جورج خباز: شروطي ثابتة في المسرح

بعد فيلميها «كاراميل» و«هلق لوين»، يقول جورج خباز انه مؤمن بتجربة نادين لبكي، ولاسيما أنها كامرأة في مجتمع ذكوري استطاعت أن تثبت نفسها ليس فقط محليا وإنما أيضا عالميا، وقد أعجب بقضية فيلمها الجديد الإنسانية فشاركها الكتابة بناء على طلبها، وقد ساد بينهما الانفتاح والتناغم والتوافق رغم أن الكلمة الفصل في كل شيء تبقى لها كون الفيلم يحمل توقيعها.

ويكتب خباز، الفنان المسرحي الذي يدأب منذ ثلاث عشرة سنة على إعطاء موعد سنوي للجمهور على الخشبة، في كل مرة عملا ينتمي إلى الكوميديا السوداء ويخرجه ويتولى بطولته، ولعل الأهم في كل ذلك انه يشهد على إقبال الجمهور المتزايد سنة بعد سنة فيزداد قناعة بما يصنع. وهو الذي بات يراكم خبرة مسرحية تجعله اليوم يرفض أن ينقص في عمله أي عنصر من عناصر المسرح أو مقوماته.

آخر أعمال جورج خباز مسرحية «بالكواليس» التي تحكي عن كواليس امرأة تملك صوتا جميلا وتحب الغناء وزوجها الصحافي المثقف، وتبدأ الأحداث حين تغني المرأة في حفل زفافها فيكتشفها أحد الرأسماليين الحاضرين ويقرر أن يصنع منها نجمة، وتتوالى الأحداث حين يصبح زوج هذه النجمة أشبه بالديكور في المنزل، فيقرر ذات يوم أن ينتفض على وضعه، ونشهد تداعيات هذه الثورة بشكل كوميدي وما إذا كانت سترتد عليه سلبا أم إيجابا.

وأشار خباز إلى أن المسرحية تتناول صراع المبادئ في الحياة والصراع الثقافي والتجاري، إضافة إلى الصراع الروحي، وبالتالي هي تنطوي على البعد الفكري والوجداني مثلما تنطوي على البعد الترفيهي، مؤكدا أن أعماله تنتمي إلى كوميديا الموقف بقدر ما تنتمي إلى المسرح الغنائي والدرامي، أما الإطار العام لها فهو الكوميديا السوداء، وقال إن المشاهد لا يشعر في أي لحظة بتعال على ذهنه لكنه في موازاة ذلك لا يشعر باستخفاف بعقله، واردف: «المشاهد الذي يأتي مسرحياتي ينتمي إليها ويختار أن يتفاعل معها فيبكي على حاله أو يضحك عليها وهذا أهم دور للمسرح». وأكد أنه سعيد بمسرحيته الحالية كونه استطاع أن يحقق معادلة خطرة فيها وهي أن يشاهدها المثقف فيفرح بها ويشاهدها غير المثقف فيفرح بدوره ويتسلى، كما لفت إلى أن الصغار يستمتعون بالجانب البصري والجمالي في مسرحياته، ولاسيما أنه يولي عناية خاصة للإضاءة والصوت والأغنيات والرقص والأزياء.

ورفض جورج خباز أن يتولى أحد سواه إخراج أعماله أو كتابتها ليقينه بأن الهوية تنتفي في هذه الحال، وقال: «أهم الأعمال التي خلدت عبر التاريخ أصحابها شموليون، في المسرح شروطي ثابتة وهي أن أكون الكاتب والمخرج والبطل، أما في السينما فأنا منفتح على كتّاب ومخرجين آخرين، الأكيد في المسرح انني حريص على التنويع، لكن مع الحفاظ على هويتي وشروطي الثابتة». وأوضح أن ثمة فارقا بين التكرار والهوية، فالتكرار يكون في المضمون، أما التكرار في الشكل والعناصر، فهو يعد هوية، وأضاف: «من ناحية الشكل، أحافظ على الشروط نفسها لأن الناس يقصدونني على هذا الأساس، أما إذا وقعت في تكرار المضمون فالناس سيتخلون عني».

 

الانباء الكويتية