هل هو “الستين” مجدداً؟/ بقلم نبيل العقيلي

 

بعد أن أدلى الجميع بدلوهم، وغنى كل مطرب على ليلاه، ودخلنا لا بل أدخلنا إلى تلك “العصفورية” حتى وصلنا إلى النفق الذي كاد أن يودي بنا إلى الفراغ ودفع بخيار التمديد إلى الواجهة كبديل وحيد عنه، لم يكن من مفر لعودة صوت العقل ليطغى على أصوات الجنون، وهذا ما بدأت بوادره تظهر جلية مع بدء فرصة الشهر التي أعطاها رئيس الجمهورية للفرقاء بقراره تأجيل إنعقاد مجلس النواب – وبالتالي تأجيله التمديد لمدة شهر واحد.

الكل يأمل أن تتم الإستفادة من هذه الفرصة التي اتيحت وعدم تضييعها كما ضاعت السنوات الثماني المنصرمة وأن يتم التوصل إلى قانون إنتخابي جديد يؤمن قدراً كبيراً من العداله في التمثيل مع مراعاة واقع البلاد وخصوصياتها ويشكل بداية فعلية للاصلاح لا سيما إلغاء الطائفية السياسية، لا تراجعا إلى الخلف من خلال طرح الأرثوذكسي سافراً أو مقنعا.

اتيحت الفرصة من جديد ولو لأيام معدودة فهل سيتم استغلالها؟

نأمل ذلك، ولكن ماذا لو لم يتم التوصل إلى إقرار قانون جديد فهل نستأنف مسلسل الجنون وبالتالي ندخل في الفراغ؟ أم نعود إلى التمديد – وهنا لا نقصد التمديد التقني الذي أصبح لا مفر منه في أي حال من الاحوال – أو أن ذاكرتنا ستنتعش ونتذكر أن ثمة دستورا للبلاد وثمة قانونا للانتخاب نافذا وعلينا العمل بموجبه إلى أن يتم إقرار قانونا بديلا عنه؟

الأيام القليلة القادمة ستقودنا إلى واحد من هذه الخيارات:

1 – الفراغ وهو أكثر الخيارات تدميرا للبلاد و مؤسساتها.

2 – قانون جديد يتفق عليه الجميع ويشكل خطوه إلى الأمام باتجاه الوصول إلى نظام أكثر ملاءمة للبلاد.

3- التمديد و هو أبغض الحلال لأنه رغم كل سيئاته يؤمن الحفاظ ولو بالحد الأدنى من المؤسسات.

4 – العوده إلى القانون الساري المفعول الذي تم تعليقه على الجلجلة. ومشى كثيرون في جنازته، فهل نراه حياً من جديد ونقول:

“الستين قام؟ حقا قام!”