حشد موسع في ندوة سياسية لوكالة بيروت في “التقدمي” لمناسبة 16 آذار

بيروت- “الأنباء”

نظمت وكالة داخلية بيروت في الحزب التقدمي الاشتراكي بمناسبة الذكرى الـ 40 لإستشهاد المعلم كمال جنبلاط  لقاء سياسيا مع نائب رئيس الحزب الدكتور كمال معوض وعضو مجلس القيادة جهاد الزهيري في فندق الريفييرا – بيروت، بحضور عضوي مجلس القيادة طانيوس الزغبي وريما صليبا، مفوض الاعلام  رامي الريس، أمين عام جبهة التحرر العمالي عصمت عبد الصمد، الحاج عباس زهر الدين ممثلا حزب الله، وليد دمشقية ممثلا تيار المستقبل، الدكتور زكريا توبة ممثلا حركة أمل عضو مجلس القيادة في الجماعة الاسلامية شفيق الكوسا، عاطف الغضبان ممثلا الاتحاد  الاشتراكي – التنظيم الناصري، رئيس حزب الوفاء اللبناني أحمد علوان،  وفد من جمعية التضامن الخيري الدرزي في بيروت تقدمهم نائب رئيس الجمعية رمزي روضة، وفد من لجنة وقف اهالي بيروت تقدمهم أكرم الزهيري، عضو الاتحاد العمالي العام أكرم العربي، النقيب سليمان حمدان، النقيب عبد الأمير نجدة، الدكتور منير حمزة، عضوي بلدية بيروت: عدنان عميرات ورامي الغاوي، المخاتير:  رمضان غلاييني، عبد الباسط عيتاني، سامي السبليني، بشير الريس، وأكرم العود، المختار السابق منير المصري، وفد من صيادي ميناء رأس بيروت تقدمهم زياد ومحمد عيتاني، وفد من مشايخ  العرب ضم:  بسام  العبادي، عماد دعيبس، الدكتور محمد الخضر وفيصل عسكر، الشيخ غسان الحلبي وسامي ومحمد عبد الخالق، السيد عصام يموت، معتمد المسلخ حسين الخطيب، وعدد من وكلاء الداخلية والفاعليات النقابية والحزبية والسياسية وحشد جماهيري واسع.

قدمت الحفل نضال ابو درغام، فقالت: “كمال جنبلاط لم يكن سياسياً ونائباً ووزيراً ورئيس حزب ورجل دولة فحسب، بل هو اكبر من ذلك، هو الانسان والمفكر والاديب والشاعر والفيلسوف والمتصوف. كل هذه الصفات اجتمعت في انسجام وائتلاف غريبين في رجل هو هبة  وبركة  للإنسانية”.

وختمت قائلة: “نقول للمعلم انك خالد لن ننساك وعلى دربك سائرون”.

ثم تحث الزهيري، فقال: “بعد شهر ونصف من استشهاد المعلم كمال جنبلاط كان الاول من أيار ١٩٧٧ قرر الحزب التقدمي الاشتراكي أن يكون هذا هو اليوم اللبناني العربي العالمي للقائد المعلم  كمال جنبلاط وكانت الذكرى الأولى لرئيس ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، لرئيس المجلس السياسي المركزي للأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان، للامين  العام للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية، لرئيس اللجنة اللبنانية للتضامن الآسيوي الأفريقي، لنائب رئيس مجلس السلم العالمي الحائز على وسام لينين للسلام، لمؤسس جمعيات الصداقة مع الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية، نعم مجموعة رجال في رجل واحد هذا هو كمال جنبلاط. فمن كان منكم حاضراً يومها يتذكر كيف أن لبنان كان وفياً لصاحب الذكرى. يومها زحف أهل لبنان الى بيروت ليثبتوا للعالم  أن يوم كمال جنبلاط ليس يوماً عادياً”.

أضاف: “من جميع أنحاء الدول أتوا. من28 دولة أتوا. ومن خمس منظمات عربية وعالمية أتوا. الجميع أتى ليحيي ابن المعلم ورفاقه.  الجميع أتى ليؤكد على عظمة هذا الرجل وانجازاته.  الجميع أتى ليقول شكراً لكل مساعدة قدمها كمال جنبلاط لبلاده. الجميع أتى ليبلغ الوليد ورفاقه أنهم على عهد والده مستمرون أصدقاء لقضايا الحزب التقدمي الاشتراكي يومها قالت بيروت وبجميع لغات العالم: “سيبقى فينا وسينتصر”.

تابع: “الحب المتبادل بين بيروت والحزب كان وسيبقى مستمرا وعظيما. فمن بيروت وعلى مقربة من هنا كان أكبر مهرجان شهدته العاصمة (مهرجان المنارة) ومن شوارع بيروت انطلقت تظاهرات الحزب التقدمي الاشتراكي لتدافع عن مطالب الحركة العمالية والطلابية وكان لنا فخر أن يكون أول شهيد لحركة الطلاب الرفيق حسان أبو إسماعيل، كما أن المعلم قاد مظاهرات دعم مزارعي التبغ والتفاح والدفاع عن المخيمات الفلسطينية من شوارع بيروت”.

وختم قائلا: “نحن من قوم على درب الكمال مشينا ولعزة الحزب الأرواح افتدينا ومع التيمور استمرينا. نحن يا رفاق من قوم اذا طلب الله منا اطعنا. فكيف لو طلب الوليد؟ كونوا معنا يوم الأحد في يوم العزة والهيبة، في المختارة الفخر، في قلب لبنان لتؤكدوا أننا نحن شعب لبنان العظيم الذي سيثور إذا لم يسمع بعض السياسيين الاقزام  لكلام الوليد وتيمور. فنحن موجودون موجودون. باقون باقون. منتصرون منتصرون”.

من جهته،  قال الدكتور معوض: “جميلٌ أن نعود إلى كمال جنبلاط في الذكرى الــ 40 لإستشهاده وأن نحتفي بفكره ونضاله، فهو لم يكن سحابة صيف في سماء السياسة بل كان علماً من أعلام عصره وكانت حياته عطاءً مثمراً حتى توقف النبض في جسده النحيل بعفل رصاصات الغدر”.

اضاف: “كان عروبياً بإمتياز لكنه بنفس الوقت كان المدافع الأول عن القرار الوطني المستقل ولم يقبل أن تفرض على شعب لبنان أي وصاية خارجية. طبيعي أن يشكل مشروع كمال جنبلاط خطراً على الأنظمة العربية الغارقة في استبدادها ورجعيتها. وطبيعي أن يصطدم مع مشروع البعث السوري الأسدي الهادف إلى ابتلاع الوطن الصغير. فلم يقبل المهادنة مع هذا النظام ولم يقبل النصائح بالبقاء في الخارج”.

تابع:  “كان مارد زمنه حتى صح أن نسمي تلك الفترة عصر كمال جنبلاط، كان كبيراً ينطق بكلمة الحق ويتمسك بحرية وكرامة شعبه. تخطى منذ دخوله المعترك السياسي مفهوم السياسة التقليدية ورفض أن يتجلبلب بجلباب الزعيم المناطقي أو الطائفي. كان صاحب مشروع تغيري لكل لبنان ولم يفكر للحظة ببناء حزب على قيلس طائفة أو مذهب أو منطقة، لم يغب عن باله يوماً أن علة لبنان في نظامه الطائفي وفي إنعدام العدالة في نظامه الاقتصادي”.

وقال: “من هنا كانت دعوته الدائمة إلى إلغاء الطائفية السياسية والعلمنة وإلى مواجهة النظام الرأسمالي الجشع بالنضال من أجل إشتراكية أكثر إنسانية تحترم حرية الإنسان وتحقق تفتحه الكامل وتؤكد على حرية الفكر دون أي قيد. ولم يقبل أن تتحول الإشتراكية، تحت شعار الفعالية الإقتصادية، إلى أداة لقمع الناس. وها أن النموذج الإشتراكي الديمقراطي قد أصبح قاسماً مشتركاً لمعظم قوى اليسار في العالم”.

أضاف: “نعم، كان المعلم صاحب مشروع تغييري يساري وصلت إلى ذروة نضوجه في السبعينيات القرن الماضي فشكل خطراً محدقاً على الطبقة الحاكمة وكان الحزب حزباً عابراً للمناطق والطوائف”.

تابع: “أصبنا بنكسة كبيرة. لكن الشعلة بقيت بفضلِ الرفاق المناضلين وبفضل حكمة قائد فَذ، هو وليد جنبلاط الذي حمى القرار الوطني في أحلك الظروف، وما أصعبها في مرحلة الإحتلال الإسرائيلي وفي ظل هيمنة سورية لعبت على التناقضات لإبقاء التشتت اللبناني ومنع استعادة الدولة وحدتها الفعلية. وتكللت نضالاتنا في إنتفاضة الإستقلال المجيدة عام 2005 بعد استشهاد الرئيس الحريري وأدت إلى إخراج القوات السورية”.

واشار معوض الى انه “كما دفع المعلم ثمن القرار الوطني المستقل، هناك من يحاول اليوم إعادة الكرة ولو بأساليب غير عسكرية. مجموعة من الصغار في السياسة، وبعضهم وصل بفضل الصدفة أو القرابة، وبعضهم يستقوي بفائض قوة غيره، أو بمحور إقليمي، يريدون بلداً وفق أحلامهم الطاووسية ويتخيلون أنه آن الأوان لتحجيم وليد جنبلاط ولتقزيم حزبه وحصره في إطار منطقة جغرافية محددة وضمن الطائفة الدرزية. وكم من مشاريع انتخابية مطروحة تستهدف وجودنا السياسي بكل وقاحة، متسترة بشعارات براقة تدعي حسن التمثيل وإعطاء كل طرف حجمه الحقيقي”.

اردف: “هم ينسون أن حجمنا من حجم وطننا وأننا حزب عابر للطوائف والمناطق، وإن المرحلة الصعبة التي بدى فيها أن كسوفاً أصابنا قد صارت وراءنا، وأن قائدنا وليد جنبلاط بوصلة الآمان، قد أعاد مد الجسور وطرح التلاقي بديلاً من الإنقسام وكرس المصالحات، هذا الزعيم الوطني المقدام لا يبحث يا حيتان السياسة عن مصلحته وحجمه هو رجل دولة يتحمل مسؤوليته في منع من أعمته بصيرته من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة التوتر إلى العلاقات بين اللبنانيين. فمن يُسوق أن جسن التمتثيل يمر عبر التصويت المذهبي أي عبر منع المواطنين من المشاركة في إيصال نواب من غير طائفتهم إنما يسعى بكل وضوح إلى إقامة جدارن الفصل بين أبناء الوطن الواحد”.

وقال: “نعلنها بكل وضوح نحن ضد التقوقع وضد الكانتونات والكنتنة تبدأ في الرؤوس بهكذا طروحات متخلفة عنصرية رجعية معادية لوحدة الوطن ومعبرة عن أحقاد دفينة يحملها البعض في داخله، إذا كانت نسبيتهم المشوهة ستؤدي إلى مزيد من التقوقع، فلا نريدها. نحن، على هدي فكر كمال جنبلاط وكما جاء في البرنامج الإصلاحي للحركة الوطنية، نريد أن نطرح النسبية في إطار سلة إصلاحية متكاملة تشمل تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية تمهيداً لإلغائها وتشريع قانون عصري للأحزاب لتقوم على أساس وطني”.

وختم قائلا: “على هذه الطريق، نحن سائرون ومحطتنا القادمة هي مسيرة الوفاء في 19 آذار. كلنا في المختارة حول وليد بشعارات راقية وحضارية دفاعاً عن حزبنا وإعلاءً للصوت الوطني المستقل وتأكيداً للمصالحة ودعوة إلى التلاقي وبناء الدولة العادلة. وتبقى المختارة عنوان العنفوان والكرامة. يوم 19 آذار يوم الوفاء لقيمنا. كمال جنبلاط حيٌ فينا ولا بد أن ينتصر ولو بعد حين”.

(الأنباء)