المعول لم يتعب… وعلى عهدك باقون

قاسم السيد احمد

أنباء الشباب

اربعون عاماً وانت راحل عنها، اربعون عاماً قضيتك تدور في اروقتها، “تعانق كنائسها القديمة وتمسح الحزن عن المساجد”، وما زالت ريشة الحزب ترسم في عيونهم المنهزمة الحقيقة. وما زالت الثورة الفكرية التقدمية الاشتراكية رمز الفلاح المظلوم والعامل الكادح والمهندس البارع  والدكتور الحكيم تشرع في كل مكان. لا تستطيع التوقف في خلايا الوطن، تنام على نشيد الحياة وتستيقظ على عمل جديد مستمر لتقول الفرد جزء من كل، لا قيمة  له منفرداً وهو وسيلة لا غاية.

المعول لم يتعب يوماً من انشاء سهل اخضر وسط ميدان الحرب او يحول السهول الصفراء الجردية الى سهول خضراء تسطع معها شمس المساواة جوهراً في الحقوق والواجبات لتزرع بها سبعة سنابل في كل سنبلة قضية ورؤية وهدف.

ما زالت كل تلك الافكار التي تكلمت بها من حكمة وارادة ووصية تقرع كل باب مثقف.

نحن لم نعلم الحقيقة يوماً ولم نتعرف على شكلها وحجمها ولكنك اتيت بها انت من الظلام الداكن لتسكب عليها قطرات من دمائك لتقول لنا ما هي من كلمات المسكونة والممزوجة بالحب الانساني الشامل التي تجعل من الانسان يتجلى في كل انسان. فمن تهرب من معركة الحياة كمن تهرب من معركة الحق بوركت كلماتك التي تضيء نوراً في عقولنا.

نؤكد اننا على عهدك واننا اشتراكيون في المحبة، والعدل والمساواة والعمل  والتضحية والانماء والتقدم، وان فكرك ما زال ينبض فينا كخلية حية تتاكثر وتنمو وتكبر لينبت منها ربيع حقيقي زرعته من بذراك العنيدة الطموحة.

(أنباء الشباب، الأنباء)