كلاسيكو الأرض، على أرض الأرز وبقلب بيروت!/ بقلم ربى الزهيري

بينما كانت الطائفية تنغل كالسّوس بين الناس وتخلفهم، جمعهم حب واحد، هو كرة القدم. كم هي عظيمة تلك المستديرة. انقسم العالم لمحبّين لها، ومن يجهل جمالها، لأنّ كلّ من تعرّف عليها مات عشقاً بها وانتمائاً لنادٍ معيّن. لكن لا يهم ما انتمائك، ولا يهم إن كنت تحب كرة القدم أو لا تفهمها، فلا يمكنك تفويت مباراةً تحدث كلّ موسمٍ مرّتيْن على الأقل، يترك كلّ العالم أشغاله ويتسمّر أمام الشّاشة ليتابعها. هي المباراة الحاصلة على أعلى نسبة مشاهدة، حتّى أكثر من نهائي كأس العالم، إنّها كلاسيكو الأرض.

هي مباراة غنيّة عن التعريف. كباراً وصغار، نساءً ورجال، لا يمكن أن يفوّتها أحد. فيستغلها عشّاق كرة القدم ورابطات التشجيع لجمع أكبر عدد حضور للإستمتاع بمتعة كرة القدم والتشارك في الصراخ والتشجيع والجنون.

كيف لي أن أكتب عن الجنون دون أن أذكر جنون الرابطة التي أنتمي إليها، رابطة مشجّعين برشلونة في بيروت الرّسميّة. فمن لا يعرف هذه الرابطة التي تخطّت حدود الرّوعة فأصبحت فوق الجميع بفضل كل من يعمل لإنجاحها وبفضل كل أعضائها. نحن ككلّ رابطات الفرق الأوروبيّة نسمع الكثير من “شو جاييكن؟ شو إذا شجّعتوا لح يسمعوكن؟”.
كنّا نجيب أنّنا لا نطلب شيئاً بالمقابل سوى المتعة، لكنّنا الآن نحمل الجواب.
شو جايينا؟
جايينا كلاسيكو الأرض.
الكلاسيكو صار عنّا.
لم يذهب صراخنا هدراً، ولا تلك الأيّام التي عدنا فيها إلى المنزل لا نقوى الكلام أو المشي، ولا أيّام ما بكينا واختبأنا كي لا نسمع رفاقنا “عم يزركولنا”، فبكائنا وصل لكتلونيا واسبانيا، لبرشلونة والعاصمة مدريد، وهزّ جدران الكامب نو والسّنتياغو، فها هم الأساطير اللّذين كبرنا على متعتهم آتون لتحقيق أحلامٍ لم نكن حتّى نحلم بها.

“طب كيف جرى هيك؟ ليش؟”
كلّ تلك الأسئلة التي تدور ببالكم تدور في بالي. جلّ ما أعرفه أنّ هناك أناسٌ أبطال تمكّنوا من تحقيق هذا المستحيل.
كلاسيكو الأرض من أساطير برشلونة وريال مدريد حلمٌ سيجري تحقيقه في مدينة كميل شمعون الرياضيّة وكلّ هذا بفضل رجل الأعمال السّيّد سمير شمخة وكلّ من السّيّد علي كزما، السّيّد علي قبلان، السّيّد مصطفى أحمد، ومن تنظيم شركة (LMS Sports) بشخص مديرها العام السّيّد طارق الحاج.
موعدنا في ٢٨ نيسان ٢٠١٧ أيّ بعد ٥ أيّام فقط من الكلاسيكو في الدوري الأسباني الذي بالطّبع ستنظّم له تجمّع كِلا الرّابطتيْن الرّسميّتيْن في لبنان.

وللعلم فقط، لبنان هو المضيف الأوّل لحدث من هذا النّوع (كلاسيكو أساطير) فلا أعتقد أنّه من الطبيعيّ لأحد أن يفوّت هذه المبارة. هكذا حدث يجري مرّة في العمر، قد لا يحدث ثانيةً، لكن بعد تحقُّق معجزة إقامة هذا الحدث في بيروت، فلم أعد أؤمن بالمستحيل!