احذروا سليل الكبار / بقلم كمال نعيم

نحن أبناء المعلم الشهيد، نحن رفاق الوليد،  وسنكمل العهد على الأكيد مع تيمور الجبار العنيد.

هذا ما سمعناه ورددناه، في يوم الوفاء، يوم الكرامة، يوم تجديد العهد، يوم انتظرناه ورفاقنا بالحزب والمناصرين، انتظرنا الأيام والساعات والدقائق لكي تمُر، وانتظرهُ أيضاً أخصامُنا في السياسة ومنْ يضمرون لتلك الدار ولنا الكره والحقد، كانوا ينظرون ويحللون ماذا سيحشد وليد جنبلاط؟ ما هو حجمه، هل ما زالت كلمته مسموعة؟ وكان الجواب اكثر من  قدرتهم على التحليل والتخيل، كان يوم الأحد ١٩ آذار ٢٠١٧. احتشدت الجماهير من كُل حدبٍ وصوب هبوا الى دار الوفاء، من الشمال والجنوب والبقاع وبيروت والجبل متكاتفين متراصين واضعين بين أعينهم  الشمس والفولاذ في العصب، كلمتهم واحدة. مبدأهم الحق والكرامة والوفاء.

اوتسألون لماذا حجّت الاوفياء الى دار الكرامة، الدار الذي لم يغلق بابه يوماً بوجه كل قاصديه، من فقرٍاءٍ ومحتاجين، مظلومين ومضطهدين، طلابٍ وادباءٍ، فلاحين وكادحين، مثقفين ومعلمين، رؤساء ومرؤسين، رجال دين ورجال دولة….، فكانت معيناً للقاصد وسيفاً للغاصب.

أوتسألونَ لماذا حجّت الأوفياء الى دار الأنبياء، وأنتم استفزيتم الرجال منذ أسابيع وشهور ووظفتم الصغار بحفنة من الدراهم منذ سنين، وحقنتم النفوس  لتصنعوا قوانين انتخابية على قياسكم الصغير ورأيتم بملئ العين أننا أكبر بكثير من أن  نُحَجّمْ.

يا من دخلتُم السياسة من بابِها الضيّق فلقد أخذتُم الجواب الشافي يوم الأحد من الرجال الأوفياء أنَّ قائدنا الوليد هو من يصنع التاريخ، وخسِئت الأبواق والأنظمة الفاسدة من أن تُحجِمنا.

وإذا أحدٌ منكم ظنّ مرةً أن شعبية وليد جنبلاط قلّت فأعيدوا حسابتكم جيداً واسألوا من كان بِنا خبيراً واسمعوا واقرأوا ماذا قال الكبار عن ذاك النهار الجبَّار. عُدنا وأعدنا  للبنان رونقهُ، لأنننا بإختصار، نحن القيمة المُضافة للوطن التي لها رونقُها الخاص  بتنوّعها ومبدأها، نحن التقدُميون الاشتراكيون، العلمانيون، المنفتحون على الجميع، لسنا متقوقعين منعزلين منغلقين على نفسنا ضمن بيئةٍ واحدة.لا يا سادة فنحن أخذنا من العلم نوراً يطفِئُ الجهل وريشةً  تكتِبُ العِلم  ومعولاً رمزاً للعمال والفلاحين.
أمّا أنتُم فشعاراتكم طائفيةً ضيّقة ضمن بيئتكم.

قالت الرجال والحشود كلمتها يوم الأحد وأطلق قائدنا كلمتهُ ومشى، وكان أرقى كلام  من أرقى الرجال، ونشيد موطني خير دليل، ثم ألبس الكوفية  لنجلِه تيمور، وألبسهُ معها القضية العربية الام، القضية الفلسطينية.

ففلسطين هي قبلتنا، وهي الوحيدة التي تستحِقُ سكبَ الدماء من أجلها ومن أجل ِ أبنائها. فلسطين التي غدَرت بها الأنظمة الفاسدة لكي تتَربّع على العرش لسنين طويلة وباعتها بأبخس الأثمان، نحن اشترينا القضية ليس بأموالنا لا بل بدمائنا و بدماء شهدائنا وفِي مقدمتها دماء معلمنا الكمال.


ومهما دفعتُم لأصحاب الأقلام المأجورة لكي تشوهوا المشهد التاريخي فلن تستطيعوا، ونحن على يقين ان قلوبكم السوداء اتجاهُنا ستبقى سوداء، لأنكُم مهما حاولتم أن تتشبهوا بنا فلن تحصلواعلى ما حصلنا عليه، لأن وليدُنا عندما يتكلم يُسكِتُ الكثيرين.

لقد أعطى رئيسُنا مشهداً عن سيرتهُ الذاتية في السياسة منذ أربعين عاماً وقال أنها كانت مشرِّفة، والى جانبهِ  وقفوا الرجال من ثوار ١٩٥٨ الى أبطال جيش التحريرالشعبي مباركين من العمائم البيضاء وقال لنجلهِ تيمور، سِر رافع الرأسِ حامِلاً تاريخ جدِّك، ذاك التاريخ الذي يُشرِّف الأقربين منهم والأبعدين. والرجال عندما تبايع القادة لأنهم اثبتوا نجاحهم بالمسيرة على مَر السنين وما خذلونا يوماً، ولم نر منهم إلاّ الإنتصارات.

ها هُم آل جنبلاط، مستمرون راسخون منذ مئات السنين، والمسيرة مستمرة مع تيمور ابن القائد الفذ المغوار، مستمرة مع القائد الجديد، الحكيم، العليم، المثقف، الكريم، المتواضع، يملك نظرة خاصة تميزه عن اسلافه، ورؤية واضحة لإعادة استنهاض الدولة.

نحن يا سادة قادتُنا تشرِّفُنا وتاريخ حزبنا يشرِّف الجميع ونعتَّزُ به، فمن هو معنا فأهلاً وسهلاً به، ومن ليس معنا فليتركننا وشأننا لأننا سنصل حيثُ لن تطأ قدماه…

يوم الأحد الجميع  سمِعَ والجميع اقتنع أنَّ الحزب التقدمي الاشتراكي هو الرقم الصعب في لبنان ولا  يستطيع أحداً أن يحجمه فهو منذ البدأ في الطليعة وسيبقى. لذا لمن يهمه الأمر إمّا أن ننطلق سوياً لبناء الوطن أو تتحملون وحدكم النتائج.

واحذروا الإستفراد بالقرار.
لا يمكنكم الغائنا.
#موجودون_وسنبقى.

(الأنباء)