في “الانباء”: العين على القمة العربية وموقف لبنان سيكون موحداً

كل الأنظار تتجه إلى القمة العربية في الأردن. وتحديداً إلى موقف لبنان فيها، في ظل التطورات الأخيرة، وبعد أن سحب بند التضامن مع لبنان بناء على طلب سعودي خلال إجتماع عقد قبل أيام على مستوى المندوبين.

فبحسب ما علمت “الأنباء” فإن الدول العربية تصرّ على الخروج بموقف جامع للقمة وبيان ختامي يوافق عليه الجميع، لكن ذلك لا يبدو متاحاً حتى اللحظة في ظل مواقف ترفض إدانة نظام بشار الأسد واتهامه بارتكاب مجازر بحق الشعب السوري. ولا شك أن جانباً أساسياً من الإهتمام سينصب على موقف لبنان، وإذا ما كان سيبقى ضمن الحضن العربي، أم سيخرج منه تحت شعار النأي بالنفس.

أثارت مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته إلى مصر، وإعلانه أن الجيش ضعيف، ولبنان بحاجة إلى سلاح حزب الله الذي يعتبر مكملاً للجيش، جملة اعتراضات دولية وعربية وخصوصاً خليجية، إذ أن دول الخليج تتهم حزب الله بالقيام بأنشطة إرهابية، وهي اتخذت سابقاً إجراءات عقابية بحق لبنان بناء على ذلك. وبفعل هذه المواقف، طلبت المملكة العربية السعودية سحب بند التضامن مع لبنان خلال الإجتاع التحضيري الذي عقد على مستوى المندوبين، وهناك تخوف من تكرار ذلك في القمة العربية.

هي المرّة الأولى التي يسحب فيها بند التضامن مع لبنان، وهي رسالة مباشرة أرادت دول الخليج إيصالها، لرئيس الجمهورية الذي اتخذ مواقف لا تمثل إجماعاً عربياً وتشكل خروجاً على الإلتزام بالقرارات الدولية. وبحسب ما تشير مصادر متابعة لـ”الأنباء” فإن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، عملوا على توضيح موقف لبنان الرسمي، وإعلان التضامن مع الدول العربية، وثمة معلومات تفيد بأنه قد يتم إعادة بند التضامن مع لبنان بناء على مساع قادها الرئيس سعد الحريري مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مقابل تقديم ضمانات، بأن لبنان لن يخرج عن التضامن العربي.

سيذهب الحريري برفقة عون إلى القمة، وهي إشارة إلى أن الموقف اللبناني سيكون متناغماً وموحداً، وخطوة الحريري جاءت بعد طلب عون منه ذلك، بهدف تأمين عقد لقاءات مع قادة الخليج لأجل توضيح الموقف، وتلفت المصادر إلى أن الحريري أيضاً سيسعى إلى لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للتداول في آخر التطورات.

وبشأن كلمة لبنان في القمة، فتشير المصادر إلى أن عون سيركز على ما هو جامع وغير تفريقي، وبالتالي سيركز على ضرورة محاربة الإرهاب إنطلاقاً من التعاون العربي ووضع رؤية عربية مشتركة لذلك، كما أنه سيطالب باحترام سيادة لبنان واستقلاله، وترك شؤونه الداخلية لأهله لأنهم ادرى بشعابها. وإذا لم يأت عون على ذكر كلمة المقاومة، فهو سيعتبر أن سلاح حزب الله هو أمر أكبر من قدرة الدولة اللبنانية على حلّه، وهو جزء من أزمة إقليمية، يجري الوصول إلى حلّ بشأنه حين تحلّ هذه الأزمة.

وتبقى معضلة أساسية أمام الرئيس اللبناني، وهي في كيفية التصويت على البيان الختامي الذي سيخرج عن القمة، خاصة إذا ما كان يتضمن إدانة لنشاطات إيران الإرهابية في المنطقة، وإذا ما دعى إلى سحب حزب الله من سوريا، وهنا يبقى السؤال إذا ما كان عون سيصوت مع هذا البند أم أنه سيتحفظ عليه، بذريعة النأي بالنفس، وحينها يبقى إنتظار ما سيكون عليه موقف دول الخليج من ذلك، إن كانت ستتفهم موقف لبنان، أم أنها سترفض هذه الصيغة، وهذا ما سيرتب على ذلك المزيد من الإجراءات الضاغطة.

ربيع سرجون – الانباء