“البلمند”- سوق الغرب تكرم مدراء الثانويات اللبنانية

“الأنباء”- جامعة البلمند – سوق الغرب

بمناسبة عيد المعلم، أقامت جامعة البلمند – حرم سوق الغرب حفل تكريم في قاعة توفيق عساف لمدراء الثانويات من كافة المناطق اللبنانية وتخلل المناسبة توزيع دروع تكريمية عربون تقدير وتعاون بين الجامعة وكافة الثانويات، كما تخلل المناسبة أيضا توزيع دروع شكر وتقدير الى الداعمين للطلاب من منح جامعية وأقساط.

حضر المناسبة أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ممثل النائب فادي الهبر سعيد عساف، مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار الدكتور وليد صافي، عضو مجلس أمناء جامعة البلمند ورئيس “الاميديست” في لبنان أنيس نصار، قائمقام قضاء عاليه بدر زيدان العريضي، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، اللواء شوقي المصري بالاضافة إلى حضور عدد من الفعاليات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وبنشيد جامعة البلمند حيث قدم الاحتفال مدير العلاقات العامة والتنمية في الجامعة- حرم سوق الغرب الدكتور سهيل مطر واستهل كلامه قائلاً: “نلتقي اليوم لنكرم العطاء والنجاح في منهل العلم ودوحته،  في ميدان المعرفة وصرحها، في ساحة البناءِ البنّاء لكي نعمل سويا لإعداد جيل كامل متكامل نرى فيه أمل المستقبل وإشراقه،  فمهما تقدمنا وفُتِحت أمامنا الطرق ووصلنا لكل ما نحلم به ونصبوا اليه، علينا أن نتذكر من كان السبب بنجاحنا، من ساندنا وأمسك بيدنا للاستمرار، فمهما عبرنا لهم فالكلمات قليلة. نعم، صعبة هي مسؤولية التعليم، خاصة أن المعلم كمن يزرع، ثم يقلم الشجرة ويرويها يومياً، قد لا يرى ثمراً الا بعد حين، ولا يأكل هذه الثمرة إلا بعد مواسم وسنين”.

أضاف: “شكراً أيها المربيون المميزون لأنكم لم تبخلوا يوما برعايتكم على طلابكم وكنتم أسخياء بوقتكم وتوجيهاتكم وإرشاداتكم، فسلام الى كل من حمل عبء هذه الأمانة”.

9

وأكد على ان “الغرس الصالح يتطلب دائما الإهتمام والرعاية، فكيف اذا كان هذا الغرس هو العلم والثقافة وتكون رعايته من الخيرين الأفاضل وأصحاب الأيادي البيضاء الذين وبدعمهم السخي نستمد القوة والعطاء ليرسمو أبتسامة النجاح والأمل على وجوه الطلاب” .

تابع: “إن جامعة البلمند تسعى وبكل جهد إلى خدمة المجتمع واحتياجاته كما وأنها تمارس سياسة الانفتاح على الجميع وتصبو الى التلاقي والمحبة والعيش المشترك، وهكذا تلاقت الإرادات الخيرة وذوي الرؤى الثاقبة بدءاً من  رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم في إنشاء وإفتتاح هذا الحرم الجامعي لتلبي هذه الإحتياجات،  وكذلك كل الشكر والتقدير والتحية والإحترام الى ابناء بلدة سوق الغرب الى الاستاذ انيس نصار الذي حلم ودأب لإنشاء جامعة البلمند والذي أصبح حلمه حقيقه لأنه وعن قناعة يعتبر ان الجبل هو قلب لبنان كما وأنه يسعى دائما إلى تثبيت الألفة ودعائم العيش المشترك بين جميع مكوناته، وكذلك كل الشكر الى الكنز والرمز الدكتور كميل نصار المعهود بحكمته وأخلاصه وبتفانيه في عمله والعين الساهرة على أدارتها وأعداد برامجها الاكاديمية لتلبي حاجات المجتمع وتطلعاته”.

ومن ثم تكلم بإسم جامعة البلمند الدكتور كميل نصار، فقال: “في زمنٍ انتقلنا فيه من “قُمْ للمعلِّمِ وَفِّهِ التبجيلَ” الى زمن سلسلة الرتب والرواتب، أقفُ بينكُم اليوم لأهنِّئَكُم بعيدِكُم وأشدُّ على أيديكُم وأتمنّى لكم طولَ العمرِ واستمرارَ العطاءِ لأنّكُم أثْبَتُّم بالفعلِ لا بالقولِ أنكم “تكادوا أن تكونوا رسلا. رُسُلُ علمٍ وثقافةٍ ومحبة. فكم من طالبٍ تخرَّجَ من معاهدكُم وسلَكَ دروبَ الحياةِ مُحمَّلاً بكنزٍ دائمٍ لا ينضب من العلمِ والمعرفةِ أعانَهُ في التخطيطِ لمستقبلٍ ناجحٍ وواعد”.

أضاف: “من موقعي كمسؤولٍ جامعي منذ ما يقارب الأربعينَ عاماً عايشتُ التربية في لبنان، كطالبٍ قبلَ الحربِ وكأستاذٍ جامعي بعدَ الحرب، يؤسفُني أن أقول إنَّ الوضعَ التعليمي في لبنان لم يَشْفَ بعد من الأمراض التي أصابَتْه أيامَ الحرب. بالرغمِ من كل المحاولاتِ للخروج من الأزمةِ الأكاديميةِ التي نعانيها أصبحنا جميعُنا اليوم “آكاديميي الأزمة”. فلا المناهجَ تحدَّثَت ولا أساليبَ التعليمِ تطوّرت، وكلما زادَ عددُ الجامعاتِ في لبنان تقهقرَ مستوى العلم والتعليم. بكلِّ أسف لم نستطِع الخروجَ من حضارةِ التلقين إلى حضارةِ المعرفة في القرن الواحدِ والعشرين. علمًا أنّه لا يمكن أن نبقى على ما كنّا عليه في القرن الماضي من أساليبَ العلمِ والتعلُّم”.

11 (2)

تابع: “بصفتنا مسؤولين تربويين في الجامعاتِ والمدارس الخاصةِ والرسميةِ، علينا أن نستثمرَ في تعليمِ المعلّمين. إذْ أنَّ أهمَّ استثمارٍ نقدِّمُه لأبنائنا الطلاب هو تَنْشِئَتَهُم على يَدِ اساتذةٍ يُحاكي حاضرُهم مستقبلَهم. إن التعلُّمَ المستمرَّ هو ضرورة قصوى لإبقاءِ المعلّمِ على المستوى نفسِه من العلمِ والمعرفة.  ومثلما لا يمكن للطبيبِ أن يبقى طبيباً ناجحاً ومميزاً اذا لم يواكبَ كلَّ الأبحاثِ الجديدةِ في اختصاصِه كذلك لا يمكن للمعلّمِ أن يكونَ أستاذاً ناجحاً اذا لم يواكب في التعليم الأساليبَ الحديثة التي تسابقُ الزمن”.

اضاف: “اهلاً وسهلاً بكم في رحاب جامعة البلمند. فهذه الجامعةُ أتت الى الجبلِ لتُعْطي لا لتأخذ.  جئنا لنعطيَ العلمَ والثقافةَ لأولادِنا من الجيل الجديد، ولنساهمَ في توفيرِ مستقبلٍ أفضلَ لهُم ولعائلاتهم. ولن يكون ذلكَ ممكناً إلاَّ بالتعاون معكم لأنكم أنتم من يَضَع المدماكَ الأول في حياةِ الطالبِ، أما نحن فنُتابِعُ البناءَ”.

وختم قائلا: “وفّقكُم الله وأعاننا جميعاً على بلوغِ ما نصبو إليه من نجاحٍ في تربية أجيالِنا الصاعدة”.

بعد ذلك تحدث الشيخ كميل سري الدين بإسم داعمي الطلاب من منح جامعية وأقساط، وقال:

“العلمُ  كنزٌ  وذخرٌ  لا   فناءَ   له           نِعمَ القرينُ  إذا ما صاحبَ الصَّحْبا

العلمُ طريقُ المعرفة، والمعرفةُ سبيلٌ إلى الحكمة،  تلك هي مسيرةُ الارتقاء، وهذه هي رسالةُ الرحمة والهداية، ومن هنا يُولَدُ العباقرةُ والعظماء، فينهضون بمجتمعهم ويرتقون بالعالَم نحو الأهداف السامية والغاياتِ المُثلى لهذا الكون”.

اضاف: “لكنَّ العلمَ يحتاج الى من ينشرُه، وحتى ينتشرَ العلمُ لا بدّ من وجود صروح ٍتعليمية تؤدّي الرسالة، ولكي تُبنى الصروحُ وتنطلقَ مسيرةُ العطاء لا بدَّ من تمازج البشرِ والحجر، فهناك مَن يبني وهناك مَن يُعطي، وإذا كان العطاءُ والتعليمُ مستحيلاً بلا بناءٍ يحتضنُه، فإنَّ الحجرَ يغدو جلمداً لا قيمةَ له بدون رسالة العلم، فتحيةً لمن وضع هذا الحجر وأرسى دعائمَه وبنى ركائزَه وجدرانَه لتحتضنَ القيمةَ المعنوية لجامعةٍ عصريّة، وهنيئاً لمن زيَّن الحجر بالعلم ليصيرَ منارةً في هذا الجبل وفي الوطن، وشكراً لرجل الرعاية والعطاء وليد بك جنبلاط الذي لم يتردّد يوماً في احتضان الشباب والمؤسسات، وهو مَن قدّم قطعة الأرض لتشييدِ هذا الصرح العلمي، فكانت البلمند هنا في قلب الجبل منهلاً للعلم والأخلاق، وتحيةً للرئاسة الحكيمة المتمثلة بإنسانٍ مُبدِعٍ معطاء عرف قيمة العلم ورسم طريق النجاح الدكتور إيلي سالم، فارتفعَت راياتُ هذه الجامعةِ الجامعة كواحدةٍ من أعرق وأرقى الجامعات في الشرق، وتغذّى طلابُ لبنانَ من مَعينِها وحملوا العلم نبراساً يُضيئون به وطنهم ويطوفون أرجاء العالم حاملين أسمى رسالة عن وطنهم”.

8

تابع: “لهذه الجامعة المقدامة في العلم والثقافة أسمى تحية لما قدمته وتقدّمُه، وأملُنا بها كبيرٌ في النجاح والرعاية، وفي التطور والتوسُّع، وثقتُنا كبيرةٌ بالرؤية الواضحة والتصميم القويِّ من الإدارة، وبالكفاءة والإخلاص من الأساتذة، وبالدعم المتواصل من أصحاب الأيادي البيضاء، وبالتعاون والمواكبة من الأهالي، وبالجِدِّ والاجتهاد من الطلاب الأعزّاء، ولهم نقول: كونوا الأفضلَ والمثلَ والمثال، ولا تخافوا من المصاعب ومشكلات الحياة، فالله يرعاكم والجامعةُ تحضنُكم والخيِّرونَ إلى جانبِكم، والواجبُ يقضي على صاحب المال أن يمدَّ صاحب العلم بماله، لتنقلبَ الدائرةُ يوماً، فتكونون أنتم أصحابَ العلم والمال وتكونون أنتمُ المعطائين في المستقبلِ وأنتمُ الخيِّرين”.

وختم قائلا: “اسمحوا لي أن أقدِّمَ الشكرَ الجزيل للدكتور كميل نصّار القيّم،ِ على هذا الصرح في سوق الغرب، صاحب العلم والأخلاق والنظر الثاقب الذي لم يتوانَ يوماً عن العمل المتفاني والتواصل الدائم لتأمين كلّ ما يلزمُ الجامعة من مستلزماتٍ علمية وعينيّة. الصرحُ من دون سكّانٍ لا يستقيم، والسكان من دون مكانٍ يأويهم غرباء، فإذا اجتمعا كانت الحياة، ولكنَّ الحياةَ تكونُ هشَّةً إذا لم يكن هناك رابطٌ بين الداخل والخارج… وتحيّة أيضاً لمدير العلاقات العامّة والتنمية الدكتور سهيل مطر الذي عرف بحكمته كيف يبني جسورَ العبور والتواصل بين الجامعة والمحيط من أهالٍ وأصحابِ أريحيةٍ وكرم، فلولاهُ لما فُتحَ لنا هذا البابُ الإنساني، ولولا تشابُكُ الأيدي لما نجحت التجربة، فالتحيةُ لكم جميعاً في هذه المناسبة الكريمة،  راجينَ لهذا الصرحِ التعليميِّ المزيدَ من التطّور والازدهار، وللوطن العزيز دوامَ السلم والأمان”.

وأخيرا، تحدث بإسم الثانويات رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين وإستهل كلامه بالقول: “إن زيارتنا اليوم لجامعة البلمند في هذه المناسبة السعيدة، مناسبة عيد المعلم، هي بالدرجة الاولى تكريم لقيمة العلم بأبعاده الراقية وتجسيد لأخلاقية المعرفة  والعلم”.

أضاف:”بورك دور هذه المؤسسة التربوية العلمية التي تخطط وترعى وتهدف الى بناء الانسان على هذه القواعد ،وبورك دورك ايها المعلم المعطاء، على أمل ان تكون المواسم لدى شبابنا الأعزاء – في ألأرض الطيبة التي أشار اليها السيد المسيح _ تزكو وتطيب، مثمرة ً فكراً نامياً وعقلاً منفتحاً وعملاً مفيداً للفرد والمجتمع والوطن. ومستقبل وطننا، وذلك في صميم عمل البلمند وأيضاً في جوهر عمل العرفان على قاعدة “وبالتربية نبني”.

14

تابع: “اليوم ونحن في الحرم الجامعي للبلمند – سوق الغرب – نستنشق عبيراً مميزاً في وجودها في هذا المكان في قلب الجبل وقلب لبنان، ونحن نعلم أهمية الدور الاساسي للقلب،لأنه وعلى حد تعبير أحد أئمة الموحدين “اذا صلح القلب صلحت كافة الأعضاء”.

وقال: “من هنا نقراْ رعاية وليد جنبالط للبلمند في سوق الغرب وفي محيط اجتماعي مصغر لبنية لبنان الكبير في كافة تكويناته وشرائحه الاجتماعية ،من عاليه ،الى سوق الغرب، الى كيفون، الى بيصور، انه محيط التنوع في الوحدة، محيط النظرة الواحدة الى الحقيقة”.

وتلا الاحتفال حفل عشاء في حرم الجامعة في قاعة حبيب حتي.

(الأنباء)