وتبقى المختارة قبلة اﻷحرار / بقلم اجود خداج

في ذكراك اﻷربعين جاءتك الجماهير من كل حدب و صوب لتجدد العهد وتفي بالوعد بأنها ستكمل الطريق التي رسمتها من أجل لبنان عربي ديمقراطي مستقل: لبنان الحرية والعيش المشترك، وبأنك أيها المعلم ستبقى خالدا في ضميرهم و في وجدان الوطن.
ستبقى البدر المنير في الليالي الحالكة.
ستبقى أفكارك منارة نهتدي بها في سلوكنا ونضالنا.
وستبقى وصيتك نافذة بأن فلسطين هي البوصلة والقضية والهدف.
وستبقى المختارة قلعة للعروبة و منارة للأحرار ومعقلا للثوار بقيادة الرقم الصعب وصاحب القرار الصعب في الزمن الصعب، رجل الممانعة في زمن الزحف ورجل الحكمة في زمن الجهل، إنه القائد الشجاع وليد جنبلاط..

وسيبقى الحزب التقدمي الإشتراكي صامدا في الدفاع عن الحريات وحقوق العمال والفلاحين وعن القضايا العادلة ونصيرا للشعوب المقهورة أينما كانت.
في ذكراك اﻷربعين ها هو وليد جنبلاط يجمع حوله كل القوى السياسية الوطنية والإسلامية ليشهد بأنك راسخ فينا وتعاليمك راسخة في ذاكرتنا، مؤكدا على عروبة لبنان ووحدته. وبأن فلسطين هي القضية المركزية رغم المحن التي تمر بها البلاد العربية.
في ذكراك اﻷربعين وعلى مسافة أمتار من قبرك يحيي المقاومة الوطنية واﻹسلامية و يصرخ بصوت عال بأن إسرائيل هي العدو الأول للبنان وكل العرب.
في ذكراك اﻷربعين يؤكد على الثوابت الوطنية ويعلن بالفم المﻵن بأن المصالحة التي تمت في المختارة مع البطريرك صفير لن نسمح بالتفريط بها وسنبني المزيد من المداميك عليها حفاظا على لبنان والشركة على حد قول البطريرك الراعي. ويجاهر بقوة بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل و إرساء التفاهمات وبأن لبنان يتسع للجميع ويؤكد بأننا مع قانون انتخابي عادل يراعي كل مكونات المجتمع اللبناني.  ويقول المسيرة مستمرة مهما غلت التضحيات منوهاً بثوار الـ 58 وقوات الجيش الشعبي الذين وقفوا سدا منيعا في وجه كل المؤامرات ويناشد الجميع للتعاون من أجل لبنان عربي ديمقراطي حر.
وأمام عشرات اﻷلوف يعانق تيمور بك زعيم المستقبل ويطرح عليه كوفيته كوفية فلسطين برمزيتها، كوفية المختارة و اﻷحرار في لبنان ودنيا العرب، مخاطبه قائلاً: ” أيا تيمور وصيتي لك الحفاظ على تراث جدك والسير على تعاليمه والحفاظ على لبنان بوجهته العربية، وبأن تبقى فلسطين هي قبلة المختارة وقضيتنا اﻷولى وبأن تحافظ على التقاليد العربية كالكرم والضيافة وبأن تبقى المختارة ملاذاً لكل الوطنيين وكل العروبيين والمغبونين. هذه وصية جدك لي وهذه وصيتي لك”.
والمسيرة كي تستمر ادفنوا موتاكم وانهضوا، فالحياة لا تتوقف عند أحد، فلنستمد الحكمة ممن سبقونا ونتابع.
هذه مسيرتنا، هذا قدرنا، المسؤولية كبيرة والطريق شاقة …
لكن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم…