“الانباء” تستذكر الشهيد حسان ابو اسماعيل: إنها معمودية أذار

وكأن قدر الحزب التقدمي الاشتراكي ان يتعمد بالدم في “جلجلة” أذار، حين سالت دماء مناضليه التي رسمت لون الراية وأفق المستقبل الحر الكريم.

ففي 26 آذار 1954 ارتكبت جريمة بحق الحريات في لبنان، حيث استشهد الطالب الجامعي حسان ابو اسماعيل، وذنبه الوحيد انه تقدمي اشتراكي خرج في تظاهرة ليقول “لا لحلف بغداد ولسلخ لبنان عن محيطه العربي وقضايا الوطن العربي”، فكان اول شهيد للحركة الطلابية في لبنان التي سقط لها جرحى في ذلك اليوم الاسود ومن بينهم التقدمي الاشتراكي ايضا مصطفى نصرالله.

الشهيد حسان ابو اسماعيل دفع ثمن مواجهة النظام السياسي القمعي الذي كان قائما آنذاك، فكان شهيد الحريات في لبنان وشهيد حق التعبير عن الرأي والتظاهر، الا ان استشهاده رسم طريق المستقبل وكان نقطة تحوّل في تاريخ لبنان أسست للجبهة الوطنية العريضة التي تأسست يومها وقادت ثورة 1958 وكرّست وجه لبنان العروبي ونظامه الديمقراطي الحر.

والشهيد حسان ولد في طرابلس يوم 21 ايلول 1935، انتسب عام 1951 للحزب التقدمي الاشتراكي، وظل يناضل في صفوفه حتى يوم استشهاده. كان عضوا بارزا في نادي الاساتذة والطلبة العرب، ومناضلا في معظم الحركات الطلابية المطالبة بحقوق الطلبة، الامر الذي ادى الى اعتقاله اربع مرات خلال حياته النضالية القصيرة التي تكللت باستشهاده في سبيل الوطن والتحرر العربي.

ويومها قال المعلم كمال جنبلاط: “لو خسرت ولدي الوحيد لما كنت حزنت كما حزنت على الشهيد حسان ابو اسماعيل”.

ويروى ان والدة الشهيد حسان وقفت على الشرفة مخاطبة رفاقه قائلة: “كلكم ابنائي… ولقد شق لكم حسان الطريق … فإن لم تسيروا فيها لن تكونوا جديرين بأمومتي ولا بذكرى حسان”.

ففي ذكرى استشهادك، ستبقى شعلة تضيء درب المناضلين في كل اقطار العالم، من اجل مواطن حر وشعب سعيد.

(الأنباء)