عبارات إيجابية تؤذي الطفل

يردّد كثير من الأهل جملاً سلبية على مسامع أبنائهم الصغار، ومنها: «لا نملك المال لشراء هذا الحذاء»، أو يعمدون إلى إخافة الطفل من خلال شخصيات وهمية يخترعونها مثل «أبو كيس»، الهدف منها تهديده وحثّه على الانضباط، ولكنها فعلياً تزرع القلق في نفسه. والأسوأ أنّ أمهات أخريات يُخفن أطفالهن مستخدمين والدهم: «انتظروا حتّى يعود أبوكم إلى المنزل». بعكس ذلك يستخدم البعض عبارات التشجيع الإيجابية في تربية الأطفال.
كشفت دراسة أميركية أنّ كثيراً من العبارات التي تبدو إيجابية الأثر تحمل في الغالب آثاراً مدمّرة في نفسية الأطفال وعلاقتهم بوالديهم، ولابد من تجنّب استخدامها، ومنها:
– أحسنت
أثبتت الأبحاث أنّ تكرار عبارات التشجيع من قبيل «أحسنت»، «أجدت العمل»، «هذا أبني الذي أعرفه»… يمكن أن تمنع الطفل من التحفيز الذاتي، بحيث يعتاد الاعتماد على عبارات الثناء لإنجاز أيّ عمل.
-بالتمرين يتحقّق التفوّق
إنّ تمضية المزيد من الوقت مع الأطفال تساعد على شحن إمكاناتهم ومواهبهم، لكن قد تُعرّضهم للضغط، وعبارة «بالتمرين تُحقّق التفوّق» قد تعني للطفل: «إذا وقعت في أخطاء فمعناه أنّك لم تتمرّن كفاية». هذا الأمر قد يُجهد الطفل ويُسبّب له عقداً نفسيّة مفادها أنه أقل مرتبة من أقرانه.
-لا شيء، هذا أمر بسيط!
حين يسقط الطفل ويخدش ركبته فينفجر بكاءً، نؤكّد له أنّ إصابته ليست خطيرة وأنّ الأمر سيمرّ بسلام. والحقيقة أننا يجب أن نحتضنه ونقول له «كانت سقطة مخيفة»، ثم نسأله «هل تريد ضمّاداً للجرح أم قُبلة، أم كلاهما».
-أسرِع!
تأخذ طفلتك وقتاً طويلاً لتناول فطور الصباح، وتتلكأ في ربط شريط حذائها حتّى تكاد تتأخر عن المدرسة، فنقول لها عفوياً: «أسرعي!». الأصح أن نقترح عليها بهدوء: «علينا أن نسرع يا عزيزتي»، وهي عبارة تَفهم منها أنكما بنفس المرتبة، ولا يمثل الوالدان سلطة عليا تقودها.

-أنا أقوم بريجيم!
مراقبتك لوزنك يجب أن تبقى شأناً شخصياً، لا ينبغي تعريف الأطفال به، لأنّ ذلك قد يولّد لديهم شعوراً بالخوف من البدانة ما يدفعهم للامتناع عن تناول الطعام. الأصح أن يُقال لهم: «عليّ أن آكل طعاماً صحياً لأنّ هذا يبعث على الراحة». وإذا أردت التمرين فعبارة: «الجو رائع اليوم، سأذهب لأتمشّى»، قد تشجّع الطفل على مرافقتك.
– غالي الثمن ولا أستطيع شراءه
هذه العبارة نردّدها بشكل آلي ردّاً على إلحاح الأطفال المستمر لشراء اللعب. ولكنها قد تعني للطفل أنّ والديه لا يسيطران على مواردهما المالية، ما قد يخلق قلقاً في نفسه. الأصح أن نقول «لن نشتري ذلك لأننا ندّخر أموالنا لأشياء أهم».
– لا تتحدث مع الغرباء
هذه العبارة قد تدفع الأطفال إلى رفض مساعدة الشرطي أو رجل الإطفاء أو الإسعاف أو مَن يحتاج إلى المساعدة فقط لأنه غريب… كما قد تجعلهم حذرين في المجتمع وحتّى منطوين على أنفسهم. وبالتالي ينبغي السعي إلى إفهام الطفل معنى الحذر في التعامل مع الغرباء.
– انتبه!
أن تنبّه طفلك وهو يسير متوازناً على قضيب في الحديقة مثلاً، سيعرّضه للسقوط حتماً، فكلمات التنبيه نفسها قد تشتّت تركيزه. الأصح أن نسكت ونبقى بقربه لنجنّبه السقوط.
– لن تأكل حلوى إلّا بعد تناول طعامك!
إستخدام هذه العبارة المنتشرة في جميع البيوت، يجعل الطفل لا يتلذّذ بتناوله الوجبة ولا يدرك فائدتها، بل يركز على الحلوى التي ستأتي لاحقاً، فيلتهم الطعام التهاماً ليصل إليها. الأصح القول: «علينا أن نأكل في البداية، ثم نتناول الحلوى».
– دعني أساعدك!
حين يسعى الطفل إلى إقامة برج من المكعبات أو حلّ لغز ما، يبادر الوالدان غالباً إلى عرض المساعدة عليه. الأصح أن لا يفعلا ذلك، لأنّ هذا الأمر قد يعوّده على انتظار المساعدة الدائمة من البالغين ليتجاوز الصعاب وحتّى المهمات العادية. الأصح إطلاق عبارات لها دلالة إيحائية تساعده على التعلّم، من قبيل «هل نضع المكعب الكبير أسفل البرج، أم المكعب الصغير؟».