7 نيسان 1977

وهبي أبو فاعور

 

كان 16 آذار جرحاً ثخيناً في القلب والمسيرة كاد أن يودع الشك في نفوس الوطنيين الذين ما اْنفكوا يقرأون المستقبل بعيونه ويؤمنون بالحرية والعدالة ويقبضون على جمر العروبة والتطور

وكان العدو الإسرائيلي قد وضع يده على جزء من الجنوب بصنيعته سعد حداد وأعوانه من الفريق الآخر في هذا الجو المتلبّد بغيوم الإنكسار وفي أوائل نيسان أُبلغنا أن ولاة الأمر سمحوا لنا باْسترجاع الخيام وكنّا قبل اْستشهاد المعلّم نعد العدّة لاْسترجاع مرجعيون، لأن الخيام تعني لكل الوطنيين قلعة محصنة بالإرادات والفولاذ ولكنّها راحت ضحية الإتكالية والتقاعس عن النجدة ولن نقول أكثر.

وعندها أخذ المجلس السياسي للحركة الوطنية في حاصبيا يعد العدّة بعد أن عرف مضمون الرسالة التي أعطت إذن السماح دون المساهمة الفاعلة في المعركة، أذكر حينها المئات من شبّان الخيام ومرجعيون يتوافدون إلى مراكز الحركة الوطنية والبشرى على وجوههم والجدية هي منطقهم.

وأذكر رفاقي في الحركة الوطنية من سعيد الضاوي وهاني عساف وزياد صعب وتوفيق مهنا وفارس زويهد ومجلي الشماس إلى حناّ سعد ووليد طه وفارس فايق وسليم الخماسي وعلي هلال حديفة وغسان حديفة والعشرات من جنود الجيش الشعبي- كتيبة صوفر.

الكل يعمل كمثل خلية النحل يفتش عن السلاح بعد أن مُنع عنّا وغاب التجار عن السمع وكان الهمّ أقل عند الرفيق علي حديفة لعلاقته المتينة بالجبهة العربية ومجلي الشماس لما يربطه من مواثيق مع الجبهة الشعبية.

لم يكن أمامنا خيار آخر إلا أن نستفيد من هذه الفرصة وهنا لا بدّ لي من أن أذكر رجالاً شجعان لم يذكرهم التاريخ إلاّ بدموع أمهات المتوفين والشهداء ولكنهم هؤلاء هم الذين قال عنهم الشهيد كمال جنبلاط “إنّ الفقراء الذين ليس على صدورهم قميص سيحررون هذا العالم” هؤلاء كانوا أربعة من رفاقنا من حاصبيا تكبدوا عنّاء المسير من نيحا الشوف إلى قليا في البقاع الغربي.

يتنكبون الذخائر على ظهورهم سيراً بعد أن تم ّ تأمينها من المختارة إلى مقام النبي أيوب “قدّس الله ذكره” هؤلاء هم: صائد الليل نايف رافع- محمد علي وزير- نهاد خير هزيمة وأمين سعيد خير” هؤلاء الشجعان لهم منّا الرحمة لأولهم والتحيات للباقين.

ولكي تكتمل صورة المهمة وللبعد عن الرمزية كانت مهمة مجموعاتنا بقيادة القائد الميداني فارس فايق هي الأخطر إذ أوكل إليها قطع الإمداد عن العدو داخل الخيام عند باب الثنية بعد أن مشت حوالي 8 كلم من إبل السقي إلى الحمامص- طريق المطلة الفلسطينية.

فلا بدّ من توجيه التحية إلى كل الذين خاضوا هاتيك المعركة وخاصة رفاقي المناضلين من جيش التحرير الشعبي: كامل سويد- أحمد الضاوي- المرحومان حسن أبو عباس وفيصل منذر ومحمد دربيه ومجيد منذر، معتذراً من الذين نسيتهم من أولئك الأبطال، وصبيحة 7 نيسان كنّا كلنا في الخيام على الرحب والسعة ورايات النضال ترفرف فوق رؤوسنا وبقينا فيها حتى آذار 1978، يوم الغزو الإسرائيلي.

تحية إلى روح الشهيد كمال جنبلاط وتحية لكل من شارك في الإعداد والقتال ورحمة الله على الشهداء والمتوفين.

وتحية من القلب إلى القيادة الشعبية في الحزب التقدّمي الإشتراكي التي ساهمت في الإعداد والتنفيذ بشخص الرفيق المرحوم أنور الفطايري والملازم أول (اليوتنان) رجا حرب.

 

*نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني