بين اربعين وأربعين

جليل الهاشم

فرق كبير بين اربعين واربعين. بين اربعين يوماً على اغتيال قائد الحركة الوطنية المعلم كمال جنبلاط وبين اربعين عاماً مرت على ذلك الإغتيال. بين خلاصات الايام الاولى وحيثيات السنوات الاربعين.

في تلك السنة التي اغتيل فيها كمال جنبلاط كان السؤال بالنسبة للوطنيين اللبنانيين كيف يبقى فينا ويستمر. وعندما تولى وليد جنبلاط المسؤولية رئيساً للحزب التقدمي الإشتراكي وللحركة الوطنية كان عليه ان يواجه مهاماً صعبة عنوانها منع الابتلاع السوري الاسدي للبلد ومنع اقتسامه مرة أخرى بين والي الشام ووالي عكا.

في الذكرى السنوية الاربعين اختلفت الظروف وان زادت المخاطر والحشود التي جاءت الى المختارة لم تحمل معها فقط الخصوصيات الجبلية الدرزية بل حملت كل ذلك التراث الوطني الذي عبر عنه كمال جنبلاط وجسده في حياته ومماته.

نتحدث هنا ليس عن ممثلين لأحزاب متنوعة وأحياناً متنافرة حضروا المناسبة على رغم اهمية حضور هؤلاء ومعنى حضورهم. ونتحدث عن جمهور من الوطنيين اللبنانيين الذين رأوا في المناسبة فرصة لتكريم الغائب الكبير وتكريم انفسهم به، وهؤلاء الذين صنعوا وتربوا في مناخات كمال جنبلاط وصقلتهم التجارب القاسية على مدى السنين بنجاحاتها وإخفاقاتها.

ولم يكرر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ما حصل معه غداة اغتيال المؤسس قد تكون الامور متشابهة من حيث الشكل ولكنها في المضمون مختلفة بسبب اختلاف الظروف والمهام ومرور الوقت وتغيرات العالم في المنطقة القريبة وعلى مسافات ابعد. فقد سلم جنبلاط أمانة يحملها الى نجله تيمور بالمعنى الرمزي وليس بالمعنى الحزبي والتنظيمي إنها امانة تقتصر ببندين أساسيين يلخصان واقع لبنان والمنطقة ومستقبلها فكوفية فلسطين هي استعادة للقضية الاساسية القضية الفلسطينية التي من دون إيجاد حلول لها تقوم على اسس العدل وضمان الحقوق الوطنية الفلسطينية يبقى الشرق الاوسط متفجراً ومفتوحاً على المغامرات وكوفية السلم والحوار والمصالحة التي البسها وليد جنبلاط لتيمور هي العنوان الذي يراه جنبلاط ومعه كثيرون لمستقبل لبنان بلداً آمناً ومستقراً.

بهذه الرمزية المليئة بالمعاني يختصر سيد المختارة الدور المقبل لموقع ترك أكبر الأثر في تاريخ لبنان وهو لا يزال فاعلاً وحاسماً في تحديد مصيره.

فرقٌ كبير بين أربعين وأربعين لكن المسؤوليات ضخمة من دون شك.