المختارة: يوما وطنيا بامتياز

منير بركات

لا شك بأن الاجماع الذي انعكس بالاقلام والعدسات والتقاطع الطبيعي بين مختلف المراقبين ووكالات الانباء الذي عبّر بصدق عن حجم المشاركة النوعية والشعبية الهائلة، وكأننا في ذكرى استشهاده  نعيش لحظة الحدث الكبير، بسبب الاجواء التي سبقت هذا اليوم العظيم، من تهديد لتراثه وارثه ومسيرته وثقافته، وكأنها اصابت كل فرد من الجماهير الوطنية الحاشدة الدافقة، بمشهد رهيب قل نظيره، يظهر حقيقة عمق التأثير التاريخي في كتلة وطنية عربية، لتتجاوزها الى رحاب الوطن بكامله متميزا بمشاركة شبابية واضحة وغالبة، مواكبة تسليم تيمور قيادة المرحلة بحضور محبب لرجل المستقبل وبكفائة عالية وبرعاية جدية حصل منها على الكثير من التجارب والاحاطة.

لقد تزين المشهد الرائع في المختارة بإشارات من المحطات الوطنية في تاريخ لبنان كثلة من ثوار ١٩٥٨ وما لها من معنى سياسي وبعد وطني، الى فصيل من جيش التحرير الشعبي، بالاضافة لتأكيد الثوابت حول القضية الفلسطينية ورمزية الكوفية، والتي سبق في يوم السادس عشر من اذار وضع زهرة من رموز الحركة الوطنية اللبنانية على ضريح المعلم الشهيد، والاف من من العمائم البيضاء التي لم تحجب المشاركة اليسارية والوطنية والمؤسسات المدنية والاهلية والعسكرية والديبلوماسية  والقضائية والمشاركة المسيحية الملفتة التي تتمسك في تأكيد وتكريس المصالحة، والحضور الشامل للمجالس البلدية والاختيارية ومشاركة  النساء لاسيما المتدينات منهن، بالاضافة للمشاركة الرسمية رئاسية ووزارية ونيابية ودينية، حتى السماء شاركت بالمناسبة في توفير طقس امهل الحشود في استكمال الاحتفال، وتوجت  بتسليم القوى السياسية بعدم المس بصمام الامان للسلم الاهلي ولقيام لبنان ووجوده، ورفض كل اشكال الاقصاء والاستقواء والتهديد.

رسالة من الوفاء كثيفة المعاني تحمل هراوة غليظة مصقولة بدقة وحنكة، بخطاب معتدل وطني وقومي، ومهدئ للحناجر الغاضبة  بعد ان اطل من على شرفة قصر المختارة التاريخي على الساحات التي شهدت اللحظات التاريخية في يوم الوفاء ويوم اعلان صيرورة المسيرة، ليشق الجموع المتلاصقة والمتعانقة والهادرة، بصعوبة وسط هتافات التأييد وصولا الى القاء خطابه الذي يشكل محطة مفصلية في التمسك بالثوابت ووضع الخطوط  الحمر امام كل من يحاول تجاوزها.

لكنه يبقى المستقبل هو الاهم في توظيف النتائج المنشودة  من هذا اليوم العظيم الذي يذكرنا بملاحم الحرية الذي استشهد من اجلها كمال جنبلاط.

  • رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟