الجمعية اللبنانية الكندية التقدمية تحيي ذكرى المعلم في تورنتو

تورنتو- (كندا) – “الأنباء”

اقامت الجمعية اللبنانية الكندية التقدمية في “تورنتو” احتفالا بذكرى الـ40 لاستشهاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط بحضور عدد من الحزبيين وممثلين عن المراجع الدينية والأحزاب اللبنانية، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، الجمعية الدرزية في تورنتو والبيت الفلسطيني، منتدى ثورة قلم  وشعراء من امسيات شعرية والحزب الشيوعي العراقي والجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية، مدير تحرير جريدة “مشوار” وبحضور عفت صافي شديد زوجة الشهيد فوزي شديد وابنتها زينة شديد زهرالدين.

استهلت المناسبة بالنشيد الكندي واللبناني ونشيد الحزب التقدمي الاشتراكي، ثم عرضت كلمة رئيس الحزب وليد جنبلاط من المختارة وتولى عريف الاحتفال نائب رئيس الجمعية غازي سليم بالتعريف عن الحضور والترحيب بهم.  ثم  تحدث عن مزايا المعلم الشهيد كمال جنبلاط وافكاره التقدمية والإنسانية، قائلا: “سنبقى على العهد وتكملة المسيرة في سبيل تحقيق حلم كمال جنبلاط مواطن حر وشعب سعيد”.

من ناحيتها،  قالت زينة شديد زهر الدين: “أظنھا طلقات الغدر حین ھوت تكاد لو أبصرت عینیك تعتذر، أربعون عاماً مضت على رحیلك معلمي مرتدیاً عباءة العقل، زاھداً زھد الرھبان، مأخوذاً ببعدٍ صوفي، ممتلئاً برسائلِ إخوانِ الصفا، موحداً نقیاً، متأثراً بأرسطو وأفلاطون وسقراط وإبن خلدون وإبن سینا، حالِماً ماركسیاً بفكرٍ دیالیكتیكيٍ خلاقٍ بعیداً عن إغراءاتِ الشمولیةِ ومادیةِ فیورباخ”.

اضافت: في جدلیةٍ كانت فیكَ بارزةً جعلتك من كبار الجدلیین في التاریخ، بثورةٍ فكریةٍ غلفھا الإیمان وأخلاقیاتٍ تجلتْ في صورةِ الكائنِ الكامل ، متسلحاً بإنجیلِ المحبةِ وعقلِ التوحیدِ وقرآن العدلِ، رَسَمْتَ مساركَ بسحرِ الصمتِ وخشوع التأملِ وأخلاقیاتِ العملِ السیاسيِ وتَمَحْوُرِهِ حول فكرةِ التضحیةِ والحریةِ الفكریةِ والعقائدیةِ المبنیة على الإنفتاحِ على الآخرِ والتكامل بھ ومعھ من اجل صیرورة الحیاة وابداع التكوین.

تابعت: “ومن الفكر الى الواقع، فھذا الوطنُ العربيُ الذي استشھدتَ معلمي حاملاً رایته، دُمِرَ فیھِا كلُ شيء. أصبح شعوباً فرقتھا العنصریةُ والعبثیةُ والجھل. أوطانٌ دُمِرَتْ بثقافتھا وتراثھا وتماثیلھا وكتبھا وقیمھا وإرثھا الأخلاقي، حتى أمست بلا ھوی. شعبٌ مكتوم القید بدون أفقٍ أو مستقبل، نصارع في مجتمعاتنا كلٌ على طریقته لتثبیتِ ما تبقى منَ الوجودِ ولو من خلالِ قانونٍ انتخابيٍ من ھنا او مركزٍ متقدمٍ من ھناك”.

اضافت: “لكن یا معلمي سنحافظُ كما علمتنا على نظرةٍ تفاؤلیة عسى أن تكون من خلالھا مواكبُ الغدِ المأمولِ استنباطاً لأفضلِ ما في الكونِ من تطورٍ حیثُ نقومُ بتلقیح مجتمعنا الصغیرِ بخیرِ ما لدینا من علمٍ وعملٍ وتراثٍ معنويٍ وإنسانيٍ ونظرةٍ واقعیة شاملةٍ لمواجھاتِ الإنسانِ في تحققِ وجودِهِ”.

وقالت: “إن ھذه الذكرى التي أتنفس بھا رحیق الخلود أحمل في قلبي منھا لوعة الفراق ، وأرتشف من كأسھا مر الأیام. ھذه الذكرى أقف بخشوعٍ لھا ولرفاقٍ توسدوا عباءة الشھادة بأرقى معانیھا وأسمى قِیَمِ ھا، لرفاقٍ أبَوْا إلا أن یكونوا بجانِبِ المعلمِ في سكون الأبدیةِ وسحر الخلودِ وبزوغ نور التوحید. في ھذه الذكرى بالذات أقول لھم:هنیئاً لكما یا والدي فوزي وعمي حافظ غفوتكما العمیقة بجانب سید الشھداء وھنیئاً لنا بھذه الشھادة”.

وختمت قائلة:  من أجلِ واجبِ المواجھةِ وحفاظاً على إرثكَ في وطنٍ تحفُ بنا أخطارهُ وتقلقنا ھواجسه، ویشوبنا سوء طالعِه في التسلحِ والخروجِ عن خَیارِ الدولةِ القویةِ القادرةِ على كسرِ إرادةِ التسلطِ والھیمنةِ على الآخرِ، اقولُ لكَ معلمي اننا سنبقى على العھدِ، مُتَسَلحینَ بفكرك بتعالیمك بمبادئك بقیادة الولید وحفیدك تیمور نزرع الخیر بذوراً تُنْبِتُ براعمَ التطورِ والتقدمِ والثورةِ على الذات.

اضافت: “شھادتكَ نورٌ ودماءكَ ینبوع الحیاة التي روت ارض الجبل الخالد الذي احتضن روحك الطاھرة، تحیة تقدمیة اشتراكیة لكل رفیقٍ وثائر، لكل شریف حر، لكل طفلٍ حَمَلَ رَسْمَكَ زاداً له، لكل شجرة أرزٍ وصخرة شامخةٍ في بلدي.

وبعدها القى رئيس الجمعية اسعد الزهيري كلمة، جاء فيها: “ان تاريخ 16 آذار الذي مضى عليه اربعون عاما اليوم يعود مضرجاً بدماء المعلم الشهيد كمال جنبلاط ورفاقه الشهداء الابطال فوزي شديد وحافظ الغصيني”.

اضاف: “انه العالم والعامل صاحب الرؤية والأبعاد السياسية الإنسانية والأخلاقية العالية، الذي إغتاله نظام القتل والإجرام الذي يتهاوى اليوم كما تهاوت رصاصات الغدر التي أصابت قميص الجسد من دون أن تمس الجوهر الذي بقي في نفس الأحرار وعبق الثوار في لبنان والوطن العربي وكل هذا العالم الذين يستلهمون من مسيرة كمال جنبلاط وفكره ونهجه العروبي الثوري الإنساني بريق التغيير والعبور من كهوف التخلف والرجعية القديمة إلى رحاب مجتمع جديد مفعم بالحرية والكرامة والعزة والفخر لكينونة الإنسان وحقه بالعيش حياة حرة كريمة تليق بإنسانيته”.

تابع: “انه حي فينا ولا يزال معنا في فكره وفلسفته وروحه وبرنامجه وحزبه ومبادئه وادبه وعروبته واشتراكيته وحريته انه القائد السياسي التقدمي والمعاصر الذي دعا الى عقلنة السياسة وتحديث مفاهيمها ونهجها بأتجاه خدمة الانسان باعتباره غاية،  انه الفيلسوف المثقف والشاعروالكاتب وقف الى جانب العمال والفلاحين ودافع عنهم وعن قضاياهم”.

قال: “انه الامل المشرق نعم انه الامل نقول لمن يريدون الغائنا اليوم والذين يستهدفون اليوم الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط نقول لهم لا تلعبو بالنار فنحن احفاد الكمال وابناء الوليد ورفاق تيمور اقوياء وسنبقى اقوياء حقوقنا مقدسة ولنا تاريخ مشرف نفتخر به على مدى الاجيال قدمنا الكثير من التضحيات للحفاظ على الوطن وعلى وحدته نحن حزب كمال جنبلاط ومكمل المسيرة حامل الامانة وليد جنبلاط”.

ولفت الى ان ” اول حزب طرح العلمانية والغاء الطائفية السياسية ووضع برنامج المرحلي للاصلاح مع الاحزاب الحركة الوطنية آنذاك ووضع خطط اقتصادية واجتماعية واستراتجية قومية عربية وناضلنا من اجل العروبة انه من اطلق جبهة المقاومة لاحزاب الحركة الوطنية اللبنانية  ضد العدو الاسرائيلي لتحرير الاراضي المحتلة في الجنوب، عندما يطرحون النسبية اليوم هذا يعني انه انتصار لكمال جنبلاط ولكن نسبية على اسس غير طائفية يصار فيها الى الغاء الطائفية السياسية و تعديل الدستور اللبناني وان يكون لبنان دائرة واحدة في قانون الانتخاب وتعتمد فيه اللامركزية الادارية وانشاء نظام ديمقراطي حرعادل تسوده العدالة الاجتماعية والمساوات ومحاربة الفساد وتتأمن فيها الحد الادنى من حقوق الانسان ورفع مستوى المعيشي وايجاد فرص عمل وتطوير الزارعة وتطوير المجتمع  وتأمين الشيخوخة هو من انشئ الضمان الاجتماعي ومن انشئ النقابات العمالية للمطالبة بحقوقهم والدفاع عنها وقف مع القضية الفلسطنية ومع شعبها واستشهد من اجلها آمن بالحرية والتعددية والتنوع”.

اضاف: “مسيرة نضالية حافلة رفض التقسيم والكانتونات وحاربها آمن بالوحدة العربية وفي عهده رخص للاحزاب الوطنية جميعها دون استثناء لانه كان يؤمن بالعمل الديمقراطي الحر عبر الاحزاب الوطنية نال جائزة لينين للسلام العالمية”.

تابع: “مهما تكلمنا عنه اليوم فان اسطورة المعلم الشهيد لن تنتهي ونحن لنا العزة والفخر ان يكون معلمنا وملهمنا  المعلم الشهيد  كمال جنبلاط وحاملي الامانة اليوم رئيس الحزب وليد جنبلاط والرفيق تيمورارث كبير يرسم لنا طريق المستقبل ولاجيال قادمة تسعى وتناضل الى مستقبل افضل ومجتمع تقدمي علماني متطور غايته الانسان وتحسين مستوى معيشته وخلق فرص عمل على اساس الكفاءة والعلم والمعرفة وليس على اسس طائفية ومذهبية ضيقة  وتفرض التقوقع الطائفي  وهذا ما نشكو منه اليوم وينعكس سلبا على مستقبل الوطن واجياله ان المعلم الشهيد ينادينا الآن ولكن هل من آذان صاغية ارحمو هذا الوطن الجميل ودعو الاجيال القادمة تعيش بسلام وبأمان وبتأمين عيش رغيد لهم كفى لبنان مآسي ومحن تعلو صرخاتنا دوما لانها نابعة من العقل والقلب،كمال جنبلاط ينادينا اليوم انه حيا فينا نحن تلامذته ونعده بالوفاء لمبادئه ولتعاليمه ونحن مستمرون في النضال اينما كنا وانه سيبقى فينا وسينتص”.

اضاف: “إن 16 آذار بأبعادها الإنسانية العابرة لكل القيود ستبقى على مرالأجيال بارقة أمل في سماء تحديات هذا الزمن وما يعتريه من جهل وتخلف وإنحطاط أخلاقي خطير لا يمكن التصدي له إلا بالعودة إلى الفكر التقدمي الإشتراكي بقيمه ومبادئه الإنسانية الراقية في ظل كل هذه الهجمة الطائفية والمذهبية التي تعيشها الإنسانية التائقة للحرية والكرامة، بعد أن ضاقت أمامها سبل العيش الكريم حيث باتت حياة الإنسان مسممة بمعضلات هذه الأزمة الخطيرة التي تطلق العنان للعصبيات الدينية المتطرفة والأصولية بعد أن عجز العالم أو ما يُسمى بالمجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية في حماية العالم العربي من نير وحشية أنظمة القمع الديكتاتورية الهمجية التي تمارس على شعوبها أبشع الجرائم والفظائع دون حسيب أو رقيب تحت مظلة لعبة الأمم الجهنمية التي تصدى لها كمال جنبلاط بكل وعي وشجاعة حتى رمق الشهادة التي تتفجر اليوم ثورات عارمة لا تهدأ ولا تستكين حتى يتحرر الإنسان من كبوة قيوده ويصبح قادراً بوعيه وإنسانيته على العبور من كهوف هذا الشرق إلى شرق جديد تتحقق فيه قيم ومبادئ وأفكار كمال جنبلاط السامية والراقية بالأخلاق الإنسانية الشاملة التي لا تتغير ولا تتبدل كونها جزء أساسي من حقيقة سر هذا الوجود وعظمة تكوينه”.

قال: “في هذه المناسبة نوجه تحية اجلال واكبارالى الشعب الفلسطيني البطل الذي عانا ويعاني الكثير من طغيان الاحتلال الاسرائيلي وتحية الى الشعب السوري المظلوم التي تآمرت عليه كل الدول من اجل مصالحهم الكبرى المشتركة وكان الضحية في القتل والتهجير ودفع الثمن غاليا ولكن املنا كبير ولن نستسلم سنبقى الى جانب كل الشعوب المقهورة كما علمنا المعلم الشهيد لاسترجاع حقوقها المسلوبة وسنبقى اوفياء لكل قضايانا العربية المحقة والعادلة ووسنبقى مؤمنون بمقولة المعلم الشهيد كمال جنبلاط بان الحياة انتصار للآقوياء في نفوسهم لا للضعاء سنبقى اقوياء ولن ينالو منا”.

وفي الختام، عرض فيلم وثائقي عن حياة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، بعنوان: “وسام على صدر امة”.

(الأنباء)