عن الآلاعيب المخابراتية الغبية!

د. صلاح ابو الحسن 

راعهم مشهد 19 آذار.. ذاك المشهد الذي يشهد على الوفاء والإخلاص.. فلجأوا الى تحجيم أعداد المشاركين عبر صحافتهم الصفراء والسوداء؟؟.. اعمى المشهد بصيرتهم وبصائرهم؟؟.. خاب ظنهم عندما شاهدوا الزحف البشري الى “المختارة”.. في ذاك اليوم الوطني والعربي والعالمي الجامع.. الجامع لكل المكونات السياسية والاجتماعية والروحية؟؟.. صُعقوا من المشهد؟؟.. نعم.. هالهم الحضور السياسي الجامع؟؟.. نعم.. أذهلهم التنوع السياسي والبشري؟؟.. نعم.. خيّب آمالهم، زحف المائة الف وطني للمشاركة في مناسبة وطنية يقيمها حزب لبناني واحد؟؟.. نعم..

فاجأتهم الآلاف التي “حجّت” الى “المختارة” وهؤلاء، ليسوا أكثر من “عيّنة” من جماهيرها من الجبل ومن حاصبيا والجنوب وراشيا والبقاع الغربي ومن صيدا والشمال وعكار وصولا الى بيروت؟؟.. نعم.. أرعبهم هذا التنوع السياسي والروحي والطائفي وهم يشهدون على إلباس “عباءة” الزعامة لتيمور جنبلاط؟؟.. نعم.. خيّب آمالهم مشاركة هذا الحشد الديبلوماسي العربي والأجنبي؟؟.. نعم.. دُهشوا لرؤية قادة الأحزاب وكذلك المسؤلين السياسيين يسيرون مشيا على الأقدام لمسافات طويلة.. للوصول الى باحة القصر ليضعوا زهرة عل ضريح الشهيد كمال جنبلاط.. شهيد الوحدة الوطنية وشهيد الثورة الفلسطينية والعروبة وشهيد الحريات السياسية والفكرية.. نعم؟؟..

لكن، هذه مشكلتهم.. عندما يجهلون او يتجاهلون موقع “المختارة” وماذا تعني، ومن تكون؟؟ ولكل هذا، فاضت قريحة أقلامهم وصحفهم ووسائل إعلامهم الصفراء.. حقدا وبغضا وخبثا ولؤما وضغينة وكرها عتيقا ودفينا.. وفبركوا روايات من نسج مخيلاتهم وعصارة احقادهم..

روائح الافكار النتنة والفاسدة والأقلام المشبوهة أعادتنا الى زمن المكتب الثاني والجهاز المشترك والى عهد الوصاية السورية.. وهؤلاء لا زالوا يشتاقون الى تلك المرحلة..

وهل ننسى يوم هددت مخابراتهم الشهيد رفيق الحريري بحرق البلد وتكسيره فوق رأسه؟؟.. فلم يستطع تنفيذ وعيده، فحرق وهجّر شعبه وكسّر سوريا..

وهل ننسى تهديدهم لوليد جنبلاط بتجنيد مائة الف من “دروزهم” لتأديبه وحرق دار المختارة؟؟.. حقا، انهم يجهلون بني معروف المشهود لهم بالوفاء والنبل والشرف والأخلاق والصدق والإخلاص لدار “المختارة”.. وما كانوا في يوم من الأيام وعبر تاريخهم الراسخ في الجذور.. طائفة للايجار.. فخرج هذا النظام الذي قتل كمال جنبلاط، ذليلا مهزوما ومهانا وخائبا!!..

وآخر ابتكارات الغرف المخابراتية السوداء اختراع “ثلاثي” تتلمذ على وجه السرعة نظرا للضرورات “الوطنية” و”القومية” على ايدى اجهزة مخابراتية داخلية وعابرة للحدود..

الأول، حاقد وجاحد وغبي، “رفس” النعمة التي عاش في ظلها لعقود، بعد أن خان “ولي نعمته” والذي عاش في “دار” أغدقت عليه كل النعم والألقاب والجاه والشهرة.. وكما يُقال: “لحم كتفيه من الدار”.. ولكن يبدو ان “شهوة” الشهرة تؤدي الى “شهوة” والخيانة وبالتالي الحقد..

وهنا، يحضرُنا قول أبو ذر الغفاري لمعاوية حين رآه يبني قصراً: “إذا كان هذا من مالك فهو الإسراف وإن كان من مال الأمة فهي الخيانة”.. ولكن ابشع من خيانة الصديق، اعتبار الخيانة امرا طبيعيا.. واكثر الخونة يدّعون العفة.. وما أصعب خيانة ذوي القربى.. وحتى لا نسيء للكلاب.. فإن إخلاصهم ووفاءهم يفوق اخلاص بعض الأصدقاء.. وقال ابو العلاء المعرّي:

“ما ركبَ الخائنُ في فعلِه… أقبحَ مما ركبَ السارقُ”.

الثاني، اختراع المخابرات الغبية التي فبركت “أبو عدس”.. بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فبركت ابو عدس جديد باسم “حركي” يُدعى سليم فخرالدين.. الموجود فقط في مخيلة مفبركيه.. منذ الحلقة الأولى، عرفنا ان المقال الاول الموقع باسم مستعار لن يكون الأخير.. وان الحلقات ستتوالى.. منذ الحلقة الاولى عرفنا انها صناعة وصياغة مخابراتية يامتياز.. خاصة ان أبطال “المسلسل” معروفين والإختباء وراء اسماء مستعارة خير دليل على جبن ووضاعة المتلطين والمقنعين.. ولكن المكشوفين..

الثالث، وهو البطل الرئيسي في مسلسل “الأغبياء الثلاثة”.. وهو المُخبر المدرّب على ايدي مخابرات “شقيقة” المعروفة بغبائها.. واما ان يكون التلميذ غبيا وذهنه غليظ.. ولو كان خرّيح مدارس عنجر والبوريفاج والرملة البيضاء. وقد يصح فيهم القول: ان الطيور على أشكالها تقع..

استفاد مما تعلمه من دروس خصوصية مخابراتية.. واستفاد من معلومات صديق له قديم – جديد وبدأ بـ”ترويضه” منذ سنتين وربما اكثر.. الصديق يلقنه المعلومات، وهو يقوم بإعادة صياغتها على طريقته “المخابراتية”.. ولكن كل المعلومات جاءت غير صحيحة لأنها مستقاة من مصدر غير موثوق.. فـ”الصديق” لم يتسلم يوما اي مهمة سياسية او حزبية او امنية وكان كل همه جمع الثروات والتصويب مستقبلا على “البلوكات” جنوبا.. ولا هو ولا “الجاسوس” شاركوا في القتال ايام الحرب أو زاروا جبهة او موقعا عسكريا وكل معلوماتهم ليست أكثر من “ذبذابات” التقطوها من هنا وهناك وصاغوها كمعلومات.. ولهذا جاءت مبعثرة ومجموعة من دون اية مصداقية فيها..

والواضح، ان العميل المحلي، وطبعا لن نسميه “الوطني”.. أخطر من العميل او الجاسوس الخارجي او الإقليمي.. لأن المحلي هو من يُعبّد الطريق للخارجي..

ويقول الشاعر العراقي معروف الرصافي:

“فهنا عميلٌ ضالع ٌ متآمرٌ… وهناك وغد ٌحاقدٌ مُتحاملُ

تـُجـّارنا اوطانـُهُمْ صفقاتـُهُمْ…  هم في الخيانة والرياء اوائل”.

ونقول للوجوه التي اسودت في يوم “المختارة” التاريخي.. ان اسماءكم ستكون حتما كخونة على “القائمة السوداء”.. فالخيانة والغدر وجهان لعملة واحدة.. وهما يليقان بكم وبامثالكم..

واعلموا، ان الجبال تبقى جبالا.. والأقزام تبقى أقزاما.. ولو توهمت انها شواهينا.. والأوزان السياسية الكبيرة تُقاس أمجادها بتاريخها.. وهذه الاوزان الوطنية والعربية منبعها وموطنها “المختارة”.. اما خريجي المخابرات.. فيولدون ويعيشون ويموتون اقزاما..

وواهم من يعتقد انه قادر على حصار المختارة والبحر البشري الذي أمّها في الذكرى الأربعين لاستشهاد “المعلم” الكبير كمال جنبلاط.. فـ”القش” و”الهباء” لا تحاصر لا المختارة ولا بحرها البشري.. وسنبقى نراهن على غبائكم وغباء اسيادكم..

لن نستمر في الرد على على جوقة “الأغبياء الثلاثة” فهم لا يستحقون اهتمامنا.. وما كنا لنكتب ما كتبناه.. لو أنهم تجرأوا على الإفصاح عن اسمائهم.. ولكن لا حول ولا قوة مع الحاقد والجبان.. ولن نتصارع معهم.. واذا تمادوا فالمرجعية هي القضاء وسنزوده بالأسماء الحقيقية لا “الحركية”..

واخيرا نتذكر قول جورج برنارد شو: “تعلمت منذ زمن ألا أتصارع مع خنزير أبداً. لأنني سأتسخ أولاً ولأن الخنزير سيسعد بذلك.

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن 

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!