“جمعية الصداقة اللبنانية الروسية” تكرم خميس وشخصيات

كرمت جمعية الصداقة اللبنانية – الروسية النواب: عاطف مجدلاني، أمين وهبي وأمل أبو زيد، الوزير السابق طلال الساحلي، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، وعضو مجلس إدارة كهرباء لبنان السابق الدكتور منير يحيى، وهم من خريجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي وروسيا، في إحتفال اقامته، في المركز الثقافي الروسي في بيروت، برعاية سفير روسيا الاتحادية الكسندر زاسيبكين.

حضر التكريم حشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والاجتماعية وعدد من أعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية والمسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي.

شومان

بعد النشيدين اللبناني والروسي، قدم للحفل مدير العلاقات العامة في المركز الثقافي الروسي الدكتور طارق شومان، وقال: “نفخر بهم، ونفاخر ونعلن سعادتنا بهم وبما حققوه وبما وصلوا اليه من نيلهم الدرجات العلمية العالية والمراكز الوظيفية المرموقة، فهنيئا لهم وهنيئا لنا. اليوم، نحتفل بقدوات متميزة من أناسنا ورفاقنا وأصدقائنا، الذين بلغوا مكانة تجعل منهم انموذجا يحتذى ويرغب فيه كل شخص لنفسه”.

وأشار إلى أن “الإنسان لا يستقطب الانظار اليه، إلا إذا كان مؤثرا في محيطه ومجتمعه، فكم من ناجح لا يؤبه به ولا يدري عنه أحد، فنجاحه لنفسه فقط، ويعيش في برج عاجي مغلق قد عزل نفسه عن الآخرين. إنك كما تعطي تعطى، وكما تتفاعل مع مجتمعك ومن حولك يتفاعلون معك، فإن كنا نكرم هؤلاء الأصدقاء، فإنما لمواقفهم وتفاعلاتهم الايجابية الكبيرة مع مجتمعهم. ولذلك، نقول لهم شكرا لكم من كل قلوبنا على تضحياتكم وجهودكم وما تقدمونه إلى مجتمعكم من خير عميم وفعل صادق أمين”.

زاسيبكين

وألقى زاسيبكين كلمة قال فيها: “نكرمهم اليوم بسبب نجاحاتهم في كل المجالات، فهم من خريجي المؤسسات التعليمية في بلادنا. وخلال كل هذه السنوات، كانوا رمزا للعلاقات الودية بين بلدينا. وفي كل مرحلة من هذه المراحل، كان من المهم أن نكون على تواصل، لا سيما في ظل الظروف التي نعيشها اليوم، وفي هذه المرحلة التي تشهد تحديات كبيرة، وهذه التحديات هي في كل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية”.

أضاف: “ما يوحدنا هو تلك القواسم المشتركة بيننا، إضافة إلى الصداقة والتقاليد الراسخة بين شعبينا، ونحن نرد على كل التحديات بهذا التلاحم وهذا العمل المشترك، والمناسبة اليوم تساعدنا في هذا المجال، وتعطينا الدوافع الجديدة للمرحلة المقبلة. كما سنواصل جهودنا في سبيل النجاح من أجل الاتحاد الروسي ولبنان في كل هذه الظروف الصعبة دوليا واقليميا. كما نعتمد على هذه الصداقة التي تربطنا، واليوم أتمنى للجميع وكل الأصدقاء، وخصوصا الدولتين، السلامة والسلام والمزيد من النجاحات”.

الصراف

والقى الصراف كلمة قال فيها: “إن مبادرتنا اليوم لتكريم نخبة من اللبنانيين من خريجي جامعات و معاهد روسيا الاتحادية هي التفاتة واجبة على جمعيتنا وإن جاءت متأخرة اتجاه ألاف الخريجين الذين اغتنوا بالعلوم والثقافتين السوفياتية والروسية ويسهمون بعطاءاتهم في إغناء مجتمعنا ودولتنا ومؤسساتنا بما حصلوه من علم وثقافة ومعرفة. وهي أيضا فرصة لإعادة سبر غور العلاقة التاريخية الحميمة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والروسي، وكذلك للاضاءة على حاضر هذه العلاقة واستشراف مستقبلها”.

اضاف: “إن ما يميز علاقة الصداقة بين روسيا و لبنان، الممتدة من العهد القيصري مرورا بالعهد السوفياتي إلى روسيا الاتحادية اليوم، هو أنها قد قامت دائما على أسس حضارية وثقافية بحتة ولم تصب يوما بشائبة الاستعمار والالتحاق أو الإلحاق. لقد تعاملت روسيا الدولة العظمى على الدوام، مع لبنان المتصرفية، و لبنان الدولة الناشئة الصغيرة، على أنه موئل للتعدد الحضاري والثقافي. ومدت روسيا يد المساعدة للبنان منذ أواخر القرن التاسع عشر وساهمت في تطوير بناه الثقافية والعلمية والمعرفية، فأنشأت في لبنان عشرات المدارس في مختلف المناطق اللبنانية في عهد السلطنة العثمانية، وتخرج من معاهدها وجامعاتها آلاف اللبنانيين”

وتابع: “الجميع يعلم أن الاتحادالسوفياتي كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان عام 1943، والاتحاد السوفياتي وقف بقوة إلى جانب لبنان في مطالبته بإجلاء الجيوش الأجنبية عن أراضيه، واضطر في سبيل ذلك إلى استخدام حق النقض الفيتو لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة دفاعا عن استقلال لبنان واستقلال سوريا. وكان على الدوام نصير لبنان والعرب في صراعهم ضد العدو الإسرائيلي. ومن خلفية هذا الموقف التاريخي يحدونا الأمل بأن تتمكن روسيا بقيادة الرئيس بوتين وهي تلعب دور ضابط التوازنات الإقليمية من النجاح في إنجاز تسوية سياسية للأزمة السورية بأسرع وقت ممكن، تسوية توقف عداد القتل والخراب والدمار وتطفئ نار اللهيب الذي بات يهدد كل بلدان الجوار بما فيها بلدنا لبنان، لا بل بات يهدد العالم بأسره”

واردف: “كما نأمل أن يتكثف الجهد الروسي من أجل إنجاز تسوية لقضية الصراع الاساسية المتمثلة بالقضية الفلسطينية، وتمكين الشعب العربي الفلسطيني من استعادة حقه بأرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين وحق تقرير المصير. وكذلك نتطلع إلى دور روسيا التي تقف في الصف الأمامي في مواجهة الإرهاب، النجاح في إعادة التوازن للعلاقات الدولية ووضع حد لسياسة القطب الواحد والتفرد بالقرارات الدولية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية، وصياغة إدارة مشتركة متعددة الأقطاب لقريتنا الكونية تلتزم القواعد والقوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان التي تقرها الأمم المتحدة”.

وتوجه الى المكرمين قائلا: “أقول أن ما يجمع بينكم ليس فقط العلوم واللغة والثقافة الروسية بل تميزكم بصوت الاعتدال في مواقعكم السياسية وكتلكم النيابية المختلفة، في ظل الانقسامات الحادة التي تكاد تطيح ببنية المجتمع والدولة . وما يميزكم أيضا هو ما تظهرونه من ولاء للوطن على حساب أي ولاء آخر عندما عز الولاء للوطن والدولة . ما يميزكم أيضا هو صدق الالتزام عندكم بين القول والعمل وأيضا نظافة الكف في بلد يغرق بالفساد حتى أذنيه. أنتم النموذج الذي يحتذى والذي تفخر به جمعيتنا ويفخر به شعبنا”.

خميس

كما القى خميس كلمة قال فيها: “وانا اقف على منبر المركز الثقافي الروسي يخفق قلبي محبةً وهو يتمايل كرقاص الساعة متنقلاً بين بيروت وموسكو.  وتتنقل ذاكرتي وذكرياتي بين وطنٍ أولٍ ولدت فيه وأحببته ووطنٍ ثانٍ عشت فيه فغرمت به. وعلى ضفاف تلك الذكريات ترتسم صورٌ وأحداث وأشخاص ما كانت حياتي لتكتملَ بدونها. واليوم يأتي هذا اللقاء التكريمي ليحفّزَ هذه الذكريات ويشجيَ عاطفةً في قلوبنا وحنيناً في نفوسنا لن ينطفئ يوماً ولن يخفتَ أو يقل. فشكراً لجمعية الصداقة اللبنانية الروسية ورئيسها الصديق جاك صرّاف، شكراً لسعادة السفير الكسندر زاسيبكين، شكراً للحضور جميعاً أصدقاءً وزملاءً ورفاقاً”.

اضاف: “إن الصداقة بين لبنان وروسيا بالنسبة لنا هي فعل إيمانٍ وركن بناءٍ وتبادل ثقافة. وهل أروع من ثقافة بلدين وشعبين انطلق منهما تولستوي ودستويفسكي وبوشكين وغيرهم كما جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وكمال جنبلاط وسواهم من أهل الأدب والفن والعلم والفلسفة؟”.

وختم قائلاً: “فلنعمل على توطيد هذه العلاقة وهذه الصداقة وهذه الروابط كلٌ من دوره وموقعه وإمكانياته”.

(الأنباء، وطنية)