عن كوفية حرّرت تيمور من قيود السياسة الضيقة الى فضاء شكيب ارسلان وكمال جنبلاط

هو يوم بحجم الذكرى، كمال جنبلاط الحاضر في بال تلاميذه، كان هناك يوقظ شعلة التقدمية في نفوس الآلاف الذين قصدوا المختارة إحياء لذكراه في الزمن الصعب، الزمن الذي لا يليق الا لفكر كمال جنبلاط الرؤيوي، الاصلاحي، الوطني، العروبي والمبدع في دفعه البشرية نحو عصر اكثر انسانية.

كل ما في المكان كان يذكر به وبشعاراته وفكره ومبادئه. القرى ازدانت بصوره وخصلته المتمردة وشرود عينيه، غصت الطرقات بمواكب التقدميين الذين جاؤوا من كل المناطق اللبنانية، تجديدا للعهد ووفاء لذكراه.

لم يكن يوما عابرا في تاريخ المختارة، التي لبست راية الحزب التقدمي الاشتراكي والاعلام اللبنانية ترحيبا بالضيوف، في مشهدية اختصرت الوطن الرسالة بكل اطيافه، فذكرى كمال جنبلاط ما كانت لتكتمل بغياب ترانيم المذبح وصفاء الخلوة وتوحيد المسجد، التي ارادها نجله وليد جنبلاط شاهدة على المسيرة الكبرى ورسالة عابرة لحدود المناطق والطوائف.

فالثوابت التي ما فارقت قصر المختارة يوما، كانت حاضرة ايضا، فلا القضية الفلسطينية التي لم يتخلى عنها كمال جنبلاط واستشهد من اجلها تركته يوما، ولا قضايا العروبة والشعوب المظلومة والمقاومة، ولا المشروع الوطني القادر على نقل لبنان من دولة فاسدة الى وطن نهائي لجميع ابنائه.

كل هذه الثوابت تركها وليد جنبلاط امانة مع تيمور، أمانة شهد عليها حشود الحزب التقدمي الاشتراكي التي سترافق تيمور في مسيرته، كما الوفود الفلسطينية والدبلوماسية، فأمانة وليد جنبلاط لم تكن عباءة الزعامة الجنبلاطية، انما كوفية فلسطين بكل ما تحمله من بعد قومي وعربي، مصوبا البوصلة كعادته الى القضية الام وسط كل التخبط العربي في الحروب الداخلية والفتن الاهلية.

كبيرة هي امانة الكوفية، تحرر السياسي الشاب من اي قيود ضيقة طائفية كانت ام سياسية فئوية، لتنقله الى الفضاء الارحب حيث كان اسلافه دائما من شكيب ارسلان الى كمال جنبلاط.

نادر حجاز – “الانباء”