ندوة لرابطة أصدقاء كمال جنبلاط في ذكرى استشهاده

نظمت رابطة أصدقاء كمال جنبلاط ندوة لمناقشة كتاب كمال جنبلاط “الديمقراطية الجديدة”، لمناسبة مرور أربعين سنة على إستشهاد كمال جنبلاط، في مركزها في بيروت، شارك فيها البروفسور جورج شرف وأدارها محمد شيا في حضور مهتمين.

شيا
بداية، استذكر شيا ذكرى إستشهاد “المعلم كمال جنبلاط” وقال:” لكن الأربعين سنة التي مرت أثبتت أن مشروع كمال جنبلاط السياسي في الخبز والحرية معا، هو مشروع للحاضر وللمستقبل لا يمكن التخلص منه أو تجاهله. كمال جنبلاط أراد بناء لبنان جديد، علماني، لاطائفي، تسوده العدالة في توزيع الثروة والمساواة في الحقوق والواجبات ونموذج يصلح لعالم عربي أفضل”.

ووصف كمال جنبلاط “بأنه مفكر الديمقراطية بإمتياز في لبنان والعالم العربي. فمنذ بواكير إنتاجه الفكري، وحتى تاريخ استشهاده، لم يخل عمل له من كلام أو بحث في الديمقراطية، والدعوة لإعتمادها أساسا للنظام السياسي في لبنان خاصة وفي الأنظمة العربية عامة”.

وأضاف:”إلا أن ذروة علاقة كمال جنبلاط بالديمقراطية إنما ظهرت عمليا، في تسلسل الأحداث الذي قاد إلى استشهاده في آذار 1977 دفاعا عن الديمقراطية في لبنان. فهو فضل الإنكفاء وانتظار الموت على خيانة مبادئه والدخول في السجن العربي الكبير”.

وأشار “الى ان موقف كمال جنبلاط من مسألة الديمقراطية هو موقف مميز ومختلف عما تعنيه لأرباب النظامين الرأسمالي والشيوعي على السواء، لأنه ربطها بالأخلاق وبالغاية الأخيرة للديمقراطية، أي وسيلة في المساعدة على زيادة معرفة الإنسان وتحرره من الحتميات المادية والاجتماعية والاقتصادية العمياء التي تحول دون اكتشافه لجوهره الروحي السامي والذي يتوحد فيه، في النهاية، مع كل البشر الآخرين، كأخوة متشاركين في الجوهر الإنساني الواحد، وربما في الجوهر الإلهي أيضا”.

ونقل عن كمال جنبلاط قوله:”من معوقات قيام ديمقراطية حقيقية عندنا إثنتان على الأقل: “ترسخ الطائفية السياسية، وضعف إسهام المثقفين في مشكلة الديمقراطية إسهاما إيجابيا”، وأضاف أن “الغاية الأساسية من الأنظمة السياسية يجب أن تكون إبراز أفضل القوى البشرية الإنسانية التي تستطيع في كل مرحلة من مراحل التطور أن تقود المجتمع والسياسة – وهما لا ينفصلان”.

شرف
ثم تحدث شرف واعلن “أنه بغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف معه، شكل كمال جنبلاط ظاهرة مميزة في الفكر السياسي اللبناني. ثم تساءل هل هناك مساحة مشتركة بين المفكر والمثقف والسياسي، وقال عن الديمقراطية انها وليدة العلمانية، ونتاج مسار طويل نقل أوروبا من القرون الوسطى الى الحداثة، حيث أصبح اعتبار الإنسان الفرد ركيزة الإنسان الحر، المواطن، ورمز انتقال المجتمعات من سيادة الإرادة الإلهية الى سيادة البشر على مجتمعاتهم”.

وعن جديد كمال جنبلاط في نظرته للديمقراطية، اعتبر “ان هذه النظرة كانت ريادية عندما أعلن عنها في خمسينات القرن الماضي. وهو الذي قال”الديمقراطية ليست غاية في ذاتها”. مثل هذا الكلام قد يكون مقبولا وسائدا اليوم، ولكنه بالتأكيد كان رياديا في الخمسينات، خاصة ان كمال جنبلاط ربط الديمقراطية بمضامين اقتصادية واجتماعية في خدمة الإنسان. وأضاف مفهوما جديدا للديمقراطية، هو مفهوم النخبة التي هي ستتولى مهام إقامة الديمقراطية في المجتمع. ووضع الديمقراطية في مسار عملية تكوين الشخص بكامل مكوناته لتصبح رهان هذا العالم”.

وأعلن “أن قوة كمال جنبلاط تكمن في تمسكه بمبدأ التنوع في الوحدة، ورفض كل شمولية لتعارضها مع الديمقراطية. وفي تمييزه بين الفرد والإنسان، وهو تمييز فلسفي له تراثه. وإعلانه ان هدف التطور هو بلورة هذا الإنسان الشخص الذي يجب ان تكون له الأولوية في المجتمعات والمؤسسات التي يجب أن تعمل لخدمة الإنسان وليس العكس، لأن الديمقراطية دولاب محوره الإنسان – الشخص”.

وختم:”لقد أراد كمال جنبلاط من الديمقراطية البرلمانية، أن تنتج نظاما سياسيا شورويا، يبتعد عن الشمولية الكلية أو الإستبدادية، وعن الفردانية الفوضوية، ويشرك الهيئات الإجتماعية والسياسية والثقافية في إنتاج القرار السياسي”.