مدروس”. وبالنسبة لـ”مهرجانات بعلبك”، فـ”الوضع الإقتصادي لا يحتمل أية زيادات في أسعار البطاقات لذلك علينا نحن أن نتحمّل نحن الخسارة والأعباء”.
مديرة “مهرجانات بيت الدين الدولية” هلا شاهين أوضحت أن الأسعار ما تزال كما هي ولم تتغير منذ أربعة أو خمسة أعوام، لافتة الى أن هناك 4 أو 5 أسعار للبطاقات، بعضها أغلى من غيره لتغطية وتعويض فارق الضرائب “وهذا أمر طبيعي وموجود في كل المهرجانات”.
أمّا عن نسبة إقبال الناس على شراء بطاقات المهرجانات، فقالت شاهين: “قدمنا عرضاً تشجيعياً لمن يشتري البطاقات باكراً: حسم 10% Early bird على شراء البطاقات لغاية 15 أيار، والناس بدؤوا يقبلون على الشراء، لكن الإقبال بطيء، لكن من المبكر القول الآن إذ أننا لم نطلق حملتنا الإعلانية بعد”. في المقابل، أطلقت “مهرجانات بعلبك” برنامجها لهذا العام وبدأ الناس يتوافدون على شراء البطاقات لكن من المبكر أيضاً الحكم بمدى كبر الإقبال.
وعن الزيادات الضريبية، لفتت جنبلاط الى أن الضرائب ارتفعت 10 في المئة: 7.5 في المئة على العقود الموقّعة مع الأجانب أصبحت 17.5 في المئة، و2 في المئة على كل بطاقة +VAT أصبحت 12في المئة. وقالت “الضرائب تشكّل تقريباً 35في المئة من سعر البطاقة، يبقى علينا تحمّل تكاليف التعاقد مع الفنانين ودفع الإقامات ومصاريف السفر”. كذلك قالت جنبلاط “من المفترض أن نحصل على تعويضات بنسبة 33 في المئة من الميزانية إلاّ أننا لسنا نحصل إلاّ على 16-17 في المئة فقط وتأتي متأخرة. ونحن نضطر الى دفع الضرائب في سنتها ولذلك نلجأ الى سحب قروض من المصارف”.
وفي هذا الخصوص، أشارت جنبلاط الى أنها عندما عقدت مؤتمرها الصحافي الأخير الذي أطلقت خلاله الصرخة، تلقّت وعوداً من وزارتي السياحة والثقافة بأنه سيتم درس الموضوع، كما التقت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووضعت المشكلة أمامه وأخبرته أن المهرجانات لا تستطيع أن تتحمّل عبء الضرائب، فوعدها الرئيس بأن ينظر في الأمر، لكن “حتى الآن لم نلقَ أي ردّ من أيٍّ من المسؤولين”.
إزاء ذلك، أملت اللقيس من المسؤولين اللبنانيين “أن ينظروا في وضعنا ووضع المهرجانات في لبنان وأن يساعدونا، لأن هذه المهرجانات هي صورة لبنان وقوّته في السياحة والإقتصاد”، وأضافت “اللقيس: لم يكن هناك ميزانية من قبل وأعتقد ان هذا هو سبب تأخير دفع التعويضات من الحكومة لكن الآن أصبح هناك ميزانية لذا آمل أن يؤخذ هذا الأمر في الإعتبار”.
نقلاً عن موقع قناة “الجديد”